مقالة خاصة: منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى تتطلع إلى تعميق التعاون مع الدول العربية
قوانغتشو 3 ديسمبر 2024 (شينخوا) ذكر مسؤولون من مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين أنهم يتطلعون إلى قيام المزيد من العرب من كل الأوساط بزيارة منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، وتقاسم الفرص لبناء المنطقة وخلق مستقبل مشرق للتعاون والتنمية مع أصدقائهم الصينيين.
وخلال الدورة الثالثة للمنتدى الصيني-العربي للسياسيين الشباب التي انعقدت مؤخرا في مدينة تشوهاي بمقاطعة قوانغدونغ، قال تسانغ فنغ، نائب مدير مكتب الشؤون الخارجية بمقاطعة قوانغدونغ، إن قوانغدونغ هي أكبر مقاطعة في الصين من حيث الحجم اقتصادي والتجارة الخارجية. وتماشيا مع تعميق بناء منطقة خليج قوانغدونغ -هونغ كونغ -ماكاو الكبرى، تشهد قوانغدونغ والدول العربية إمكانيات للتعاون العملي وتقاسم فرص بناء المنطقة وتطويرها.
وفي السنوات الأخيرة، ارتفع الحجم الاقتصادي الإجمالي لمنطقة خليج قوانغدونغ -هونغ كونغ -ماكاو الكبرى على نحو مستمر، حيث قفز من عشرة تريليونات يوان (دولار أمريكي واحد يساوي نحو 7.2 يوان) في عام 2018 إلى أكثر من 14 تريليون يوان في عام 2023 ، وهو ما ساهم بحوالي 11 بالمائة من الحجم الاقتصادي الإجمالي للبلاد، رغم أن مساحة المنطقة تقل عن 0.6 بالمائة من مساحة أراضي البلاد.
وتابع تسانغ قائلا إنه خلال العامين الماضيين انعقدت العديد من الفعاليات لتعزيز التجارة والاستثمار بين قوانغدونغ والدول العربية، مثل منتدى التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي أقيم في قوانغدونغ، وملتقى التعاون والتبادل الاقتصادي والتجاري بين الصين (قوانغدونغ) والسعودية الذي انعقد في السعودية، وهو ما يساهم في بناء جسر للتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وفيما يتعلق بالتجارة الخارجية بين الجانبين، تحتل قوانغدونغ الصدارة بين مختلف مقاطعات الصين بشكل مستمر، إذ في الأرباع الثلاثة الأولى من هذا العام، بلغ حجم التجارة الخارجية لقوانغدونغ مع الدول العربية حوالي 268.7 مليار يوان، بزيادة 12.7 بالمائة على أساس سنوي. وشارك 34 ألف تاجر عربي في معرض كانتون الـ136 الذي اختتمت أعماله في نوفمبر الماضي.
وعملت شركات من قوانغدونغ والدول العربية على تعزيز التعاون لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك. وقال تسانغ أنه في العامين الماضيين، وقعت قوانغدونغ اتفاقيات تعاون مع شركة أرامكو السعودية والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر لتستكشف بنشاط التعاون في مختلف المجالات مثل الطاقة والقدرة الإنتاجية والمالية. وقامت الشركات الرائدة في المقاطعة مثل هواوي، وشركة زد تي إي للاتصالات، وشركة بي واي دي للسيارات، وشركة مجموعة قوانغتشو للسيارات بالتعاون مع مؤسسات في الدول العربية لتحقيق النفع للسكان المحليين.
وفي الوقت نفسه، تعتزم هونغ كونغ تعزيز التعاون المالي مع السعودية، حيث أعلنت بورصة هونغ كونغ مؤخرا أنها ستفتح مكتبا خاصا لها في مدينة الرياض بالسعودية في عام 2025، بهدف تعزيز تكوين البورصة في منطقة الشرق الأوسط وتعميق الروابط بين الصين ومنطقة الخليج وخلق فرص جديدة للزبائن والمصدرين العالميين.
وجاء هذا الإعلان مع طرح اثنين من صناديق التداول في السوق المالية السعودية (تداول) يومي 30 و31 أكتوبر الماضي، حيث يعتبر ذلك علامة مهمة لارتباط سوقي رأس المال في هونغ كونغ والسعودية.
وذكر تشو وي، نائب مدير لجنة التنمية والإصلاح بمقاطعة قوانغدونغ ونائب المدير التنفيذي لمكتب منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى بمقاطعة قوانغدونغ في كلمة ألقاها أمام الدورة الثالثة للمنتدى الصيني-العربي للسياسيين الشباب، أن منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى تعد محورا هاما للنقل منذ العصور القديمة وشاهدا على التاريخ الطويل للصداقة الصينية-العربية.
وقال تشو "نعتقد أنه مع التحسن المستمر للقوة الاقتصادية والقدرة الابتكارية ومستوى التكامل لمنطقة الخليج الكبرى، ستتم مواصلة تحفيز القوة الكامنة لتنمية مزاياها بشكل متكامل بالنسبة لقوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو، كما ستتنامى أهمية مكانة منطقة الخليج الكبرى في الاقتصاد العالمي".
وأعرب تشو عن أمله في قيام المزيد من العرب من كل الأوساط بزيارة منطقة خليج قوانغدونغ-هونغ كونغ-ماكاو الكبرى، ليروا بأنفسهم روعة وسحر المنطقة، وتقاسم الفرص لبناء المنطقة وخلق مستقبل مشرق للتعاون والتنمية مع الأصدقاء الصينيين.
وذكر المشاركون العرب في المنتدى أن قوانغدونغ وهونغ كونغ وماكاو تواصل تعميق التكامل وتحقق تطورا سريعا على أساس النظام السياسي الابتكاري المتمثل في مبدأ "دولة واحدة ونظامان".
وبدوره، قال أدهم السيد، ممثل اللقاء اليساري العربي من لبنان، إن تنمية هذه المنطقة تعد معجزة ومثالا ورمزا لتنمية الصين، ويرجع ذلك إلى الاستقرار الطويل الأجل للصين وعقود من التخطيط التصميمي الطويل المدى والعمل الشاق للشعب الصيني لوضع الخطط موضع التنفيذ.