تنمية عالية الجودة في الصين تجلب فرصا تنموية متنوعة للعالم
بكين 4 ديسمبر 2024 (شينخوانت) مع فتح الصين أبوابها على نطاق أوسع أمام العالم الخارجي، يأتي مزيد من الأجانب إلى الصين للدراسة والعمل، حيث يندمجون في الحياة الصينية ويشهدون تطوراتها. ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، فما هي المكاسب التي حققها هؤلاء الأجانب الذين يعيشون في الصين هذا العام؟ وفي نظرهم، ما هي جاذبية الصين على وجه التحديد؟
ومنذ بداية هذا العام، تسببت سلسلة من العوامل المعقدة مثل الأزمة المصرفية في أوروبا والولايات المتحدة والتوترات الجيوسياسية العالمية في حدوث تراجع عام في الاستثمار العالمي. وعلى هذه الخلفية، لا تزال بعض المؤسسات الأجنبية تسرع ضخ استثماراتها في الصين.
ومن أجل توسيع الاستثمار في مشاريع الطاقة الهيدروجينية، أنشأت شركة فرنسية مؤخرا مقرها الإقليمي في مدينة شانغهاي الصينية. وقال المسؤول بالشركة أندريان أليكس "إن الصين سوق حيوية للغاية، ونخطط للاستثمار فيها لمدة طويلة. وسيكون مقرنا الإقليمي في مدينة شانغهاي خطوة رئيسية لاستثمارنا، وسنواصل تقديم منتجات جديدة في مجال الطاقة الهيدروجينية للسوق الصينية لدعم هذا البلد في تحقيق هدف الوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون والحياد الكربوني."
ولم تقتصر أنشطة الشركات الأجنبية على المدن الساحلية المتقدمة وحدها مثل شانغهاي، بل بدأت المزيد من هذه الشركات الاتجاه نحو المناطق الوسطى والغربية بالصين، نظرا لتفاؤلها بمستقبل تلك المناطق. وترى العديد من الشركات العربية أن هناك فرصا هائلة في مجالات الاقتصاد الأخضر والمنخفض الكربون والاقتصاد الرقمي والطب والصحة بالسوق الصينية. وقالت لويزا خافيير، مؤسسة شركة سعودية للتكنولوجيا الحيوية، إنهم سيستفيدون من الإمكانات الهائلة للتعاون بين المملكة العربية السعودية والسوق الصينية. وأضافت أنهم يخططون حاليا لتوسيع قسم الطيران، كما يستكشفون إمكانية دخول السوق الصينية في هذا المجال.
وقد شرعت الشركات الصينية في السير على طريق التنمية العالية الجودة، ليس من حيث جذب الاستثمار الأجنبي فحسب، بل من حيث الاستثمار الخارجي أيضا. ويعد تنفيذ الاستثمار الأجنبي الرفيع المستوى جزءا مهما من بناء نظام اقتصادي مفتوح جديد عالي المستوى في الصين. وفي السنوات الأخيرة، واصلت الصين طرح سياسات لتحفيز نمو التجارة الخارجية وجذب الاستثمار الأجنبي، حُسِّن نظام خدمة إدارة الاستثمار الخارجي في الصين بشكل متزايد، وتعد الصين الآن من بين أكبر ثلاث دول من حيث حجم الاستثمارات الخارجية، وتقدم إسهامات كبيرة في البناء العالي الجودة لمبادرة "الحزام والطريق"، واستكشاف بناء نمط جديد للتنمية.
ولا توفر التنمية العالية الجودة في الصين للشركات الأجنبية بيئة استثمارية جيدة فحسب، بل تتيح أيضا للأجانب الذين يعيشون في الصين الشعور بالحيوية الجديدة. ويدرس الشاب الجزائري محمد بلال في جامعة داليان للتكنولوجيا للحصول على درجة الدكتوراه، وبغض النظر عن المدن الصينية التي يذهب إليها، فإن أول ما يلاحظه هو تطبيق وتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في هذه المدن. وقال للمراسل إنه زار العديد من المدن الصينية، مثل شانغهاي وبكين وشنتشن، وتتغير معظم هذه المدن بشكل ملحوظ كل يوم، مما يدل على أن الصين بأكملها تتقدم بسرعة كبيرة.
وبعد أن عاش في شنتشن لسنوات عديدة، شهد النيوزيلندي ستيوارت التنمية الحقيقية التي طرأت على الصين. وأشار إلى أن الصين دولة منفتحة ومتسامحة وتزداد حداثة، كما أنها استمرت في الحفاظ على نموها الاقتصادي خلال السنوات الأخيرة. وقال إن حكومة شنتشن تقدم تسهيلات متزايدة للأجانب، وفيما يتعلق بالخدمات الطبية، يمكن للأجانب الآن تلقي العلاج في المستشفيات المحلية، بالإضافة إلى العيادات الدولية.
وفي الوقت الحالي، تواصل الصين تقدمها باطراد نحو التنمية العالية الجودة، مما يمهد الطريق لنمو اقتصادي مستدام. ولن تقلل الصين التي تواصل الإصلاح والانفتاح والابتكار فرصها التي تقدمها للعالم، بل سوف تصبح أكثر تنوعا وثراء. وستظل الصين التي تسعى باستمرار نحو التنمية العالية الجودة جاذبة للعناصر الاقتصادية العالمية، وستكون أرضا خصبة للاستثمار الأجنبي ومنصة متكاملة للسلاسل الصناعية العالمية.