مقالة خاصة: دراسة جديدة تكشف عن تأثيرات تغير المناخ والمناظر الطبيعية على الهجرة البشرية القديمة
بكين 6 ديسمبر 2024 (شينخوا) أشارت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتشر كومينيكيشنز" أن هجرة وانتشار البشر القدامى عبر القارة الأوراسية بعد مغادرة إفريقيا تأثرت بشكل كبير بعوامل تغير المناخ وتطور المناظر الطبيعية.
وكشفت الدراسة التي قادها باحثون من معهد أبحاث هضبة التبت والأكاديمية الصينية للعلوم، عن أدلة جديدة تشير إلى أن الهجرة البشرية المبكرة وتطوير تكنولوجيا الأدوات الحجرية في أوراسيا كانت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتغيرات المناخية والمناظر الطبيعية.
ويشير البحث إلى أن ظروف الجفاف وتحولات المناظر الطبيعية التي حصلت في أوراسيا منذ ما بين 900 ألف و 600 ألف عام، قد أدت إلى هجرة الإنسان القديم وتطور تكنولوجيا الأدوات الحجرية في المنطقة.
وافترض العلماء أن الهجرة البشرية الحديثة المبكرة من إفريقيا إلى شرقي آسيا اتبعت طريقين رئيسيين هما: الطريق الشمالي والطريق الجنوبي الذي مرّ عبر شبه الجزيرة العربية والهند وجنوب شرقي آسيا ومناطق أخرى، بينما اجتاز الطريق الشمالي آسيا الوسطى وسيبيريا وشمال غربي الصين.
وقال تسان جين بوه المؤلف الأول والمؤلف المشارك للبحث، الباحث في معهد أبحاث هضبة التبت إن هجرة وانتشار البشر القدماء ارتبطت ارتباطا وثيقا بتطور المناخ والبيئة.
وأضاف تسان أن الفهم السابق للعلاقة بين الانتشار البشري القديم والبيئة الطبيعية في أوراسيا كان محدودا بسبب عدم وجود مقارنة شاملة للسجلات الأثرية والبيئية القديمة على نطاقات مكانية وزمنية طويلة كبيرة.
وحلل العلماء في البحث الحديث التغيرات في التركيب النظيري للكربون العضوي في اثنين من ملامح اللوس النموذجية في وسط أوراسيا على مدى الـ3.6 مليون سنة الماضية.
ومن خلال دمج البيانات حول نظائر الكربون والمناظر الطبيعية لمصارف الأنهار وتوزيع اللوس الإيولي والبقايا البشرية القديمة عبر أوراسيا، وجد العلماء أنه ومنذ 900 ألف إلى 600 ألف عام مضت، أدى التبريد العالمي ورفع هضبة تشينغهاي-شيتسانغ الشمالية إلى زيادة تقلبات المناخ والتجفيف البيئي والتنمية واسعة النطاق لمدرجات الأنهار في منطقة الطريق الشمالية.
وبدوره، قال فانغ شياو مين المؤلف المشارك من معهد أبحاث هضبة التبت، الأكاديمي في الأكاديمية الصينية للعلوم: "هناك اختلافات كبيرة في الدوافع البيئية للانتشار البشري القديم بين أوراسيا وإفريقيا".
ووفرت المناخات الرطبة في شمالي وشرقي إفريقيا ممرا أخضر للبشر القدماء للهجرة من إفريقيا. وفي المقابل، وفّر الجفاف وتغيرات المناظر الطبيعية في أوراسيا المزيد من الموائل المفتوحة والممرات المريحة ومصادر المياه، ما أثر بشكل كبير على البيئة المعيشية والانتشار المكاني للبشر القدماء في أوراسيا، بحسب فانغ.