ألماتي 2 سبتمبر 2015 (شينخوا) انتقد أحد المحاربين القازاقيين القدامى بعض المؤرخين لتشويه تاريخ الحرب العالمية الثانية، داعيا إلى تقديم رواية حقيقية للحرب العالمية الثانية وفهم صحيح للتاريخ للأجيال الشابة.
وقال إيساك كراسيك في مقابلة حصرية أجرتها وكالة أنباء ((شينخوا)) "تؤلمني رؤية مدى عبث بعض المؤرخين والخبراء بالتاريخ، وإقحام أخطاء، وحتى معرفة وأحكام شريرة في الأجيال الشابة".
وهنأ كراسيك، الذي قاتل ضد العدوان الفاشي خلال الحرب العالمية الثانية في الشرق الأقصى السوفيتي وشمال شرق الصين، هنأ بحرارة الشعب الصيني بمناسبة يوم الانتصار العظيم المرتقب.
وتطوع كراسيك للذهاب إلى الجبهة وسجل في مدرسة "سيفاستوبول" للمدفعية والدفاع الجوي في عام 1941 عندما كان قد تخرج من المدرسة الثانوية.
وقد تم إرساله إلى جبهة ما بعد بحيرة بايكال حيث وصلته أخبار مروعة بأن النازيين الألمان قتلوا جميع أفراد عائلته لأنهم كانوا يهودا.
ومدفوعا بالرغبة في الانتقام، قام كراسيك، ومعه 100 جندي تحت قيادته، بتدمير عدد كبير من نقاط إطلاق النار والمراقبة ومراكز القيادة التابعة للجيش الياباني في شمال شرقي الصين.
وقال المحارب القديم "لقد نظرت إلى الصينيين وشعرت كما لو كانوا عائلة مقربة مني، فقد عانوا من الحرب وخسروا عوائلهم مثلي تماما، كان يجب علي مساعدتهم وإنقاذهم".
ومع خبرة في القتال ضد النازيين الألمان، فإن جيش كراسيك خسر جنديين فقط في المعارك التي خاضها ضد العدوان الياباني.
وقال كراسيك إن ذكريات امتنان الشعب الصيني "تدفئ قلبي، والتي تعتبر بالنسبة لي أثمن بكثير من أي ميداليات أو جوائز"، مضيفا أن الأعمال الوحشية التي ارتكبتها اليابان ذات النزعة العسكرية في الصين قد حفرت في ذاكرته.
وأوضح أن "الكلمات لا تستطيع وصف ما قامت بفعله القوات العسكرية اليابانية، لقد نظموا مجازر، وسمموا قرويين وثوار باستخدام الغاز، واغتصبوا نساء، وقتلوا أطفال وعجائز أبرياء، وخلال ستة أسابيع فقط، كانوا قد قتلوا 300 ألف مدني في مدينة نانجينغ".
وقال المحارب القديم بصوت يعتريه الاحترام "لقد رأيت أناس قد تكوروا من الجوع والفقر والأمراض في الصين، لكن فشل الغزاة في ثني عزيمتهم، وبدلا من الاستسلام، قاوم الصينيون بشكل شجاع المعتدين".
وحث المحارب القديم الشبان حول العالم على أن يضعوا في اعتبارهم الثمن الذي تم دفعه من أجل الانتصار في الحرب العالمية الثانية والاعتزاز بالسلام الذي تم الحصول عليه بصعوبة.
كما انتقد كراسيك أيضا بشدة الأفلام السخيفة التي تتضمن ما يسمى قصص من داخل الحرب العالمية الثانية، حيث يتم فيها عكس الحقيقة بشكل كامل مع تقديم الأبطال كخونة في حين يصور الخونة كمحررين ومقاتلين من أجل العدالة.
وقال كراسيك، مع إظهار تأسفه، إن "البعض يرفض أن يعترف بالإبادة الجماعية، في حين يشوه البعض الحقيقة ليبرر النزعة العسكرية اليابانية والنازية، مع التقليل من شأن مساهمات الجيش السوفيتي والشعب الصيني في الانتصار النهائي".