لوس أنجليس 14 سبتمبر 2015 (شينخوا) إن "التعاون في مجال تغير المناخ لا يعد أمرا حاسما لمستقبل كوكبنا فحسب، وإنما يمثل معلما رئيسيا للعلاقات الأمريكية - الصينية"، هكذا ذكر عمدة لوس أنجليس أريك غارسيتي يوم الاثنين.
وأكد غارسيتي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) قبل افتتاح الجلسة الأولى لـ "قمة المدن ذكية المناخ ومنخفضة الكربون" هنا يوم الثلاثاء، أن التعاون في مجال تغير المناخ يمكن أن يكشف "ما يمكن تحقيقه عندما نعمل معا لمواجهة أي تحد طارئ".
ومن المقرر أن يتوجه ممثلون لدى حوار المناخ ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى وعمداء مدن من الصين إلى لوس أنجليس بولاية كاليفورنيا لمناقشة القضايا ذات الصلة والتوقيع على اتفاقات مع نظرائهم الأمريكيين خلال القمة التي تستمر يومين وسيلقى خلالها أيضا نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن كلمة في الجلسة الكاملة الختامية بعد ظهر الأربعاء.
تعد هذه القمة أول اجتماع رسمي بين قادة أمريكيين وصينيين تعقد على هذا المستوى بشأن تغير المناخ تحت إشراف مجموعة العمل المعنية بتغير المناخ، وتمثل فرصة رئيسية لدفع العمل الخاص بالمناخ قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ في شهر ديسمبر بباريس، وفقا لما أعلنه مكتب غارسيتي.
وقال إن "عندما اتفق الرئيسان (باراك) أوباما وشي (جين بينغ) في نوفمبر الماضي على أن المدن والولايات/ المقاطعات ينبغي أن تجتمع لتضطلع بالالتزامات المتعلقة بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، علمت أن علينا فعل المزيد لضمان استجابة المدن للنداء الذي يدعو إلى مكافحة تغير المناخ هنا وفي الصين".
وأضاف أن "المدن تعد مصدرا رئيسيا لمشكلات التلوث التي نعاني منها. وأتعهد بإيجاد الحلول، ليس من أجل مدننا ومن يعيشون فيها فحسب، وإنما للعالم ومواطنيه أيضا".
وإن الجهود العظيمة التي بذلتها مدينة لوس انجليس في مكافحة الضباب الدخاني معروفة تماما في الصين. وذكر عمدة المدينة أن لوس انجليس تستضيف عددا أكبر من المقيمين والزائرين والطلبة الصينيين مقارنة بأي مدينة أمريكية أخرى.
وقال إن "لوس انجليس هي الموقع المثالي لعقد هذه القمة لأن مدينتنا تعد بمثابة نموذج عظيم وجهة متعاونة في العمل الحاسم الخاص بتغير المناخ حيث قدمت بعض أكثر خطط خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري جرأة في العالم"، مضيفا "وأثق تماما بضرورة مباشرة أعمال المناخ محليا في الوقت الذي نعمل فيه وطنيا مع الزملاء للتغلب على الحواجز التي نواجهها ونتعاون على الساحة العالمية لإيصال صوت عمداء المدن".
وقد أعلنت لوس انجليس خطة المدينة المستدامة حيث حددت أهدافا لخفض غازات الاحتباس الحراري بواقع 80% بحلول عام 2050، و45% بحلول 2025.
"وبالنسبة إلى لوس انجليس، سنوقف استخدام الفحم بهيئة لوس انجليس للمياه والكهرباء بحلول عام 2025. كما نعمل للوصول بالمياه المهدرة إلى الصفر وخفض واردات المياه إلى النصف بحلول 2025، وخلق 20 ألف فرصة عمل خضراء واتخاذ المزيد من الإجراءات لتنظيف الهواء،" حسبما قال العمدة.
وأشار إلى أن "هذا يعد تقدما مدهشا بالنسبة لمدينة تسجل أدنى استخدام للمياه للفرد مقارنة بأي مدينة يتجاوز عدد سكانها مليون نسمة، وفي طريقها إلى أن تصبح مدينة خالية من استهلاك الفحم في غضون 10 سنوات. وفي لوس أنجليس، أعلنت أن مدينتنا ستملك أكبر أسطول من المركبات العاملة بالكهرباء بصورة خالصة في الولايات المتحدة بحلول نهاية عامنا المالي الجاري".
وبالتعاون مع عمدة فلادليفيا مايكل نوتر وعمدة هيوستن أنيس باركر، وضع غارسيتي أجندة العمداء الوطنية لأعمال المناخ والتي تمثل إجمالي 29 عمدة أمريكي حتى الآن. وقال "نحن نعمل معا لتقاسم الدروس التي تعلمناها في مجتمعاتنا والاستفادة من أدوات مشتركة مثل المخزونات وخطط أعمال المناخ فيما نعكف على وضع بروتوكول تعويضي مخصص تفصيلا لحكومات البلديات".
وعلى المستوى العالمي، وقع أكثر من 140 عمدة من أنحاء العالم ميثاق العمداء الذين تعهدوا بتفعيل استخدام المخزونات وخطط أعمال المناخ، هكذا قال غارسيتي.
وأضاف غارسيتي "سوف نتحدث معا بوضوح إلى قادة العالم حول ضرورة التوصل إلى اتفاق عالمي حول المناخ في باريس خلال انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للأطراف في ديسمبر من عام 2015".
وشدد على أن القمة تعد "فرصة تاريخية لإيجاد حلول" في وقت يتحول فيه انتباه العالم إلى الحافة الباسيفيكية وتحولت فيه مسؤولية أعمال المناخ إلى المدن.
(زيارة شي للولايات المتحدة) مقالة خاصة: بالعزيمة والإصرار ...الصين والولايات المتحدة تقدمان قدوة للعالم في معركة المناخ |
مقابلة: خبير أمريكي: زيارة شي جين بينغ للولايات المتحدة مهمة للبلدين والعالم |