كامبريدج، الولايات المتحدة 12 سبتمبر 2015 (شينخوا) قال عزرا فوجيل، الأستاذ الفخري بجامعة هارفارد، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتقبة إلى الولايات المتحدة واجتماعه مع الرئيس الأمريكي باراك اوباما يحملان " أهمية كبيرة" للبلدين والعالم بأسره.
وقال فوجيل في مقابلة حديثة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) بمنزله الكائن بالحرم الجامعي، إن " العلاقات الصينية-الأمريكية لها تأثير على مستقبل العالم أجمع. لذلك، يتعين على الجانبين العمل معا والقيام بعمل جيد".
وأضاف البروفيسور البالغ من العمر 85 عاما أنه " منذ زيارة (هنري) كيسنغر إلى الصين (في عام 1970)، وحبكت بكين وواشنطن علاقات وثيقة على نحو متزايد. وبينما تكتسب الصين المزيد والمزيد من النفوذ على الساحة العالمية، تريد الولايات المتحدة أيضا رؤية عالم آمن ومستقر، وقد تكاتف الدولتان الأكبر اقتصاديا في العالم في مناسبات عدة للتصدي للتحديات العالمية الكبرى".
وفي محادثات هاتفية جرت بينهما في 11 فبراير، أعلن شي قبوله دعوة اوباما لإجراء زيارة دولة في سبتمبر إلى الولايات المتحدة، هي الأولى منذ توليه منصبه في مارس 2013.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن جدول أعمال الزيارة المرتقبة سيعلن بالتفصيل في الأيام المقبلة.
ورغم أنها أول زيارة دولة للرئيس شي إلى الولايات المتحدة، إلا أن شي واوباما على، حد قول فوجيل، التقيا في وقت سابق وتحدثا في منتجع صني لاندز في كاليفورنيا وبكين أيضا، وتبادلا وجهات النظر بشكل صريح وشامل. لذلك، فإن محادثاتهما المقرر أن تجرى في أواخر سبتمبر من المتوقع لها أن تعزز الاتصال وتعمق التفاهم المتبادل، مما يخدم العلاقات الثنائية.
مشيرا إلى بعض التوترات والنزاعات التي تعكر صفو العلاقة بين الحين والآخر، قال الأستاذ إن زيارة شي يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في تعزيز الثقة المتبادلة، وحل المشكلات القائمة، وتسوية الخلافات بين الجانبين.
وخلال زيارتها لبكين في أواخر أغسطس تمهيدا لزيارة شي، قالت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس إن الولايات المتحدة ترغب في العمل مع بكين ليس فقط من أجل ضمان النجاح الكامل للزيارة وإنما جعلها أيضا " حجر أساس" في العلاقات الثنائية.
وقال فوجيل إن هذه التصريحات أظهرت أن أوباما " يرحب جدا" بضيفه الصيني" ويفهم جيدا" أهمية العلاقات الثنائية.
ووفقا للأستاذ، فإن جدول أعمال الرئيسين قد يتطرق إلى موضوعات من بينها تعزيز التعاون بشان التغير المناخي والبيئة وإجراءات محتملة لإعادة الاستقرار للاقتصاد العالمي والحفاظ على الأمن العالمي والأمن الإلكتروني والتبادلات العسكرية الصينية، متوقعا أن تحمل الزيارة مفاجآت وأمورا جيدة قد يتم الإعلام عنها في صورة سياسات، وتابع :"اعتقد أن الرئيسين يريدان هذا التقدم".
وبوصفه مؤلف كتاب "دينغ شياو بينغ وتحول الصين"، الذي ينظر إليه على نطاق واسع بأنه جرد أمين وموضوعي لحياة الزعيم الصيني الراحل وثلاثة عقود من الإصلاح والانفتاح في الصين، يعتقد فوجيل أنه حتى اليوم هناك العديد من الأمريكيين لا يعلمون الكثير عن الصين، كما أن الصين لا تقوم بما فيه الكفاية لمساعدة العالم الخارجي على فهم نفسها.
وحول تقارير وسائل الإعلام التي تقول إنه من المقرر أن يلقي الرئيس الصيني عدة خطابات في العديد من المناسبات خلال الزيارة المرتقبة، أعرب فوجيل عن أمله بأن خطابات الرئيس تستطيع إظهار روحا منفتحة وصريحة ليكون لها "تأثيرات إيجابية" على الشعب الأمريكي.
ومن المزمع أن يعقد الرئيس شي لقاءات مباشرة مع أناس من مختلف مناحي الحياة مما "يعني الكثير للأوساط الاقتصادية والأكاديمية ووسائل الإعلام الأمريكية ، إضافة إلى الأمريكيين العاديين"، حسبما أضاف.
كما توقع البروفسور، المعروف بدعمه للصين في الولايات المتحدة، أن يقدم شي، خلال زيارته، المزيد من الشرح والتفصيل حول مجموعة السياسات والمبادرات الصينية، مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية، ومبادرات الحزام والطريق، وبناء العلاقات بين القوى الكبرى.
وقال إن "تلك كلها عبارة عن أفكار ومفاهيم جيدة، لكن الصين لا تزال بحاجة إلى توضيح نواياها، وتثبتها من خلال إجراءات ملموسة".
وضمن أسس من الفهم والثقة المتبادلين، قال "إنني، والكثير من الأمريكيين الآخرين، نعتقد أنه ينبغي للولايات المتحدة وسوف تقبل وتشارك بشكل تدريجي في بعض المبادرات التي تقترحها الصين مثل البنك الآسيوي للاستثمار في البنى التحتية".
وأفاد البروفسور أن زيارة شي يمكن أن تساعد أيضا في تعزيز التبادلات والصداقة بين الشعبين، والتي تعد بمثابة أساس هام للعلاقات الثنائية الجيدة.
كما لفت فوجيل إلى زيارة شي السابقة إلى الولايات المتحدة ـ في عام 1985 بوصفه مسؤول على مستوى المقاطعة في جولة لإجراء بحوث زراعية إلى ولاية آيواـ ولقاء لم الشمل المفعم بالعاطفة مع "أصدقائه الأمريكيين القدامى" هناك في عام 2012 خلال زيارته مرة أخرى أثناء توليه منصب نائب الرئيس الصيني.
وقال إن "الأمريكيين أيضا يعتزون بالصداقة والمشاعر الجيدة، وإذا كان بإمكان الرئيس الاستفادة من ذلك خلال الزيارة المرتقبة، فأعتقد أن ذلك سيؤدي إلى تأثيرات مواتية للغاية في الإعلام والسياسة".
كما أشار البروفسور إلى تجربته الأخيرة خلال رحلة إلى الصين كمثال مقنع حول أهمية التبادلات بين الشعبين.
واستذكر قائلا أنه "منذ حوالي أسبوع مضى، مرضت في الصين وأجريت عملية جراحية بسيطة في تشونغ تشينغ (جنوب شرق)، والتي تكللت بالنجاح. وحاول الأطباء بذل أقصى جهدهم لمساعدتي، على الرغم من أنهم لم يعرفوا من أكون في البداية".
وأوضح البروفسور أنه منذ سبعينات القرن الماضي، عندما زار الصين لأول مرة، فإن نظام العناية الصحية والتجهيزات الطبية هناك حققا قفزة عملاقة ليكونا على قدم المساواة مع تلك المتوفرة في الدول المتقدمة، بما فيها الولايات المتحدة.
وقال إن "هذا يمكن أن يعزى جزئيا إلى تبادلات الصين وتعاونها مع العالم الخارجي، بما فيها أمريكا، والتي بالمقابل عادت بالفائدة على الزوار الأجانب كمثل حالتي"، مضيفا أنه "لا يوجد أي سبب يمنعنا من الاستمرار في هذا".
(زيارة شي للولايات المتحدة) مقالة خاصة: بالعزيمة والإصرار ...الصين والولايات المتحدة تقدمان قدوة للعالم في معركة المناخ |
((أهم الموضوعات الدولية)) تعليق: تطلعات عدة تحملها زيارة الرئيس الصيني المرتقبة للولايات المتحدة |
أهم الموضوعات / الصين (مقالة خاصة): يانغ جيه تشي: زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة سترسم المسار للعلاقات الثنائية |