الأمم المتحدة 29 سبتمبر 2015 (شينخوا) اعتلى الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الإثنين منصة الخطابة في المناقشة العامة السنوية رفيعة المستوي للجمعية العامة للأمم المتحدة ليقدم وجهة نظر الصين حول الوضع العالمي الحالي واقتراحات من أجل السلام والتنمية في العالم.
وهذه هي المرة الاولى التى يخاطب فيها شي الذي أصبح رئيسا للصين في عام 2013 ، الجمعية العامة المكونة من 193 عضوا.
ومشيرا إلى ان أهداف الأمم المتحدة وهى السلام والتنمية والعدل والديمقراطية والحرية -- "مازالت بعيدة المنال", حث شي على بذل المزيد من الجهود لدعم السلام والتنمية في العالم خلال القرن الـ21.
قال شي للحضور "ينبغى ان نجدد التزاماتنا ازاء أهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة ونبنى نمطا جديدا من العلاقات الدولية يمثل التعاون المربح للجميع ونخلق مجتمعا ذا مصير مشترك للبشرية."
وقدم الرئيس الصيني اقتراحا من خمس نقاط حول كيفية صياغة نمط جديد من العلاقات الدولية.
أولا, حث شي المجتمع الدولي على بناء شراكة تتعامل فى فيها الدول مع بعضها البعض على قدم المساواة وتشترك في مشاورات ثنائية وتظهر التفاهم المتبادل.
وذكر شي "يجب علينا ان نصيغ شراكة عالمية على المستويين الدولي والاقليمي ونتبنى نهجا جديدا في العلاقات بين الدول يمثل في الحوار بدلا من المواجهات ويسعى للشراكة بدلا من التحالفات."
وأضاف شي أن الدول الكبيرة بحاجة الى اتباع مبدأ عدم النزاع وعدم المواجهة والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجميع في علاقاتها, في حين يتعين على الدول الكبيرة ان تعامل الدول الصغيرة على قدم المساواة وتنتهج النهج الصحيح للعدالة والمصالح بإعلاء العدالة فوق المصالح.
ثانيا, حذر شي من عقلية الحرب الباردة وحث على بناء بنية أمنية بمساهمة ومشاركة الدول على اساس الإنصاف والعدالة.
وقال الرئيس "يجب علينا ان تعزيز رؤية جديدة للامن المشترك والشامل والتعاونى والمستدام, ونفسح المجال امام الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الامن في انهاء الحرب وحفظ السلام.
ثالثا, دعا شي الى افاق منفتحة وابداعية وشاملة للتنمية تعود بالنفع على الجميع.
وقال شي "من المهم ان نستخدم اليد المرئية واليد الخفية لخلق تضافر بين قوى السوق ووظائف الحكومة والسعي الى تحقيق الكفاءة والعدالة.
وأكد شي انه حيث ان قمة التنمية المستدامة التابعة للامم المتحدة التي اختتمت لتوها ، تبنت أجندة التنمية بعد عام 2015, فان هذه الالتزامات يجب ان تترجم إلى افعال ويجب ان يضمن المجتمع الدولي لكل شخص نصيبه من التنمية والعيش بكرامة.
رابعا, حث شي على زيادة التبادلات بين الحضارات لدعم التناغم والشمولية واحترام الاختلاف.
وذكر شي "يتعين على الحضارات المختلفة اجراء حوار وتبادلات بدلا من محاولة اقصاء او استبدال بعضها البعض. يجب ان نحترم جميع الحضارات وان نعامل بعضنا البعض على قدم المساواة."
واخيرا, اقترح شي بناء نظاما بيئيا يضع الطبيعة والتنمية الخضراء اولا, متوقعا من جميع الاعضاء في المجتمع الدولي العمل سويا تجاة حضارة بيئية عالمية.
وأكد البيان الذي القاه شي في قمة الأمم المتحدة على موقف الصين الثابت في الامم المتحدة وحث المجتمع الدولي على تعزيز السلام والتنمية بشكل مشترك ومواجهة التحديات الكبيرة لبناء عالم أفضل.
وتعد الأمم المتحدة المنصة الاكثر مصداقية في العالم للتعبير عن وجهة نظر الصين حول الوضع الحالي في العالم. وتريد الصين ان يسمع صوتها بشكل أفضل هنا كى تفهمها الدول الاخرى وتدعمها بشكل أكبر .
وتاريخيا, فان صوت الصين, الذي يقول ان الصين دولة محبة السلام وستساهم في تحقيق الاستقرار العالمي والتقدم ودعم الدور المركزي للجهاز العالمى في الشؤون العالمية, سمع في مناسبات هامة خلال العقود السابقة.
وفي شهر نوفمبر عام 1950 ، سمع صوت جمهورية الصين الشعبية التي كانت قد تأسست حديثا في الامم المتحدة لاول مرة عندما تحدث وو شيو تشوان, الممثل الخاص لجمهورية الصين الشعبية في مجلس الامن الدولى ليستنكر غزو الجيش الامريكى " الواضح والمباشر والمسلح" لمقاطعة تايوان الصينية.
وقال وو إن "تايوان جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية," مستشهدا بعدد كبير من الحقائق لكشف الغزو الامريكي للصين. ويعتبر غزو القوات الامريكية المسلحة لتايوان, غزوا واضحا ومباشرا ومسلحا للصين قامت به الحكومة الامريكية.
وكان وو أول ممثل من بكين يتحدث في الامم المتحدة. وجاءت كلمته بعد وقت قصير من احتفال جمهورية الصين الشعبية بالذكرى الاولى لتأسسيها لها وقبل حوالي 21 عاما من استعادة المقعد الشرعى للصين في الجهاز العالمى في عام 1971.
وكان دنغ شياو بينغ أول زعيم صيني يتحدث في الأمم المتحدة.
وفي 10 أبريل عام 1974 ، قال دنغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس وفد جمهورية الصين الشعبية انذاك ، في الجلسة الخاصة السادسة للجمعية العامة للامم المتحدة، إن "الصين دولة اشتراكية ونامية ايضا . وتنتمي الصين إلى دول العالم الثالث."
وأضاف دنغ أن "الصين ليست قوة عظمى ولن تسعى لتكون دولة عظمى."
واستطرد دنغ "اذا جاء يوم وتغيرت الصين وأصبحت قوة عظمى واذا قامت ايضا بدور الطاغية في العالم وتعرض اخرون فى انحاء العالم لتهديدها او عدوانها او استغلالها , سيكون على شعوب العالم تصنيفها كدولة اشتراكية امبريالية وكشفها ومعارضتها والعمل مع الشعب الصينى للاطاحة بها.
وفي 24 أكتوبر عام 1995 ، أصبح جيانغ تسه مين الرئيس الصينى انذاك اول رئيس صيني يخاطب الأمم المتحدة.
وقال جيانغ في اجتماع للاحتفال بالذكرى الـ50 لتأسيس الامم المتحدة، ان الامم المتحدة قامت بعمل مفيد وساهمت في تهدئة النزاعات الاقليمية والقضاء على الاستعمار وتسريع الحد من التسلح وتعزيز السلام والتعاون والتنمية في العالم.
وأضاف جيانغ "يجب الا يكون هناك محاولات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى تحت اى ذريعة. "يجب السماح للدول بان تتبع النظام الاجتماعي الذي اختارته لنفسها. ويجب خلق بيئة دولية امنة وموثق بها لتحقيق سلام واستقرار دائمين. ويجب مراقبة مبادئ الاحترام المتبادل للسيادة والوحدة الاقليمية وعدم العدوان."
وذكر جيانغ ان الصين باعتبارها عضوا في المجتمع الدولي لا تستطيع ان تقف منفصلة عن باقية العالم. "وحتى بعد ان أصحبت اقوى وأكثر تقدما, فانها لن تسعى للهيمنة او فرض تهديد على اي دولة. وستساهم في الحفاظ على السلام والاستقرار الدولي."
وفى 15 سبتمبر 2005 ، قال هو جين تاو الرئيس الصيني انذاك لقادة العالم الذين تجمعوا هنا للاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الامم المتحدة, انه يتعين على المجتمع الدولى تأكيد تعهداته بالالتزام باهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة واظهار اصراره على حماية السلام العالمي ودعم التنمية المشتركة.
وأضاف "ان دور الامم المتحدة باعتباره جوهر آليه الامن الجماعى ، يمكن تعزيز فقط وليس اضعافه."
وقال هو إن "الصين سترفع بشكل حازم راية السلام والتنمية والتعاون عاليا وستتبع طريق التنمية السلمية. وستعمل الصين بشكل دائم على الدمج بين تنميتها الخاصة وتقدم البشرية. ان تنمية الصين, بدلا من إن تضر اول تهدد اي دولة, يمكن فقد ان تخدم السلام والاستقرار والرفاهية المشتركة في العالم".
مقالة خاصة: الرئيس الصيني يسعى إلى تعاون أوثق بين الجنوب والجنوب في الأمم المتحدة أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ عن مبادرة هامة لمساعدة الدول النامية في خفض معدل الفقر>>> |
الرئيس الصيني يقدم اقتراحا من اربع نقاط حول تعزيز حقوق المرأة |
سيدة الصين الأولى تكشف النقاب عن طابع تذكاري مخصص لذوي الإعاقة في الصين |