نيويورك 8 أكتوبر 2015 (شينخوا) إن مبادرة "الحزام والطريق" وتدويل العملة الصينية "الرنمينبي" إستراتيجيتان تصبان في صميم المصلحة الوطنية للصين ومصلحة العالم، حسبما أفاد تقرير صدر هنا يوم الخميس.

وذكر التقرير الدولي حول الرنمينبي لعام 2015، الذي أعده المعهد النقدي الدولي بجامعة رنمين (الشعب) الصينية، أن الصين تدفع هاتين الإستراتيجيتين الهامتين باعتبارها دولة من الاقتصادات الناشئة والعالم يستفيد من تنفيذهما.

وأعرب بن شنغ لين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي عن اعتقاده بأن الصين أحرزت تقدما جيدا في تدويل الرنمينبي منذ عام 2009 عندما بدأت الصين لأول مرة في تطبيق خدمة تسوية المعاملات التجارية عبر الحدود بالرنمينبي على أساس تجريبي.

وأضاف أن مبادرة "الحزام والطريق" عمل مفيد عظيم لجميع الواقعين على طول الطريق. كما إنها تتيح فرصة ذهبية تاريخية لتدويل الرنمينبي.

كان الرئيس الصيني شي جين بينغ قد طرح مبادرة "الحزام والطريق" أو "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ22" خلال زيارات خارجية قام بها في عام 2013.

ويمر "الحزام والطريق" عبر آسيا وأوروبا وأفريقيا ليربط الدائرة الاقتصادية النشطة في شرق آسيا من ناحية بالدائرة الاقتصادية الأوروبية المتقدمة من ناحية أخرى. وبموجب المبادرة، سيتم تشييد طرق سريعة وخطوط سكك حديدية وحارات جوية وستعزز المناطق الصينية من تكامل الموارد والسياسات والأسواق للارتباط بالعالم الخارجي.

وأوضح التقرير أنه في الوقت الذي يجري فيه تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، سيسهل تدويل الرنمينبي تمويل الدول المشاركة في المبادرة. وسيعمق أيضا التكامل الاقتصادي الإقليمي.

إن تنامي التجارة الخارجية والاستثمارات الصينية وتوجه المزيد من الشركات الصينية نحو العالمية تحت إطار مبادرة "الحزام والطريق" سيضيف دعما لتدويل الرنمينبي.

وأشار التقرير إلى أن الدراسات أثبتت أن وجود نسبة أكبر من العملة المحلية الأكثر استخداما سيسهم بصورة فعالة في درء المخاطر المالية، وخفض تكاليف الصفقات، وتعزيز القدرة التنافسية الاقتصادية الشاملة، وتسريع تكامل التجارة والاقتصاد في المناطقة المعنية.

إن الصين هي الدولة التي تمتلك معظم احتياطى النقد الأجنبي في العالم ولديها معدل ادخار مرتفع. وفيما يتم تحرير حساب رأس المال في البلاد تدريجيا، سيشهد السوق الخارجي للرنمينبي توسعا سريعا، الأمر الذي سيتيح سيولة كافية من الرنمينبي للشركات والمؤسسات الواقعة بطول منطقة "الحزام والطريق".

ولفت التقرير إلى أن قبول الرنمينبي يتزايد في التجارة الدولية، الأمر الذي سيخفض تكاليف التجارة مع الصين ويسهل تسوية المعاملات التجارية ويؤدى إلى تفادى مخاطر استخدام عملة طرف ثالث.

وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تعمل الصين بمثابة شريك تجاري رئيسي لمنطقة "الحزام والطريق". ومع تمتعها باستقرار سياسي ورخاء ثقافي، تقود الصين المنطقة في التنمية الاقتصادية والمالية. كما إنها على أتم استعداد لتوسيع استخدام الرنمينبي في هذه المنطقة.

واختتم التقرير بقوله إنه فيما تمضى مبادرة "الحزام والطريق" قدما، فإنه من الضرورة بمكان بذل المزيد من الجهود لتعزيز التسهيلات وخفض تكلفة الصفقات من أجل زيادة حصة الرنمينبي في التجارة والشؤون المالية والاستثمار والمعاملات المالية واحتياطي النقد الأجنبي، الأمر الذي سيضخ قوة دفع كافية لجعل الرنمينبي عملة دولية رئيسية في العالم.