بروكسل 22 أكتوبر 2015 (شينخوا) إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى بريطانيا لا تمثل فقط دفعة كبيرة للعلاقات الصينية-البريطانية، وإنما تحمل أيضا أهمية بالغة لعلاقات الصين مع الاتحاد الأوروبي بوجه عام، هكذا قال خبراء ومسؤولون.
وقد ذكر تشو شينغ سفير الصين لدى بلجيكا، وهي البلد الذي يستضيف مقر الاتحاد الأوروبي، أن الزيارة التي تجري من الاثنين إلى الجمعة تأتي عقب أول جولة أوروبية قام بها شي بصفته رئيسا دولة للصين في العام الماضي وشملت هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.
وقال إن هذا يبرهن على استمرارية قوية لإستراتيجية الصين تجاه أوروبا، مضيفا أن الصين تأمل في رؤية أوروبا متحدة وقوية وآخذة في النمو، تماما كما ترغب أوروبا في رؤية صين تشهد مزيدا من التطوير ومستمرة في خطاها المتعلقة بالإصلاح والرخاء.
-- الروابط التجارية والاقتصادية حجر زاوية للعلاقات
وذكرت شذى إسلام مديرة السياسات بمركز "أصدقاء أوروبا" البحثي ومقره بروكسل في مقابلة أجرتها معها ((شينخوا)) مؤخرا أن "الاعتراف بالصين كلاعب إستراتيجي عالمي وإقليمي يزايد بشكل كبير في أوروبا".
وقالت إنه رغم كون تركيز أوروبا في الوقت الراهن على المنطقة المجاورة لها ومشكلاتها الداخلية مثل أزمة اللاجئين وديون منطقة اليورو والاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي في بريطانيا، إلا أن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تشغل أيضا حيزا لأن هذه العلاقات تقوم على أساس ضرورة جوهرية ولا غنى عنها.
وأوضحت شذى أن "المسألة الحقيقية هي المسألة الاقتصادية"، مضيفة أن الصين تعد لاعبا اقتصاديا عالميا مهما جدا، فيما يُعتقد أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات والتجارة من الصين.
وقد طرحت الحكومة البريطانية خططا طموحة بشأن رفع مستوى البني التحتية،وتنفيذ مقترح "القوة الشمالية" بشمال أنجلترا، وتنفيذ إستراتيجية الصناعة البريطانية 2050.
وقال شي في مقابلة كتابية أجرتها معه وكالة أنباء ((رويترز)) قبل زيارته إلى بريطانيا إن هذه الخطط ومبادرة "الحزام والطريق" ومبادرتي "صنع في الصين 2025" وإنترنت بلس" التي تنفذها الصين تكمل بعضها البعض بطرق عدة.
وذكرت شذى أن الحكومة البريطانية تهتم على وجه الخصوص بجذب استثمارات صينية في مجال خطوط السكك الحديدية ولاسيما خط السكك الحديدية الفائق السرعة في شمال أنجلترا. وفي بعض المجالات الأخرى ومن بينها محطات الطاقة النووية والاتصالات والطاقة حيث تملك الصين المال وتهتم بريطانيا بها، ستكون هناك أيضا فرص تعاونية.
وفي حضور شي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وقعت الصين وبريطانيا يوم الأربعاء مجموعة من الاتفاقات التي تصل قيمتها إلى حوالي 60 مليار دولار أمريكي بما فيها اتفاقات حول التطوير المشترك لمحطة "هينكلى بوينت سي" للطاقة النووية ومشروع السكك الحديدية 2 فائقة السرعة.
وقالت شذى إن "بريطانيا تحتاج قطعا إلى تحديث بنيتها التحتية. وهذا وضع يعود بالربح على الجميع هنا".
وأعربت عن اعتقادها بأنه هذا سيكون له تأثير كبير على نمو فرص العمل في أوروبا، الذي يمثل مطلبا واحتياجا كبيرين لها في اللحظة الراهنة. وسيعود هذا أيضا بالفائدة على الصين التي تحتاج أيضا إلى دفعة.
وذكر سونغ شين نينغ الخبير في الدراسات الأوروبية بجامعة رنمين الصينية مؤخرا أن "التبادلات بين الصين وبريطانيا، من حيث التجارة أو الاقتصاد أو التفاعلات الشعبية، لا تحظى إلى حد كبير بقيمتها الحقيقية".
وأشار سونغ إلى أن التجارة بين الصين وبريطانيا تنمو باستمرار ولا تتأثر بالمناخ الاقتصادي العالمي السلبي، مضيفا أن تجارتهما الثنائية من المقدر أن تلعب دورا هاما في تعزيز الروابط التجارية والاقتصادية الشاملة بين الصين وأوروبا.
-- آفاق رحبة لتعزيز التعاون
يمثل هذا العام بداية العقد الثاني من الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين الصين وبريطانيا والذكرى الأربعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
وقال شي في المقابلة الكتابية التي أجرتها معه ((رويترز)) إن "العلاقات بين الصين وبريطانيا والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تواجهان فرصا هامة للبناء على النجاح الماضي من أجل تحقيق تقدم جديد".
وأضاف الرئيس الصيني أنه نظرا لكون بريطانيا عضوا هاما في الاتحاد الأوروبي، تدعم العلاقات بين الصين وبريطانيا والعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي بعضها بعضا.
وذكرت شذى أن "العلاقات بين بريطانيا والصين، إذا لم تكن داخل العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي، فسوف تصبح أقل أهمية. وستكون بريطانيا لاعبا أقل أهمية إذا لم تكن داخل الاتحاد الأوروبي".
وقالت إن الصين والاتحاد الأوروبي أحرزا تقدما مثمرا في التعاون منذ أن أقام الجانبان العلاقات فيما بينهما قبل 40 عاما، ووضع قادتهما خارطة طريق جيدة للمستقبل تستند على التعاون البراغماتي في المجالات التي يتمتع فيها الجانبان بمنفعة متبادلة مثل مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحتها الصين وخطة (جان- كلود) يونكر الاستثمارية التي طرحها الاتحاد الأوروبي.
وأشارت إلى "أننا نتطلع حقا لمعرفة المزيد عن الخطة الخمسية الـ13 للصين، وماهية الفرص التجارية التي ننفتح عليها".
وأضافت "ولكن إمكانات التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي هائلة، ليس في التعاون التجاري والاقتصادي فحسب، وإنما أيضا على الصعيد العالمي".
وقالت شذى إن الصين ستترأس مجموعة العشرين في العام القادم، وستكون مسؤولة عن أجندة مجموعة العشرين للتنمية المستدامة والتنمية الخضراء والحوكمة العالمية، لذا هناك إمكانات هائلة لإجراء مناقشات بين الصين والاتحاد الأوروبي من أجل التعاون والحوار بشأن القضايا العالمية.
وذكرت شذى أن "ثمة تعاون جيد حتى الآن بشأن إيران"،مضيفة "ونأمل في إجراء حوار مماثل حول جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية ونحتاج إلى إيجاد تسوية للأزمة في سوريا. فالصين لاعب أساسي من الناحية الاقتصادية، وأيضا لاعب يقوم بدور متزايد من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية".
(زيارة شي إلى بريطانيا) مقالة خاصة: زيارة شي إلى بريطانيا ذات تأثير كبير على العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي |
الرئيس شي يشيد بـ"مجتمع المصالح المشتركة" مع بريطانيا |