لندن 20 أكتوبر 2015 (شينخوا) قال الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الثلاثاء في خطابه أمام غرفتي البرلمان البريطاني إن الصين وبريطانيا "تعتمدان" على بعضهما البعض بشكل متزايد وأصبحتا "مجتمع مصالح مشتركة".
وذكر شي، في خطابه الذي استغرق 11 دقيقة، أنه يؤمن بأن زيارة الدولة التي يقوم بها لبريطانيا وتستمر 5 أيام، وهي الأولى لرئيس صيني منذ عقد، سترفع العلاقات الثنائية إلى "مستوى جديد".
وقال شي، الذي وصل مساء الاثنين إلى لندن، للنواب "رغم أن زيارتي بدأت لتوها، إلا أنني تأثرت بشكل عميق بحيوية العلاقات بين الصين والمملكة المتحدة والصداقة العميقة بين شعبينا."
واستمع أكثر من 500 شخص لخطاب شي بينهم رئيس مجلس اللوردات فرانسيس دي سوزا ورئيس مجلس العموم جون بيركاو ورئيس الوزراء ديفيد كاميرون وزعيم حزب العمال جيرمي كوربين.
وأوضح الرئيس الصيني أن الصين وبريطانيا قادتا الطريق في عدد من المجالات من حيث العلاقات الثنائية، قائلا إن بريطانيا كانت أول دولة غربية كبرى تعترف بجمهورية الصين الشعبية، وأول عضو في الاتحاد الأوروبي يقيم شراكة إستراتيجية شاملة مع الصين.
ومنذ اعتراف بريطانيا بجمهورية الصين الشعبية قبل 65 عاما، شهدت العلاقات الثنائية تنمية ملحوظة بفضل الاتصالات رفيعة المستوى وآليات التعاون المتنوعة، ما وضع أساسا صلبا لنمط جديد من العلاقات تجسد البراغماتية والشمولية والانفتاح والنتائج المربحة للطرفين.
كما شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية، العمود الفقري للعلاقات الثنائية، تنمية سريعة في السنوات الأخيرة.
وقال شي إن "بريطانيا تعد مركزا رائدا لتداول الرنمينبي في الخارج بعد هونغ كونغ. كما تعد أول دولة غربية تصدر سندات سيادية بالرنمينبي وأول دولة غربية كبرى تتقدم للحصول على العضوية الكاملة ببنك الاستثمار الآسيوي للبنية التحتية".
كما أنها تستضيف المزيد من الطلاب الصينيين ومعاهد كونفوشيوس أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، وفقا لقوله.
وتحتضن بريطانيا حاليا 25 معهد كونفوشيوس. وبينما يدرس نحو 150 ألف طالب صيني في بريطانيا، يدرس 6 آلاف طالب بريطاني في الصين. ووفقا لتقرير بريطاني، فإن الصين أصبحت أكبر مصدر للطلاب الأجانب في الدولة الأوروبية.
وقال شي "من المقبول أن نقول إن الصين وبريطانيا تعتمدان على بعضهما البعض بشكل متزايد وأصبحتا مجتمع مصالح مشتركة."
وفي كلمته بالقاعة الملكية الفخمة بالبرلمان، استشهد الرئيس الصيني بوليام شكسبير وأمثال صينية قديمة واستعرض التبادلات الودية بين البلدين تاريخيا وحاليا.
وأوضح كيف شارك 24 جنديا من البحرية الصينية في إنزال السفينة نورماندي خلال الحرب العالمية الثانية وشكر ونيستون تشرشل لهم شخصيا على بسالتهم، وكيف ساعدت الصين في إنقاذ مسعف عسكري بريطاني في وقت سابق من هذا العام كان قد أصيب بفيروس الايبولا خلال مهمته الطوعية في سيراليون.
وأكد الرئيس أن العلاقات بين البلدين تتسم بـ" التفاهم والدعم المتبادلين والصداقة".
وبينما أقر بأن البرلمان البريطاني هو الأقدم في العالم، أشار شي إلى أنه "في الصين، مفهوم وضع الناس أولا والانصياع لحكم القانون ظهرا في العصور القديمة".
وأعرب عن أمله في تعزيز التبادلات بين المجلسين التشريعيين بالبلدين فيما يتعلق بحكم القانون وفي مواصلة النواب البريطانيين في تعزيز العلاقات مع الصين.
وقال شي مخاطبا إياهم" أتمنى أن تبنوا جسرا للتفاهم والتعاون للمساعدة في خلق مستقبل أكثر إشراقا ووعدا لعلاقتنا الثنائية".
وقوبل خطاب الرئيس بتصفيق وإشادة أعضاء البرلمان ورواد الأعمال والخبراء.
وقال عضو مجلس العموم جون بارون لوكالة ((شينخوا))، " أعتقد أن خطاب الرئيس كان جيدا. من المهم أن نبني على الترتيب الثنائي لتعزيز التفاهم للتأكد من بقاء علاقاتنا على أسس جيدة ونتطلع للفرص التي أشار إليها الرئيس".
وتابع قائلا " من الأفضل دوما أن نتحدث ونشاطر الخبرات. هذا يساعد في تعزيز التفاهم".
وأشار المراقب المخضرم كيث بينيت إلى أن حديث شي للبرلمان يمثل "لحظة تاريخية" لأنه شرف تمنحه الدولة فقط للقليل جدا من الزعماء الأجانب.
وأكد بينيت، نائب رئيس نادي مجموعة الـ48، وهي شبكة أعمال مستقلة تلتزم بتعزيز علاقات إيجابية بين بريطانيا والصين، أن مؤسسي المجموعة هم الذين كسروا الحظر والحصار عام 1953 ونظموا بعثة كسر الجليد ووقعوا على أول الاتفاقيات التجارية بين جمهورية الصين الشعبية والعالم الغربي.
وقال لوكالة ((شينخوا)) " سيفخر مؤسسو المجموعة بمشاهدة اللحظة التاريخية التي تبني على أجيال من الجهود الدءوبة للشعبين الصيني والبريطاني على حد سواء"، مؤكدا في الوقت نفسه على أهمية استرجاع الرئيس شي لإسهامات الجنود الصينيين في إنزال نورماندي في هذه الذكرى الـ70 للانتصار على الفاشية التي وحدت شعوب الصين وبريطانيا ودول أخرى كثيرة.
وأضاف أن "التحديات المتعددة في العالم اليوم من إرهاب أو تغير مناخي تتطلب نفس الدرجة من التعاون. وفي هذا السياق فمن المهم أن نسترجع، كما فعل الرئيس شي، ماضينا المشترك حتى يمكننا أن نبني معا مستقبل أكثر إشراقا".
ورحب عضو البرلمان البريطاني لويس إيلمان، رئيس لجنة النقل بمجلس العموم، بخطاب الرئيس شي، قائلا إنه قد يفتح الباب لاستثمارات صينية ضخمة في مشاريع البنية التحتية الكبرى.
وأضاف أن نغمة الخطاب تشير إلى رغبة الصين بالشراكة في مشروعات في بريطانيا وهذا أمر رحب به إيلمان الذي يتوق لرؤية تقدم في مشاريع سكك حديدية حيوية مقترحة مثل خط أتش أس2 (شمال-جنوب) والخط السريع (شرق-غرب).
وقال "من الواضح أنه يتعين علينا البحث عن استثمارات خارجية... ويتعين الترحيب بالاستثمارات الصينية".
وفي خطابه، أشار شي تحديدا إلى الأعمال الخيرية التي يقوم بها في الصين عضو مجلس اللوردات البريطاني لورد باتس، والتي قال شي أنها تساعد في تنمية العلاقات الصينية-البريطانية.
وقالت لي شيويه لين، زوجة اللورد باتس التي تعود أصولها إلى الصين، لوكالة ((شينخوا)) في البرلمان، "إنني اندهشت جدا طبعا، إنه لشرف كبير أن يذكر الرئيس شي اسم مايك (لورد باتس)".
وتابعت قائلة " لم أتوقع أنا ومايك أن يهتم الرئيس بعمل مايك الخيري ويذكره في هذا الخطاب المهم. إننا تأثرنا بشدة".
وأضافت "الرئيس ألقى حقا خطابا ممتازا وصادقا، يظهر مؤهلاته الكبيرة كرجل دولة. أشعر أنه رجل أفعال ويستطيع أن يحقق ما يقوله".
تقرير خاص: زيارة الرئيس الصيني المرتقبة تفتح فصلا جديدا في العلاقات الصينية-البريطانية وترسي نموذجا للتعاون الدولي |
زيارة شي لبريطانيا تبشر بعصر ذهبي فى العلاقات بين الصين وبريطانيا |