بكين 5 نوفمبر 2015 (شينخوا) فيما يستهل الرئيس الصيني شي جين بينغ زيارة دولة تاريخية إلى فيتنام اليوم (الخميس)، يحين الوقت لكى تضخ الدولتان مزيدا من المضمون العملي في صداقتهما القائمة على كونهما "رفيقتين وشقيقتين".
فعقب موجة من التوترات الناجمة عن خلافهما بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، تغلبت الصين وفيتنام على هذه المشكلات. ومن المقرر أن تغرس زيارة شي، التي تعد تدل على حنكة إستراتيجية، تغرس مزيدا من القوة والثقة في شراكة التعاون الإستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وخلال زيارته التي تستمر يومين، سيلتقى شي قادة فيتناميين من بينهم السكرتير العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الفيتنامي نجوين فو ترونج، والرئيس الفيتنامي ترونج تان سانج، ورئيس الوزراء نجوين تان دونج، ورئيس الجمعية الوطنية نجوين سينه هونج. وسيرسم معهم المسار المستقبلي للعلاقات الثنائية.
ومن المتوقع أيضا أن يوقع الجانبان أكثر من 10 اتفاقات تعاون تغطى مجالات مثل التفاعل بين الحزبين، والبنية التحتية، والقدرة الإنتاجية، والتجارة، والاستثمار، والتبادلات الشعبية.
ويعكس برنامج الزيارة المزدحم والواعد قوة الدفع الإيجابية الجاري بناؤها في العلاقات الصينية-الفيتنامية في الآونة الأخيرة. ولأن نزاعهما على سيادة بعض جزر بحر الصين الجنوبي لم يحل بعد، فإن هذا التقدم يعد خير شاهد على إرادة الجارتين وقدرتهما على إدارة خلافاتهما بالشكل الملائم.
ومن ثم، فإنه من الضرورة بمكان ألا تهتز الثقة بين بكين وهانوي في مواجهة أي ضجيج يسكب مياه باردة على شراكتهما أو حتى يقذفها بالطين. وعلاوة على ذلك، لا ينبغي عليهما السماح بمثل هذه الآراء ضيقة الأفق وذات النوايا السيئة بالمضى دون رادع وعدم السماح لها بتضليل الرأى العام تجاه جحيم من المواجهة يتعذر سبر أغواره.
وكما قال نجوين فو ترونج خلال زيارته للصين في أبريل من العام الجاري، فإن فيتنام تعتبر شراكتها مع الصين "أولوية" لسياستها الخارجية وستعمل مع الصين "لإيجاد حل مقبول للجانبين بغية الحفاظ على السلم والاستقرار".
وفيما يتعلق بالعجز التجاري لفيتنام مع الصين، وهو ذريعة أخرى يستخدمها بعض الفيتناميين لتشويه التعاون التجاري والاقتصادي الثنائي، تكمن الحقيقة في أن هذا الخلل يرجع إلى اختلاف السلسلة الصناعية وهياكل التجارة الخارجية. ولا تعتزم الصين، باعتبارها أكبر شريك تجاري لفيتنام منذ 11 عاما، لا تعتزم أبدا السعي لتحقيق فائض.
ومن ناحية أخرى، لا تدخر الصين جهدا لربط مبادرة "الحزام والطريق" الصينية بإستراتيجية "ممران ودائرة اقتصادية واحدة"، التنموية الفيتنامية، كما اتفق الجانبان على تعزيز التعاون في نفس الوقت على المسارات البحرية والبرية والمالية. وإن مثل هذه المساعى لن تصل بهيكل الترابط الاقتصادي الثنائي إلى درجة الكمال فحسب، وإنما ستعود بمنافع حقيقية على الشعبين.
ولذا، يتعين على البلدين اغتنام الفرص التي تتيحها زيارة شي، وتعملان من خلال إفساح المجال كاملا لحكمتهما السياسية ومميزاتهما الاقتصادية التكاملية وخبرتهما الدبلوماسية تعملان على تعزيز الفهم والثقة المتبادلين وتعززان التعاون العملي القائم على الكسب المتكافئ وترسخان الأساس العام للعلاقات الثنائية.
ومن خلال قيامها بذلك، ستعالجان بصورة بناءة جميع المشكلات العالقة في علاقاتهما وستحافظان على مضي شراكتهما في الاتجاه الصحيح صوب نتائج تقوم على الكسب المتكافئ.
الرئيس الصيني يغادر بكين إلى فيتنام وسنغافورة |
(زيارة شي إلى فيتنام وسنغافور): مقابلة: زيارة شي معلم بارز في تاريخ العلاقات الفيتنامية- الصينية |
مقابلة: خبير فيتنامي ينوه بدور الصين في تطوير البنية التحتية بمنطقة الميكونج الفرعية الكبري |