سنغافورة 7 نوفمبر 2015 (شينخوا) اختتم الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (السبت) زيارته التى استمرت لمدة يومين فى سنغافورة، حيث كانت تهدف الى الارتقاء بالعلاقات الثنائية باطار استراتيجي جديد ومن خلال المزيد من التعاون العملي.

وخلال الزيارة، التى توافق الذكرى ال25 على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، اجتمع شي مع نظيره السنغافوري توني تان كنج يام ورئيس الوزراء لي هسين لونج.

وعقد القادة محادثات صريحة وشفافة وعميقة حول العلاقات الثنائية وكذا القضايا الاقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتوصلوا الى توافقات كبيرة فى العديد من المجالات، وفقا لبيان مشترك صدر فى نهاية زيارة شي.

واتفقت الصين وسنغافورة على بناء شراكة تعاون شاملة تتفق مع العصر، وفقا للبيان.

كما يتعين على البلدين اغتنام الفرصة وتعزيز الابتكار فى التعاون العملي والبناء على الانجازات الماضية من اجل علاقات ثنائية افضل.

وخلال زيارة شي، اعلن الطرفان اطلاق مفاوضات حول تحديث اتفاقية التجارة الحرة الممتدة منذ 7 اعوام والمشروع الثالث بين الحكومتين.

وكمجتمع صيني عرقي على العموم، تشترك سنغافورة فى جذور ثقافية مع الصين وتحافظ على علاقات وثيقة مع الصين. وستعمل زيارة شي على رفع العلاقات الثنائية الى مستوى جديد، وفقا للمحللين.

اعادة تعريف العلاقات

اتفق الطرفان خلال هذه الزيارة على اعادة تعريف العلاقات على انها شراكة للتعاون الشامل تتوافق مع العصر، اطار استراتيجي جديد يساعد فى تعميق التعاون بينهما.

وخلال الاجتماع مع لي، قال شي انه يتعين على البلدين تعزيز الثقة السياسية المتبادلة والتوجيه رفيع المستوى وتحديث التعاون العملي من اجل تحقيق النفع المتبادل والنتائج المربحة للطرفين وكذا تحقيق التنمية المشتركة.

وأوضح شي انه يتعين على البلدين توسيع التعاون فى الاقتصاد والتجارة والاستثمار والاستكشاف الفعال لنمط التعاون بين الشركات من البلدين فى سوق ثالثة فى اطار مبادرة الحزام والطريق.

وأضاف البيان ان الصين وسنغافورة سيستمران فى الاستغلال الكامل لاليات التعاون الحكومية القائمة، مثل المجلس المشترك السنوي للتعاون الثنائي، لتوجيه وتنسيق التعاون.

تحديث اتفاقية التجارة الحرة ومشروع تشونغتشينغ

وتركز العلاقات الاقتصادية بين الصين وسنغافورة على ازدهار التجارة والمشروعات الحكومية الاستثمارية الضخمة.

ومنذ 2013، تعد سنغافورة اكبر مستثمر اجنبي للصين لعامين متتاليين. وفى الفترة من 1990 و2014، بلغ اجمالي استثمار سنغافورة فى الصين 72.3 مليار دولار أمريكي، وفقا لبيانات رسمية من سنغافورة.

وخلال زيارة شي، اتفقت الدولتان على بذل المزيد.

وقرر الطرفان اطلاق مفاوضات لتحديث الاتفاقية القائمة بين البلدين.

وسيكون التحديث شاملا ومتوازنا ومتبادل النفع وسيتضمن عدة عناصر مثل التجارة فى البضائع والتجارة فى الخدمات والاستثمار، وفقا للبيان.

وأوضح البيان ان الطرفين اتفقا على "العمل نحو اكمال المفاوضات بحلول 2016."

كما اتفق الطرفان على بناء المشروع الحكومي الثالث فى تشونغتشينغ.

وبناء على موضوع الارتباطية الحديثة واقتصاد الخدمات الحديث، سيصبح مشروع تشونغتشينغ ابتكاري من المستوى الرفيع، وفقا للبيان.

وحدد الطرفان 4 اولويات فى التعاون فى تشونغتشينغ -- الخدمات والمالية والطيران والنقل واللوجيستيات وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

انشطة تعاون اخرى

وفى البيان المكون من 20 نقطة، اتفقت الصين وسنغافورة على التعاون فى العديد من المجالات الاخرى التى تتضمن التمويل والنقل والمعلومات والاتصالات والحكومة الاجتماعية والقيادة وتدريب المسئولين والعلوم والابتكار والثقافة والحفاظ على البيئة والمياه والزراعة والسلامة الغذائية وغيرها.

كما اتفق الطرفان على تعزيز استخدام الرنمينبي فى التجارة الثنائية والاستثمار وتحسين استخدام منصة تسوية الحسابات بالرنمينبي فى سنغافورة والدفع المستمر للاعمال عبر الحدود بالرنمينبي، وفقا للبيان.

كما ترحب سنغافورة باقامة المركز الثقافي الصيني، وفقا للبيان.

وحضر شي مع الوزير الاول جوه تشوك تونج المراسم الافتتاحية الرسمية للمركز الثقافي الصيني فى سنغافورة.

وأضاف البيان ان الطرفين سيعملان نحو الاقامة المبكرة لبنك الاستثمار الاسيوي فى البنية التحتية وتشغيله.

وأوضح البيان ان سنغافورة تدعم ضم الرنمينبي لسلة عملات حقوق السحب الخاصة فى صندوق النقد الدولي.

كما اتفقت الصين وسنغافورة على تعزيز الاتصالات والتعاون فى الشئون الاقليمية والعالمية.

وأشار البيان إلى ان الطرفين سيعملان مع دول الاسيان لتعزيز تقدم اكبر فى الشراكة الاستراتيجية بين الاسيان والصين وحماية السلام والاستقرار فى المنطقة.

وقال شي لنظيره فى اجتماع مساء الجمعة ان سنغافورة ستتولى دور منسق العلاقات بين الصين والاسيان هذا العام، وان الصين على استعداد للتعاون معها لبناء مجتمع مصير مشترك بين الصين والاسيان.