أنطاليا، تركيا 15 نوفمبر 2015 (شينخوا) بينما لا تزال تداعيات الأزمة المالية الدولية مستمرة، طالب الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم الأحد في قمة مجموعة العشرين بوصف علاج محدد للنمو البطيء.
وفي كلمته التي ألقاها تحت عنوان " النمو الابتكاري يفيد الجميع"، قال الزعيم الصيني إن مجموعة العشرين، المنصة الرئيسية للتعاون المالي والاقتصادي العالمي، يجب أن تعمل للحفاظ على نمو اقتصادي مستقر على المدى القصير، بينما تسعى الى ضخ زخم جديد في الاقتصاد العالمي على المدى الطويل.
وقد نالت مقترحات شي لدفع النمو العالمي عبر إجراءات فعالة وكذا مساعي الصين لتعميق الإصلاح وبناء اقتصاد مفتوح اعتراف الخبراء في الخارج.
--السبب الجذري للنمو الاقتصادي الضعيف
ويتوقع أن تعزز القمة، التي تعقد في منتجع أنطاليا التركي تحت عنوان "عمل جماعي من أجل نمو شامل وقوي"، الثقة العالمية وتضمن نموا قويا ومستداما ومتوازنا للاقتصاد العالمي.
وتأتي قمة مجموعة العشرين هذا العام، العاشرة من نوعها منذ 2008، بينما لا يزال الاقتصاد العالمي يعاني من تراجع في سرعة النمو وانتعاش متقطع ونقص في الطلب والاستثمار والبنية التحتية. لماذا كل هذا رغم مرور 7 سنوات على الأزمة المالية العالمية؟
قدم شي الجواب في كلمته قائلا إن الزخم الناتج عن الجولة الأخيرة من الثورة العلمية والصناعية في تضاؤل مستمر وإمكانات النمو وفقا للنظام الاقتصادي التقليدي ونمط التنمية آخذة في التناقص.
في نفس الوقت، تبدو مشكلة التنمية غير المتوازنة أبعد ما تكون عن الحل وأصبح القصور في الهيكل والآلية القائمين للإدارة الاقتصادية القائمة جليا.
وقال شي إن " هذه العوامل أضعفت زخم النمو الاقتصادي وقللت الطلب الفعال، وهو ما تجلي في النمو البطيء".
وأكد أنه لا يتعين على أعضاء مجموعة العشرين معالجة التحدي الفوري بتحقيق الاستقرار للنمو فحسب، وإنما معالجة السبب الجذري من خلال تجميع الزخم للتنمية على المدى الطويل.
ومن جانبه، قال تريسترام سنسيبري، زميل الأبحاث بمركز مجموعة العشرين للدراسات بمعهد لوي، إن " حكومات دول مجموعة العشرين بحاجة الى أن تعمل معا من حيث تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي".
وأضاف " أنهم بحاجة الى معرفة أنه هناك حاجة الى مزيد من النمو والإجراءات ".
--إجراءات فعالية لتنشيط النمو
وقال شي إن إطلاق العنان للديناميكية والإبداع عبر الإصلاح المؤسسي والصناعات والمنتجات الجديدة التي تتيحها التنمية في العلوم والتكنولوجيا كان أمرا اساسيا للاقتصاد العالمي لتحويل الدفة والتعافي من الأزمات الكبيرة السابقة، مشيرا الى أن الأفكار الجديدة ونماذج الأعمال الجديدة مثل انترنت بلس والاقتصاد المشترك والطباعة ثلاثية الأبعاد والصناعات التحويلية الذكية تولد فرصا هائلة للأعمال والطلب.
وأضاف شي أنه يتعين على أعضاء مجموعة العشرين اغتنام الفرص وجعل التنمية المدفوعة بالابتكار وخلق نقاط جديدة للنمو أولويات جديدة للتعاون لمجموعة العشرين.
كما أكد أن تنشيط التجارة والاستثمارات وإعادة محركي الاقتصاد العالمي الى سرعتهما التشغيلية العالية يمثل أولوية أخرى لمجموعة العشرين.
وفي عام 2014، تراجعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في جميع أنحاء العالم بنسبة 8 بالمئة وهو ما يستحق اهتماما كبيرا.
وقال شي" يتعين علينا أن نعارض الحمائية وندعم ونعزز النظام التجاري متعدد الأطراف من أجل توفير مساحة كافية لتنمية الدول المختلفة".
وفي أعقاب تعثر جولة الدولة التجارية لمنظمة التجارة العالمية بسبب عدم التمكن من تسوية القضايا المعقدة، تلجأ الدول الآن الى تكوين تكتلات تجارية إقليمية مشحونة سياسيا.
وقال سنسبيري " الاتفاقيات التجارية الإقليمية من المحتمل أن تتداخل مع طرق التجارة، ما يؤدي الى تحويل التجارة وليس خلق التجارة".
وقال شي إنه يتعين على أعضاء مجموعة العشرين ضمان أن تخدم ترتيبات التجارة الحرة الاقليمية كمكمل مفيد للنظام التجاري متعدد الأطراف بدلا من خلق عوائق جديدة.
-- الصين تبقى قوة دفع للاقتصاد العالمي
وتشهد الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، تباطؤا في النمو وقد أثار هذا تكهنات بأن أفضل الأيام في الملحمة الاقتصادية للصين على مدار 30 عاما قاربت على النهاية، ما قد يؤثر على عملية إعادة التأهيل العالمية.
بيد أن الرئيس الصيني قال إن الصين تملك الثقة والقدرة على دعم معدل نمو متوسط-مرتفع ومواصلة خلق فرص التنمية للدول الأخرى.
وأوضح أن الاقتصاد الصيني من المتوقع أن ينمو بنحو 7 بالمائة هذا العام وهو ما يعني أنه سيواصل المساهمة بشكل مرتفع بنحو الثلث في النمو العالمي.
وقال يوكسيل غورميز، كبير الاقتصاديين بالبنك المركزي التركي، إن العالم يجب أن يقرأ الأرقام الاقتصادية الصينية بطريقة صحيحة، مضيفا أن النمو في الصين مستمر من حيث الحجم، لكنه مغموس في النسبة المئوية.
وأوضح بقوله "عندما يصبح اقتصاد الصين 20 تريليون دولار، فإن النمو حتى بنسبة 5 بالمئة سيخلق تريليون دولار من صافي القيمة في سنة واحدة"، سائلا "هل يمكنك أن تقول أن الصين لا تنمو؟"
واعترف شي بأن الصين وصلت الى نقطة حاسمة كان يتعين عليها ضبط نمط النمو وهيكل الاقتصاد الصيني.
وقال " هذا المسعى لن يكون سلسا. لن يحدث بين عشية وضحاها"، مضيفا أن عزم الصين على دفع الاصلاح الهيكلي صلب مثل الصخر وسياستها بشأن تعزيز الانفتاح واضحة.
وقال أكشاي ماثور، خبير بالمجلس الهندي للعلاقات العالمية، إن "الاقتصادات الصاعدة قد أصيبت بركود قليلا، لكن هذا لأن الإصلاح ضروري".
وأضاف " الطبيعي العادي للصين يهدف الى نوعية نمو أفضل مع زيادة الاستهلاك ، وهذه مهمة صعبة تحتاج الى وقت".
وتبنت الصين مقترحا حول صياغة الخطة الخمسية الـ13 (2016 ــ 2020) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية بهدف بناء "مجتمع مزدهر على نحو معتدل" ومضاعفة إجمالي الناتج المحلي للعام 2010 ودخل الفرد بالنسبة لسكان الريف والحضر على حد سواء بحلول عام 2020، وفقا للرئيس شي.
وأوضح أن الصين في السنوات الخمس القادمة ستتمسك بمسار تنموي ابتكاري ومنسق وأخضر ومفتوح ومشترك وتشجع نظاما يرعى الابتكار.
كما أن الدولة ستحاول بالتزامن تحقيق تنمية نمط جديد من التصنيع وتطبيقات تكنولوجيا المعلومات والحضرنة والتحديث الزراعي.
كما ستؤكد الصين على التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون وتحسين جودتها البيئية لتصبح أكثر انخراطا في الاقتصاد العالمي وتنفذ مبادرة الحزام والطريق.
وستضخ كل هذه الجهود حافزا جديدا في النمو الاقتصادي الصيني بينما تطلق عنان الطلب للاقتصاد العالمي، وفقا لشي.
الرئيس شي يقول إن الاقتصاد الصيني من المتوقع أن ينمو نحو 7 بالمئة هذا العام |
انطلاق أعمال قمة مجموعة الـ20 في تركيا وشي يستعرض آراء الصين |