انعقد مؤتمر "الحوار الإعلامي الصيني - العربي" 18 يناير في القاهرة عاصمة مصر.(شينخوا/منغ تاو)
القاهرة 18 يناير 2016 (شينخوا) دعا المشاركون في مؤتمر" الحوار الإعلامي الصيني - العربي" الذي عقد اليوم (الاثنين) بالقاهرة، إلى تعزيز التعاون بين وسائل الإعلام من الجانبين، باعتبارها "شهود وحماة الصداقة العربية- الصينية"، و" الأليات الداعمة للتعاون بين الطرفين"، وذلك عشية جولة للرئيس شي جين بينغ للمنطقة تشمل السعودية ومصر وإيران.
وقال رئيس المكتب الإعلامي بمجلس الدولة الصيني جيانغ جيان قوه، في كلمة خلال المؤتمر، إن " الإعلام الصيني العربي هو القوة الدافعة للتغيير والمسجل لأحداث العصر"، واقترح أربعة أفكار لزيادة التعاون بين وسائل الإعلام في الجانبين.
وتمثلت أولى هذه الأفكار في " التشارك في بث صوت السلام والتنمية المشتركة.. فعلى الإعلامين الصيني والعربي تحمل المسؤولية والقيام بدورهما نحو توجيه الرأي العام ونشر مفهوم السلام على نطاق واسع والعمل بإيجابية لتعزيز التوافق في الأراء وزيادة الطاقة الايجابية نحو التنمية السلمية.. وأن يتكاتف يدا بيد لمناهضة جميع أشكال الارهاب بشكل حازم".
وأضاف" ثانيا: العمل معا لرسم رؤية مفعمة بالأمل للتعاون المربح لكلا الجانبين الصيني والعربي.. ووسائل الاعلام هي الأليات الداعمة للتعاون والصداقة بين الصين والدول العربية .. وعليها أن تدرك توجه التنمية بين الصين والدول العربية، والقيام بالحوارات والنقاش حول مسائل التنمية المشتركة، وتقديم الاقتراحات ونقد بناء حول المشاكل التي تظهر.. والتعاون معا لخلق بيئة ايجابية للرأي العام".
وتابع " ثالثا: وضع أسس قوية واضحة للرأى العام والعلاقات التقليدية بين الطرفين.. ووسائل الإعلام رسول يعمل على تعزيز صداقة وتواصل الشعوب مع بعضها".
وواصل " رابعا: الآن مر بالفعل 60 عاما على تاريخ العلاقات الصينية العربية، وسيقوم مكتب الإعلام بمجلس الدولة الصيني بخلق الظروف المواتية وتوفير المزيد من التسهيلات لتعزيز التعاون الإعلامي الصيني العربي، وسوف نواصل زيادة اعداد المتدربين في الصين، وأيضا زيادة اعداد مسؤولي الإعلام بالدول العربية، والتمويل الجيد للإعلاميين المتفوقين للدراسة في الصين، وسوف نقدم الدعم لكل من الإعلاميين والمحررين والقائمين على البرامج من الصين والعرب لتبادل الزيارات الثنائية".
من جانبه، اعتبر سفير الصين بالقاهرة سونغ أي قوه إن مؤتمر الحوار بين وسائل الإعلام العربية - الصينية " حدث عظيم للتبادل والتعاون".
وقال " تربط الصين والدول العربية صداقة وألفة طبيعية، تماما كما وصفها الرئيس الصيني شي جين بينغ عندما قال المسافات لن تمنع صداقتنا، والأميال لن تمنع جيرتنا".
وأوضح أنه " بعد تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني في عام 2004، مضت الصين قدما حكومة وشعبا في مواصلة وتطوير الصداقة التقليدية مع الدول العربية، فأصبح التبادل والتعاون بين وسائل الاعلام العربية والصينية في إطار المنتدى يتميز بالثراء والتنوع".
وأضاف " أقام الطرفان على التوالي منتدى التعاون الصيني العربي الثالث في مجال الإعلام، ومنتدى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون، وقامت هيئات صحفية رسمية بالصين مثل صحيفة الشعب اليومية ووكالة أنباء الصين الجديدة ( شينخوا) وغيرها بتبادل الزيارات رفيعة المستوى وإبرام اتفاقيات التعاون مع جريدة الأهرام ووكالة انباء الشرق الأوسط وغيرها من وسائل الاعلام العربية".
وأشار إلى أن " تبادل إنشاء المكاتب والمحطات الفرعية لكل من وسائل الاعلام العربية والصينية يشهد تزايد مستمر" منوها بأن هناك ستة مؤسسات إعلامية صينية لها فروع بالقاهرة، في حين تقدمت جريدة الأهرام رسميا بطلب لإنشاء مكتب لها في الصين" ما عكس الاتجاه الممتاز للتبادل والتعاون بين وسائل الاعلام العربية والصينية".
ورأى أن " التبادل والتعاون بين وسائل الاعلام العربية والصينية يواكب تماما التطور الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات واتجاه العصر.. في ظل العولمة المعلوماتية والاندماج الاعلامي الكبير".
وتابع " أطلق مكتب شينخوا بالشرق الاوسط منصة دولية متعددة اللغات للتواصل الاجتماعي لاستغلال العلاقة الوثيقة بين منتجات الهاتف المحمول والجماهير العربية، كما استغلت اذاعة الصين الدولية الاستديوهات الخارجية لإطلاق المنتجات المحلية، حيث تشهد المسلسلات الصينية باللغة العربية بثا متواصلا في مصر، كما أطلق تلفزيون الصين المركزي محطة تلفزيونية له باللغة العربية، اسهمت في تعرف الجماهير العربية على التطور الذي تشهده الصين".
وواصل " كما صرح نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية من قبل إن الصين هى الدولة الكبرى الوحيدة التي تدعم القضايا العادلة للأمة العربية، بينما أعرب وانغ إي وزير الخارجية الصيني عن ان ثقة الاصدقاء العرب في الصين لن تأتي بالهيمنة ولن تشترى بالمال".
واعتبر" الصداقة التقليدية والأسس السياسية الراسخة بين العرب والصين هى ثروة نفيسة مشتركة، كما أنها أيضا الأساس والقوى المحركة لزيادة التبادلات وتوسيع التعاون بين وسائل الاعلام العربية والصينية".
وختم أن " ممثلي وسائل الاعلام هم شهود وحماة الصداقة العربية الصينية.. والتعميق التام لعلاقات التعاون مبادرة تجرى في عروقنا جميعا مجرى الدم.. وأنا على ثقة كبيرة أنه في ظل الجهود المشتركة لابد أن يزداد التعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية وتتطور بصورة أفضل".
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام أحمد السيد النجار إن التعاون الإعلامي المصري والعربي مع الصين شهد تطورات كبيرة وسريعة".
وأوضح أن مؤسسة الأهرام " كانت مبادرة في فتح افاق واسعة للتعاون الاعلامي مع المؤسسات الصينية فوقعت بروتوكول تعاون مع وكالة شينخوا، ووقعت بروتوكولا مناظرا مع جريدة الشعب الصينية، كما تحرص على تبادل الزيارات والآراء مع المؤسسات الإعلامية الصينية".
وأضاف أنه " يجرى فتح مكتب دائم لمؤسسة الاهرام في بكين بدلا من وجود مراسل فقط"، وأشار إلى أن التعاون قائم على تبادل المنافع الإعلامية والانتصار لقيم الحقيقة والعلم ومصلحة الوطن كمحددات أساسية لأي عمل إعلامي محترم.
وأردف" نأمل أن يشهد المستقبل المزيد من التطور في التعاون الإعلامي بين مؤسسة الأهرام والمؤسسات الإعلامية الصينية، فهذا التطور سيدعم تطور العلاقات السياسية.. كما نأمل أن يتسع وينتشر نموذج التعاون الإعلامي بين الأهرام والمؤسسات الصينية ليشمل كافة المؤسسات الإعلامية في مصر والصين لصالح الطرفين، وبما يساهم في تطور البلدين ويوثق التعاون بينهما".
ورأى " إننا في أمس الحاجة لتكثيف التعاون الإعلامي في مواجهة الإرهاب".
فيما قال مجدي لاشين رئيس التلفزيون المصري " إن التبادل الإعلامي والثقافي بين مصر والصين من أهم اوجه العلاقات، فالصداقة المصرية الصينية عريقة التاريخ عميقة الأساس".
وأوضح أنه " لأهمية دور الإعلام على الصعيد الدولي في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية المتطورة، وانطلاقا من الدور القيادي للصين ذات الأرضية المشتركة والخلفية الثقافية المتقاربة لمصر، أعطى الإعلام أهمية خاصة هذا العام للتركيز على وضع دولة الصين الشقيقة، لما للإعلام من قدرة على توصيل رسائل للشعبين وبسرعة فائقة لجمهور عريض متباين الاتجاهات".
وأشار إلى أن التلفزيون المصري يحرص على دعم العلاقات بين البلدين لنشر الخبرات الانسانية واثراء الحضارات، ولفت إلى ان التلفزيون المصري سوف يعرض مسلسلا صينيا يسمى " رومانسية الشعر الأبيض" اعتبارا من 20 يناير الجاري، وأرسل مسلسلين مصريين للعرض في الصين.
في حين قال عادل صبري رئيس تحرير موقع " مصر العربية"، إن المؤسسات الإعلامية الصينية شهدت تطورا تكنولوجيا وإداريا ونموا اقتصاديا مكن بعضها من اجتياز الدور الوطني إلى العالمي كما في تجربة تلفزيون سي سي تي في ووكالة شينخوا وصحيفة الشعب، وذلك " بفضل خطة حكومية جيدة ساعدت على تحقيق الاستقلال المالي للمؤسسات ودمج بعضها لتكون كيانات قوية".
ورأى أن " مصر تحتاج للتعرف على التجربة الصينية في النهوض بوسائل الاعلام الرسمية والتعرف على القوانين الحاكمة لوسائل الاعلام الجديدة المنتشرة في الصين.
وأوضح أن التعاون المثمر بين الصين ومصر يمكن أن يساهم في تطوير اداء وسائل الاعلام بين البلدين، فمصر تحتاج لنقل الخبرات الصينية التي ساهمت في اجتياز تلك المؤسسات لمرحلة التحول الاقتصادي والتطور التكنولوجي، في حين تحتاج المؤسسات الصينية إلى التعاون مع المؤسسات المصرية التي تملك قدرات بشرية جيدة تساهم في تطور الاداء المهني والتواصل مع وسائل الاعلام الغربية والافريقية والعربية، بما يرفع من قيمة القوى الناعمة في البلدين ويمكن الاعلام المصري والصيني من مواجهة المنافسة على المستويين المحلي والدولي في عالم أصبح الاعلام يشعل حروبا ويدير حكومات ويرفع شأن دول ويمثل خطورة على بعضها.
فيما اقترح علاء حيدر رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء (الشرق الأوسط) تنفيذ ثلاثة مشروعات في إطار التعاون بين مصر والصين، منها إقامة مركز تكنولوجي ومعلوماتي يضم وكالات الأنباء العربية والمتوسطية والأفريقية والآسيوية، وإنشاء جامعة تضم بين كلياتها كلية للإعلام.
وأشاد حيدر بالتجربة الصينية التي قامت على الانتماء للدولة الوطنية القومية لينصهر في بوتقة هذه الدولة ما يقرب من مليار ونصف المليار صيني يعتنقون أديانا ومذاهب متعددة، في وقت تسقط فيه بعض الدول العربية في براثن التقسيم والتدمير على أسس دينية ومذهبية وقبائلية.
من جانبها، طالبت نسيمة شريط رئيس قسم الانتاج الاعلامي والتعاون الدولي بجامعة الدول العربية، بضرورة تبني "مشروع استراتيجية عمل تتضمن العديد من المشاريع الموجهة لدعم التعاون بين مؤسسات الجانبين في مجال الاعلام، وتعزيز التواصل من خلال تبادل زيارات الوفود الإعلامية وتقديم المساعدات والتسهيلات للصحفيين المعتمدين لدى الجانبين وتشجيع تبادل المواد الإعلامية المسموعة والمرئية والمكتوبة بانتظام وتنظيم معارض سنوية لتبادل الخبرات والتعريف بشركات الانتاج".
كما دعت إلى دعم إنشاء مكتبة إلكترونية عربية صينية على شبكة الانترنت لتقديم المعلومات في شتى المجالات.