بكين 20 يناير 2016 (شينخوا) التقى تساي مينغ تشاو رئيس وكالة الأنباء الصينية ((شينخوا)) يوم الثلاثاء في القاهرة مع كل من رئيس مجلس إدارة مؤسسة ((الأهرام)) أحمد السيد النجار ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا) علاء حيدر واتفقوا على إلزام أنفسهم بتوسيع وتعميق التعاون.
تعتبر منطقة الدول العربية بؤرة اهتمام وحلبة مصارعة لوسائل الإعلام العالمية نظرا لمكانتها الجغرافية المهمة ومواردها الغنية وسياستها ودبلوماسيتها المعقدتين. وإن ما تشهده التبادلات بين الصين والدول العربية من تعميق منذ أكثر من نصف قرن في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والطاقة والثقافة والتعليم وغيرها ولاسيما بعد تأسيس منتدى التعاون الصيني-العربي في يناير 2004، وما يشهده التعاون الصيني- العربي الآن من مرحلة جديدة من علاقات التعاون الإستراتيجي القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة بين الجانبين، يرسي أسسا جيدا للتعاون بين وسائل الإعلام الصينية والعربية.
وقد سجلت التبادلات الإعلامية بين الصين والدول العربية نموا مطردا وأنشئت آليات تعاون إعلامي في إطار منتدى التعاون الصيني- العربي من بينها منتدي التعاون الإعلامي بين الجانبين.
وفي الواقع، تعمل وسائل الإعلام الصينية من ناحية بخطى حثيثة على تقوية تغطيتها للموضوعات والأحداث والقضايا المتعلقة بالدول العربية، وتسعى من ناحية أخرى إلى نشر أخبار متنوعة عن الصين باللغة العربية.
ولعب التعاون الإعلامي دورا إيجابيا في المشاركة في النمو السريع للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية. فثمة مجال واسع لنمو التبادلات الإعلامية بين الصين والدول العربية مع تعميق دفع الجانبين لمبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 المعروفة اختصارا بـ"الحزام والطريق".
وقال تساي في محادثاته مع النجار إنه يؤمن بأنه يتعين على المؤسستين الإخباريتين العمل معا لتقديم خدمة معلومات اقتصادية جيدة بهدف تلبية حاجات الاقتصادات النامية التي تبحث عن فرص تجارية واستثمارية.
وفي يوليو الماضي، أطلقت شينخوا خدمة معلومات إخبارية جديدة تركز على تقديم معلومات اقتصادية ومالية للمستثمرين فيما يتعلق بمبادرة "الحزام والطريق"، حيث تلتزم بتقديم معلومات ذات جودة لتسهيل تواصل السياسات وتبادل التجارة وتوفير التمويل وتحقيق التواصل الثقافي في إطار منطقة "الحزام والطريق". والمنتج الجوهري للخدمة الجديدة هو "خدمة طريق الحرير من شينخوا" وتضم أربعة منتجات رئيسية وهي قاعدة بيانات طريق الحرير، والخدمات الإئتمانية لشينخوا، والخدمات الاستشارية والبحثية، والتفاعلات من خلال نظام المراسلة الفورية.
كما أوصت الوثيقة الرسمية التي أصدرتها الحكومة الصينية مؤخرا حول سياسة الصين تجاه الدول العربية بأن تعمل وسائل الإعلام لدى الجانبين على دفع تعزيز الحوار والتعاون، وتعميق التواصل المهني، وتبادل المخطوطات، وتدريب الأفراد، ودعم التغطية المشتركة، والتعاون في تصوير الأفلام ، والتشارك في إنشاء وسائل الإعلام .
إن وسائل الإعلام الصينية والعربية تسعى حاليا إلى بذل جهود مشتركة لدفع التعاون بين الجانبين من خلال التعاون متعدد المستويات والشامل والواسع النطاق، وتنشط في تغطية آخر ما حققه الجانبان في المجالات السياسية والاقتصادية والإنسانية والتكنولوجية وغيرها ، وتتقاسم الخبرات الناجحة والمفاهيم المتقدمة في الإدارة والحوكمة. كما تشارك وسائل الإعلام الصينية والعربية بشكل إيجابي في إقامة نظام جديد للرأى العام الدولي، والدفاع المشترك عن المعايير الإعلامية المتمثلة في الموضوعية والدقة والنزاهة والتوازن لرفع صوت الصين والدول العربية على الساحة الدولية.
كما قال علاء حيدر إنه يتعين على الوكالتين الرائدتين القيام بدور رئيسي فى تغطية القصص الإخبارية الخاصة بالدولتين، بدلا من الاعتماد على الإعلام الغربي فى التقارير الإخبارية والمعلومات.
ومع هيمنة الغرب على الإعلام ، تعانى الدول النامية ومن بينها الصين والدول العربية من تغطياته غير العادلة وغير المتوازنة. لذا، يتعين على الإعلام الصيني والعربي بذل جهود مشتركة لكسر هذه الهيمنة الإعلامية الغربية حتى نقوم بإيصال رؤيتنا الخاصة والمميزة إلى العالم بموضوعية وشفافية أكبر.
ولكي تلعب وسائل الإعلام الصينية والعربية دورا أكثر إيجابية في نشر المعلومات وتعزيز التفاهم ودفع التبادلات الاقتصادية والتجارية، فإنه من الضرورة بمكان أن يقوم الجانبان بدفع التعاون وتعميق التبادلات الإعلامية وتهيئة مناخ طيب للرأى العام لتعميق العلاقات الودية بين الصين والدول العربية. وبالإضافة إلى ذلك، لابد لوسائل الإعلام الصينية والعربية أن تضطلع بمسؤوليات اجتماعية لدفع انتشار المعلومات الإخبارية على نحو واقعى وموضوعي وسليم وشامل على النطاق العالمي، وتبذل جهودا لتوسيع تأثيراتها لكي تعلو أصواتنا المنادية لتحقيق السلام والتنمية.
إن الصين والدول العربية ترتبطان بصداقة تقليدية عميقة وأسس سياسية متينة. وهذا يمثل حقا ثروة ثمينة ومحركا قويا لوسائل الإعلام الصينية والعربية في تعميق التبادلات وتوسيع التعاون.