بكين 28 يناير 2016 (شينخوا) إن الخطاب الهام الذي ألقاه الرئيس الصيني شي جين بينغ في مقر جامعة الدول العربية يقدم نهجا بديلا لحل المعضلات الإقليمية ويرسم مسارا للتنمية المستقبلية للتعاون الودي بين الصين والدول العربية.
-- الحوار والتنمية
وفي خطابه، دعا شي بلدان الشرق الأوسط إلى حل خلافاتها عبر الحوار ومعالجة مختلف القضايا الشائكة عبر التنمية.
وذكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، فيما كان يلخص جولة شي في الشرق الأوسط، أن "الحل الصيني"، الذي اقترحه الرئيس الصيني ويتخذ من السلام والتنمية جوهرا له، يستهدف كل من أعراض مستنقع الشرق الأوسط وأسبابه الجذرية.
وأشار وانغ إلى أن المبادئ الدبلوماسية للصين مثل احترام السيادة وعدم التدخل نالت بالإجماع تقديرا من أنحاء المنطقة.
وقال شيويه تشينغ قوه، المستشار بمركز دراسات منتدى التعاون الصيني- العربي، إن الصين تعد دوما نصيرا لحل النزاعات عبر الحوار السياسي وليس باستخدام القوة.
فعلى سبيل المثال، لعبت الصين دورا فريدا في المساعدة على التوصل إلى اتفاق هام يتعلق بالملف النووي الإيراني، حسبما ذكر شيويه.
وأضاف قائلا "وكما أشار الرئيس شي، فإن التنمية هي الحل النهائي للعديد من الصعوبات الحالية التي تعاني منها المنطقة".
وذكر شيويه أن دعوة الصين الدول العربية إلى المشاركة في مبادرة "الحزام والطريق" ستساعد في تحقيق التنمية الاقتصادية ، وتحديث البنية التحتية، وتحقيق التصنيع.
واشاد محمود علام سفير مصر السابق لدى الصين بتركيز شي على التنمية كإستراتيجية لحل مشكلات الشرق الأوسط.
وقال" علينا أن نقر بأن العديد من القضايا التي يشهدها العالم العربي حاليا كانت نتيجة غياب أنماط تنموية ناجحة تجعل الشعب يلتف حول قادته".
ويثبت خطاب شي حرص الصين على تحقيق الأمن والاستقرار في العالم العربي.
وأضاف السفير السابق أن الدول العربية، من خلال تجاربها مع قوى كبرى أخرى، تعتبر الصين "أحد أكثر الدول التي يمكنهم الاعتماد عليها" والثقة فيها والتعاون معها.
-- برامج مساعدات ومقترحات للتعاون
وذكر شي أن الحكومة الصينية قررت التعهد بتقديم 50 مليون يوان صيني (7.53 مليون دولار أمريكي) للمساعدة في تحسين معيشة الفلسطينيين و230مليون يوان صيني (حوالي 35 مليون دولار) لسوريا والأردن ولبنان وليبيا واليمن كمساعدات إنسانية.
وأعلن الرئيس الصيني عن برامج قروض دعما للتنمية في الشرق الأوسط بما فيها قروض شاملة قيمتها 15مليار دولار وقروضا تجارية قيمتها 10 مليارات دولار وقروضا تفضيلية قيمتها 10 مليارات دولار فضلا عن تمويل استثماري مشترك قيمته 20 مليار دولار.
كما قدم مقترحات لمواصلة تعزيز التعاون الصيني- العربي في مجالات الطاقة والمالية والتكنولوجيا الفائقة وتصنيع المعدات وغيرها.
وذكر تانغ تشي تشاو الباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن الإجراءات التي اقترحها شي كشفت من ناحية أن الصين تفكر جديا في تحقيق التناغم بين مبادرة"الحزام والطريق" وإستراتيجيات التنمية في مختلف الدول العربية، وستسهم من ناحية أخرى في تنويع التعاون الصيني - العربي.
ومن ناحية أخرى، قال هوا لي مينغ، الذي سبق له أن عمل سفيرا للصين لدى إيران والإمارات العربية المتحدة، إن المنطقة لديها قوة عاملة شابة ومثقفة نسبيا وأن التعاون في القدرة الإنتاجية مع الصين يتيح المزيد من فرص العمل وهذا سيساعد بدوره في القضاء على العوامل التي تقود إلى الاضطرابات الاجتماعية وزعزعة الاستقرار.
وأضاف هوا "وكما يقول الرئيس شي، فإن الصين لن تسعى إلى تنصيب وكلاء ولن تحاول سد أي"فراغ " في الشرق الأوسط. أنه تعهد رسمي للجميع في الشرق الأوسط، كما إنه رد لا لبس فيه على حالة التشكك في سياسة الصين تجاه الشرق الأوسط".