وزير الخارجية الصيني وانغ يي في مقابلة أجرتها معه وكالة ((رويترز)) للأنباء على هامش اجتماع ميونخ (شينخوا/ لوه هوان هوان)
ميونخ 13 فبراير 2016 (شينخوا) أبدى وزير الخارجية الصيني وانغ يي يوم الجمعة اعتراضه على النشر المحتمل لنظام دفاع صاروخي أمريكي متقدم في كوريا الجنوبية، مؤكدا أنه سيعقد حالة الاستقرار الإقليمي.
وأوضح وانغ، الذي التقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على هامش مؤتمر ميونخ للأمن، معارضة الصين للنشر المحتمل لمنظومة الدفاع الصاروخي على ارتفاع عالٍ (ثاد) في كوريا الجنوبية.
فقد بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية مفاوضات حول نشر منظومة (ثاد). وأعلن ذلك البنتاغون بعد ساعات من قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية يوم الأحد الماضي بما قالت إنه عملية إطلاق لقمر صناعي يعتقد الآخرون أنها اختبار صاروخي.
وبموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، يحظر على كوريا الديمقراطية اختبار إطلاق أية صواريخ على أساس تكنولوجيا الصواريخ الباليستية.
وباعتبارها أحد أكثر منظومات الدفاع الصاروخي تقدما في العالم، بإمكان منظومة (ثاد) اعتراض صواريخ باليستية وتدميرها داخل أو خارج الغلاف الجوي للأرض خلال المرحلة الأخيرة من تحليقها.
ورغم ما قالته واشنطن وسول بأن هذا الدرع الصاروخي لن يركز سوى على كوريا الديمقراطية، يسود الاعتقاد بأن هذا النشر سوف يشكل تهديدا كبيرا على البلدان المجاورة.
وخلال مقابلة أجرتها معه وكالة ((رويترز)) للأنباء على هامش اجتماع ميونخ، قال وانغ إنه يشعر بقلق إزاء النشر المحتمل لهذه المنظومة المتقدمة المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية.
ولفت إلى أن "نشر الولايات المتحدة لمنظومة (ثاد)... يتجاوز بكثير احتياجات الدفاع لشبه الجزيرة الكورية وسيعنى مدى التغطية الخاص بها أنه ستصل إلى عمق القارة الآسيوية ".
وأضاف أن "هذا يؤثر بشكل مباشر على المصالح الأمنية الإستراتيجية للصين وغيرها من البلدان الآسيوية ".
وحث وزير الخارجة الصيني الجانب الأمريكي على التصرف بحذر، وعدم تقويض المصالح الأمنية للصين أو إضافة تعقيدات جديدة على السلم والاستقرار الإقليميين.
وفيما يتعلق بما قامت به كوريا الديمقراطية مؤخرا من تجربة نووية وإطلاق لصاروخ، ذكر وانغ أن هذين التحركين انتهكا قرارات الأمم المتحدة ويشكلان بشكل خطير تحديا لنظام عدم الانتشار العالمي.
وأشار وانغ خلال اجتماعه مع كيري إلى أن الصين والولايات المتحدة اتفقتا على تسريع عملية التشاور في مجلس الأمن الدولي للتوصل إلى قرار جديد واتخاذ إجراءات قوية وفعالة لمنع حدوث مزيد من عمليات تطوير البرامج النووية والصاروخية
ولدى تأكيده مجددا على موقف الصين تجاه العقوبات المفروضة على كوريا الديمقراطية، قال وانغ "مازال هدفنا المشترك يتمثل في العمل معا وإيجاد سبيل لإعادة القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية إلى المسار الصحيح للحوار والمفاوضات، وهو ما يتفق تماما مع مصالح جميع الأطراف بما فيها الصين والولايات المتحدة".
وفي المقابلة التي أجرتها معه ((رويترز))، ذكر وانغ أن الصين تصر على ضرورة عدم وجود أسلحة نووية في شبه الجزيرة الكورية، بغض النظر عما إذا كان يمتلكها الشمال أو الجنوب، وبغض النظر عما إذا كانت تطور محليا أو استقدمت من الخارج.
وأضاف أن الصين، وهي دولة مجاورة لشبه الجزيرة الكورية وشريكا رئيسيا في الاستقرار الإقليمي، ترى أيضا نزح السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية لابد أن يتحقق عبر الحوار وليس الحرب، وأن المصالح الأمنية الوطنية للصين لابد أن تكون مكفولة.