ألقت عضو الفريق الصيني فو يينغ، التي ترأس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، كلمة في مؤتمر ميونيخ للامن، 13 فبراير. (شينخوا/لوه هوان هوان)
ميونيخ 14 فبراير 2016 (شينخوا) بالنسبة لأولئك الذين شاهدوا النقاش في مؤتمر ميونيخ للأمن بشأن الدور العالمي للصين، ربما تولد لديهم الانطباع بأنه كان فاترا جدا في هذه الدورة مقارنة بنقاشات أخرى محمومة حول سوريا وأوكرانيا وأزمة اللاجئين في أوروبا.
مع ذلك لا ينكر أحد أن الصين تلعب دورا متزايد الأهمية على الساحة العالمية وأن هذا البلد قدم إسهامات كبيرة لتحسين الحوكمة العالمية.
وقالت عضو الفريق الصيني فو يينغ، التي ترأس لجنة الشؤون الخارجية للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، إن الصين تنظر الى دورها في العالم من وجهة نظر استراتيجية.
وأضافت فو أن الصين لا تتحدى النظام الدولي القائم وإنما ترى نفسها جزءً من النظام المرتكز على الأمم المتحدة بما في ذلك المؤسسات والأعراف الدولية، مشيرة الى أن النظام العالمي الراهن أرهق في توفير الحلول الجديدة والفعالة للتحديات في ظل تعمق العولمة وتفتت السياسات الدولية.
وأوضحت أن الصين في هذا السياق اقترحت آليات يفتقدها النظام الدولي القائم مثل مبادرة " الحزام والطريق" والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، قائلة "هذه سلع عامة جديدة تقدمها الصين وآليات شاملة تتفق مع مبادئ الأمم المتحدة".
وتجلى نمط الصين المختلف في إحدى حلقات الدورة عندما سأل المشرف سابستيان هيلمان، رئيس معهد ميركاتور بشأن الدراسات الصينية ومقره برلين، إذا ما كانت الصين " فقدت سيطرتها تماما على كوريا الديمقراطية".
فردت فو بابتسامة " هذا يبدو تفكيرا غربيا للغاية... إننا لم نسيطر أبدا على دول أخرى ولا نريد أن يسيطر علينا".
وتعليقا على البث الحي للدورة، قال كريستيان هاك ، الأستاذ بجامعة بون، إن الصين تلعب بالفعل دورا في الاستقرار في عالم مضطرب وتتصرف بطريقة مسؤولة.
وقال تشو شينغ، الباحث الصيني في الدراسات الدولية، لوكالة ((شينخوا)) إن إحدى السمات المميزة للسياسة الخارجية الصينية هي أن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وتقر بالإختلافات بين البلدان.
وأضاف تشو " الصين تعتقد أن ما هو أفضل لأحد ليس بالضرورة أن يكون أفضل للأخر... ونهج فرض ما يظنه أحد بأنه أفضل على الأخر يجلب في الغالب المتاعب، والصين لا تفعل ذلك".
ودلل تشو بمكافحة الإرهاب وأزمة اللاجئين كمثال، قائلا إن الصين تعتقد بأن الحل الجوهري يكمن في التنمية.
وقال " فقط من خلال تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى معيشة الناس يمكن القضاء على الأرض الخصبة للإرهاب والأسباب الجذرية لأزمة اللاجئين".
ويتضح نهج الصين في تعزيز السلام العالمي والتنمية بشكل أفضل في مبادرة " الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013.
وأوضح تشو أن الفكرة من وراء المبادرة هي: لو دولة ما اهتمت بتنميتها فقط في ظل وجود بلدان أخرى متخلفة، فمن شأن هذا أن يقود الى عدم المساواة الاقتصادية وعدم الاستقرار، وهو ما سيقوض بدوره تنمية تلك الدولة.
وأشار الى أن المشاريع في إطار " الحزام والطريق" ستجلب فرص العمل والاستثمارات والتنمية الاقتصادية لنحو 60 دولة، معتبرا المبادرة خطوة ملموسة اتخذتها الصين باتجاه بناء " مجتمع المصير المشترك للبشرية جمعاء".
وقال قو شيويه وو، مدير مركز الدراسات الدولية بجامعة بون، لوكالة ((شينخوا)) إنه من وجهة نظر جيو-اقتصادية من شأن مشاريع " الحزام والطريق" أن تساعد في بناء محاور اقتصادية تمتد عبر آسيا وأوروبا وإفريقيا.
كما ستحدث المشاريع فرقا من الناحيتين الثقافية والاجتماعية ، بحسب قوله، مضيفا أنه " مع تحديث الاقتصادات، سيصبح الناس أكثر انفتاحا كما ستحد العملية من معاقل الأصولية".