أجاب وزير الاثار المصري خالد العناني أسئلة المراسل أول إبريل. (شينخوا/تشاو دينغ تشه)
القاهرة أول إبريل 2016 (شينخوا) أكدت وزارة الآثار المصرية اليوم (الجمعة) استمرار العمل بمقبرة الفرعون الشهير توت عنخ امون بمحافظة الأقصر جنوب القاهرة، لتحديد ماهية ما يوجد خلف المقبرة.
وذكرت الوزارة في بيان حصلت وكالة أنباء (شينخوا) على نسخة منه، أن فريق عمل مصري - أمريكي أجرى مسحا راداريا رقميا لمقبرة توت عنخ أمون بوادي الملوك في الأقصر، وأن نتائجه لا تتعارض مع نتائج المسح الراداري السابق.
وكان وزير الآثار السابق ممدوح الدماطي أعلن في 17 مارس الماضي، أن تحليل نتائج المسح الراداري الأولي للمقبرة كشف عن وجود غرفتين خلفها، يعتقد أن بهما مواد عضوية ومعدنية، واعتبر آنذاك ذلك " اكتشاف القرن".
لكن الوزارة شددت اليوم على أن " الأمر يحتاج لمزيد من الوقت للخروج بنتائج نهائية " حول طبيعة ما يوجد خلف المقبرة.
وأوضحت أن خبراء الرادار أشاروا إلى أنه تم إجراء 40 عملية مسح راداري بارتفاعات مختلفة لجدارن المقبرة تصل إلى خمسة مستويات، باستخدام جهازي رادار أحدهما بتردد 400 ميجا هيرتز، والثاني بتردد 900 ميجا هيرتز.
وأشارت إلى أنه سيتم إجراء مسح راداري آخر في نهاية شهر إبريل الجاري من أعلى المقبرة من الخارج، على أن يتم عرض النتائج خلال مؤتمر مزمع عقده في مايو القادم بالمتحف المصري الكبير، تحت عنوان " مؤتمر المتحف المصري الكبير الدولي الثاني عن توت عنخ آمون".
وأجري المسح الأول والثاني للمقبرة للتأكد من نظرية عالم الآثار البريطاني نيكولاس ريفز حول احتمال وجود مقبرة نفرتيتي خلف مقبرة توت عنخ امون.
وقال وزير الاثار خالد العناني إن المسح الراداري القادم للمقبرة سوف يتوغل بعمق 40 مترا فأكثر في الحائط الشمالي لها، للتأكد من الصور التي تم رصدها في المسح الراداري الأول والثاني.
وأضاف في مؤتمر صحفي اليوم بث على التلفزيون المصري مباشرة، " انتهى الفريق العلمي من المسح (الثاني) الساعة الرابعة فجرا تقريبا.. كم المعلومات كبير جدا، ولن نعلن شيئا إلا بعد دراسة دقيقة".
وأشار إلى ان الفريق العلمي طلب بضعة أيام قد تصل إلى أسبوع لكي يعلن نتيجة المسح.
وتابع إن المسح الراداري الذي أجرى أمس أثبت وجود كشف خلف المقبرة لكنه لم يحدد ماهيته حتى الآن.
وواصل " بصرف النظر عن المؤشرات التي وصل اليها الفريق حتي لو كانت ايجابية.. سنجري رادار ثالث نهاية أبريل الجاري قبل ما نفتح حوار علمي" عن ما تم كشفه.
من جهته، قال الدكتور ممدوح الدماطي وزير الاثار السابق وأحد اعضاء فريق العمل الخاص بالمقبرة، أن المسح الراداري الذي أجرى أمس أكد وجود أجسام ومواد عضوية كالأخشاب وغيرها في الجانب الخلفي للمقبرة، وأن المسح الراداري القادم سوف يكشف أكثر عن ماهية هذه الأجسام والمواد.
وأردف " نسعى للحصول خلال عملنا بمقبرة توت عنخ امون على الصورة الكاملة لما خلف الجدران، لكي تكون نتائج اعمالنا البحثية بنسبة 100% لكي نسير في العمل إلى الخطوة الاخيرة، وهى الدخول للغرفتين الخلفيتين والكشف عما داخلهما".
وعزا " كثرة الابحاث والرادارات التي تستخدم في المسح إلى مدى تخوفنا وسعينا للحفاظ على جدران المقبرة التاريخية للفرعون الذهبي".
وضم فريق العمل الذي أجرى المسح الراداري للمقبرة كل من وزير الاثار خالد العناني، وسلفه ممدوح الدماطي، ورئيس قطاع الاثار المصرية محمود عفيفي، وياسر الشايب أستاذ مساعد بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، وعباس محمد عضو مركز البحوث الجيوفيزيقية، بالإضافة إلى ايريك بريكينباس وألن تيرتشيك وهما من خبراء الرادار بمجموعة ناشيونال جيوجرافيك.
وتوت عنخ آمون هو أحد ملوك الأسرة الفرعونية الـ18، توفى عام 1323 ق م بعد عشر سنوات من مكوثه في حكم مصر.
وكان عمره 19 عامًا عند وفاته، وبعد 70 يوما تم تحنيط جسده ودفنه في مقبرة بوادي الملوك بمحافظة الأقصر جنوب القاهرة.
واكتشفت مقبرته في 4 نوفمبر 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، وأخذت رقم 62، وتضمنت مقبرته ما يقرب من ستة آلاف قطعة أثرية.