بدأت سفينة سياحية أمريكية رحلتها التاريخية من ولاية ميامي الى كوبا، 2 مايو. (شينخوا/ليو بين)
بكين 2 مايو 2016 (شينخوا) بدأت سفينة سياحية أمريكية رحلتها التاريخية من ولاية ميامي الى كوبا أمس الأحد للمرة الاولى منذ 38 عاما، في دلالة على ذوبان الجليد فى علاقات البلدين بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مارس.
وأعلن أوباما، خلال زيارته، اعتزام حكومته تخفيف القيود المفروضة على التجارة والسفر لكوبا في بادرة حسن نية لاستعادة العلاقات مع الخصم القديم.
إلا أن الأمر الأكثر أهمية هو أن تخفف الولايات المتحدة عقلية الحرب الباردة المسيطرة عليها او تتخلى عنها كلية.
وكما قال هنري كيسنجر في كتابه "الدبلوماسية"، لا توجد دولة مثل الولايات المتحدة راسخة الاعتقاد بأن مؤسساتها صالحة للعمل فى أنحاء العالم. ولذلك فإن الثقافات والايديولوجيات الاخرى هى التى بحاجة للتغيير .
وتدخلت واشنطن التي ترى نفسها منارة مايسمى بالعالم الحر، في شؤون دول ومناطق اخرى ذات ثقافات وظروف واقعية مختلفة ومنها امريكا اللاتينية والشرق الاوسط وشبه الجزيرة الكورية وأوراسيا ومنطقة آسيا- الباسيفيك.
وبعد سنوات من تدخلها فى أنحاء العالم، نرى الآن أمريكا اللاتينية ممزقة بين اليسارين واليمينيين والشرق الأوسط تمزقه الحروب وشبه الجزيرة الكورية المضطربة وأوكرانيا التي ضربتها الأزمة، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
واستمرت العولمة فى جلب الازدهار والتنمية للعالم، ولكى تكون جزءا اكبر في هذا الاتجاه الكبير يتطلب أن تتكيف معه.
الا ان افرادا ودولا بعينها تتعلق بنمط تفكير العقلية الباردة سعيا للتشبث بالحكم. ورغم سقوط حائط برلين قبل عقود وان الاتحاد السوفيتي أصبح جزءا من التاريخ، لاتزال عقلية الحرب الباردة قائمة. ومازال المؤمنون بها يعتقدون ان القوة العالمية مجموع صفري.
وخلال العقود الاربعة الماضية، اصبحت منطقة آسيا- الباسيفيك الاسرع نموا من الناحية الاقتصادية وكذلك الاكثر سلمية في العالم. الا ان ركائز السلام والتعاون واجهت تفكير الحرب الباردة الذي يتسم بالانحياز والسيطرة والمواجهة.
وفي وسط الازدهار والتنمية، يواجه العالم تحديات غير مسبوقة ومنها ركود الاقتصاد واضطراب السوق العالمية وازمات الارهاب واللاجئين وازمات اخرى.
واذا اراد العالم النجاح في حل تلك المشكلات التى تبدو عسيرة، يجب على لاعبين عالميين بعينهم التخلي عن طريقة التفكير التي لا تمت بأية صلة لعالم اليوم.