دخلت اول قافلة مساعدات الى مدينة داريا بريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والمحاصرة من قبل الجيش السوري منذ العام 2012، اول يونيو. (شينخوا/عمار)
دمشق اول يونيو 2016 (شينخوا) دخلت اليوم (الاربعاء) اول قافلة مساعدات الى مدينة داريا بريف دمشق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة والمحاصرة من قبل الجيش السوري منذ العام 2012، وذلك بعد الاعلان عن تهدئة فيها لمدة 48 ساعة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حسابها على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) "في أول عملية مساعدات انسانية لمدينة داريا في سوريا، دخلنا المدينة برفقة الأمم المتحدة والهلال الاحمر السوري".
ولم تقدم اللجنة المزيد من التفاصيل بشأن ما تحمله القافلة الانسانية.
بينما قالت مصادر معارضة على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم إن القافلة "لا تتضمن موادا غذائية"، لكنها تحوي فقط بعض الادوية والادوات الطبية الثانوية كمجموعة الولادة الآمنة، اضافة الى مراهم للجرب وشامبو للقمل.
واكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن دخول مساعدات الى مدينتي داريا ومعضمية الشام بريف دمشق الجنوبي الغربي.
ويأتي دخول هذه القافلة تزامنا مع انقضاء مهلة نهائية كانت قد حددتها الامم المتحدة والمجموعة الدولية لدعم سوريا بعد اجتماعها في العاصمة النمساوية فيينا في 17 مايو الماضي لفتح الطريق امام ايصال المساعدات الى المناطق المحاصرة والا سيتم اللجوء الى اسقاطها جوًا.
وفي 12 مايو الماضي، منعت قوات النظام السوري قافلة مساعدات تحمل امدادات طبية اساسية ومواد غذائية للاطفال من الدخول الى داريا رغم حصولها على "اذن مسبق من جميع الاطراف".
ويأتي دخول قافلة المساعدات اليوم بعد اعلان مركز المصالحة الروسي في سوريا في وقت سابق اليوم عن "تهدئة لمدة 48 ساعة في داريا بريف دمشق بدءاً من اليوم"، وذلك بمبادرة من روسيا وبالتنسيق مع السلطات السورية والأمريكية بهدف إيصال المساعدات الإنسانية.
وتشكل داريا معقلا هاما لمقاتلي المعارضة المسلحة لانها خارجة عن سيطرة الدولة السورية منذ نحو اربع سنوات، وكانت من اولى المدن السورية التي تظاهرت ضد النظام السوري، وطالبت باسقاطه، وقد زارها في ذلك الحين السفيران الامريكي والفرنسي لدى دمشق.
وفي 16 ابريل الماضي، زار وفد اممي داريا المحاصرة بريف دمشق لأول مرة منذ نحو 4 سنوات، بهدف "معاينة الواقع الانساني"، دون ادخال اية مساعدات.
وكانت هذه الزيارة الاممية الاولى الى داريا منذ شهر يونيو 2012، وفقا لمصادر معارضة.
وتعاني داريا من تدهور في الاوضاع الانسانية بسبب الحصار، وتم تسجيل حالات وفاة واعياء وهزال خصوصا بين الاطفال والمسنين بسبب نقص الدواء والغذاء.
وتعرضت داريا خلال 5 سنوات مضت لدمار كبير جراء قصفها، ما ادى الى تهدم اكثر من 80% من منازلها وبناها التحتية، ونزوح اكثر من 90% من سكانها.
على صعيد متصل، قالت مصادر معارضة إن قافلة من المساعدات الإغاثية دخلت الأربعاء إلى مدينة معضمية الشام المحاصرة بالغوطة الغربية بريف دمشق برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري.
ولم يتم كشف محتوى القافلة التي دخلت معضمية الشام، والتي وقع اهاليها يوم الاثنين اتفاق مصالحة مع القوات النظامية مع بدء ازالة السواتر الترابية من أجل رفع الحصار المفروض عليها منذ عام 2013, وفتح الطريق لايصال المساعدات الانسانية.
ويعاني أهالي المعضمية من حصار خانق ادى الى نقص في الغذاء والدواء، وتحدثت تقارير في الآونة الاخيرة عن حصول حالات وفاة نتيجة ذلك.
وتسيطر فصائل مسلحة على المعضمية الواقعة على الطرف الجنوبي الغربي لدمشق منذ منتصف عام 2012. وعلى الرغم من محاصرة قوات النظام لها عام 2013 غير أنها سمحت بإدخال مواد إغاثية بموجب اتفاق محلي في منتصف عام 2014.