أطفال اللاجئين الأفارقة يجدون الأمل في القاهرة. (شينخوا/تشاو دينغ تشه)
القاهرة 21 يونيو 2016 (شينخوا) في قلب "المعادي" أحد الأحياء الراقية بالقاهرة ، توجد فيلا من طابقين غير مميزة مقارنة بغيرها من المباني الملاصقة.
الفيلا كانت مسكنا لأسرة من عشرة أشخاص قبل أن تتحول غرفها إلى فصول دراسية، وتتحول حديقتها الصغيرة إلى فناء، وهي الآن مقرا لمركز "الأمل الأفريقي"، الذي يقدم الطعام ويلبي الاحتياجات التعليمية لـ 500 تلميذ، معظمهم أطفال اللاجئين الأفارقة.
وفقا لتقرير هيئة المفوضية العليا للاجئين بالأمم المتحدة، فإن مصر تستضيف أكثر من خمسين ألف لاجئ من السودان وجنوب السودان والصومال وأثيوبيا وغيرها من الدول الأفريقية.
ورغم ذلك يمكن أن يكون الرقم غير الرسمي أعلى بكثير، كما أن الأرقام وحدها لا تعطى معلومات كافية حول موقف اللاجئين خاصة من الأطفال.
"يعاني الأطفال اللاجئين من المجاعة والصدمات النفسية والفقر المدقع في دولهم، ويشعرون بسهولة بعدم الآمان والقلق"، هكذا قال كيزيتو درينوس مدير المركز لوكالة أنباء (شينخوا).
والمركز الذي تأسس في عام 1998 هو مؤسسة توفر للأطفال اللاجئين في القاهرة التعليم الابتدائي والثانوي وكذلك وجبة غداء في اليوم.
وأضاف درينوس، ان " أهالي الأطفال لا يستطيعون الإنفاق على تعليم أولادهم لذلك فإن المركز هو الأمل الوحيد بالنسبة لهم".
رشا تارتيزيو فتاة في السابعة عشر من عمرها، تدرس بالمركز من خمس سنوات أخبرت (شينخوا)، أنها اشتاقت للمركز خلال إجازة الصيف، وتريد أن ترى أصدقاءها مرة ثانية.
وتابعت " أنا لا أحب الإجازات فهي مملة، استطيع أن أرى أصدقائي وألعب معهم في المدرسة (تقصد المركز)، نحن اعتدنا أن نلعب ونغني ونمضي وقتا ممتعا معا".
وتحلم رشا بأن تجوب العالم في يوم من الأيام.
ويعمل بالمركز حاليا 49 موظفا معظمهم أفارقة، وهم يلعبون دور المدرسين والرفاق وحتي الآباء.
درينوس من أوغندا كان قد بدأ في العمل التطوعي بالمركز منذ تسع سنوات حينما كان طالبا بالجامعة، لكنه عقب التخرج عمل به بدوام كامل، وهو يدرس المبادئ الأساسية للحاسب الألي واللغة الإنجليزية والرياضيات لتلاميذ المركز.
وقال درينوس، " كان قرار ا سهلا لأني أريد أن أعمل شيئا مختلفا، معظم الأطفال هنا فقدوا أحد والديهم أو كلاهما في الوطن، لذا ينظرون إلي أحيانا كأب".
ورأى أن " ضحكة الأطفال هي أكبر مكافأة لي، وقضاء وقت معهم متعة، وإذا كان هناك أي سوء في أي صباح تتبدل الأمور وتتحسن بمجرد بدء العمل مع الأطفال".
قصة درينوس هى نفسها حكاية باقي العاملين بالمركز، الذين جاءوا إلى القاهرة إما لاجئون أو طلاب بدأوا العمل بالمركز كمتطوعين ثم شعروا بالمسئولية تجاه الأطفال واستمروا في العمل.
وقالت هالة ديفيد مديرة قسم الابتدائي بالمركز "ما رأيته في حياتي لا أرغب أن يراه هؤلاء الأطفال، لذا أود مساعدتهم".
أما جون جايمس الذي جاء من جنوب السودان لمصر قبل 17 عاما، ووجد عملا في المركز حيث يتولى منصب مدير المعسكر الصيفي، فقال "هناك دوما في قلبي نداء بأني استطيع أن أعلم هؤلاء الأطفال أي شئ، أنا أحبهم كثيرا".
ويواجه المركز أعباء مالية كثيرة تهدد وجوده، وحوالى 80 % من ميزانيته تأتي من التبرعات، وأحيانا يجد المركز صعوبة في دفع ايجار الفيلا، بحسب جايمس الذي أوضح أنه لا توجد ميزانية كافية لشراء الأدوات التعليمية أو إصلاح الكراسي والمنضدات.
وتابع " نحن نقدر لمصر دورها في احتضان اللاجئين، ورغم إننا نواجه مشكلات صغيرة إلا أننا نرى مؤخرا كثيرا من المصريين المتطوعين، فالبعض يساعدنا في تعليم الأطفال، وآخرون يساعدونا في ترتيب الأنشطة، ونحن ممتنون لوجودنا هنا".
ورسميا المركز لا يعد مدرسة، لانه غير معتمد من قبل وزارة التربية والتعليم المصرية لذلك يطلق عليه مركز للتعليم، حسب درينوس.
وأضاف درينوس ان عدم وجود أوراق رسمية للمركز يقف في وجه تعيين مدرسين أكفاء به.
وأردف " لا يخفى على أحد أن المركز مهدد بالإغلاق في حالة عدم توفير دعم كاف، ويصعب إقناع الأشخاص بالتبرع لشئ لا يعلمون عنه، أي شخص يمكنه أن يري اللاجئين السوريين علي شاشات التليفزيون كل يوم، لكن يبدو أن العالم قد نسي اللاجئين الأفارقة".
وأشار إلى أن " المركز يتحدى كل الصعاب ليبقي.. ودعمه من المجتمع المدني لهو طاقة نور لنا".
وعقد المركز مؤخرا سلسلة من الحملات لجمع التبرعات ورفع درجة الوعي حول اللاجئين الأفارقة، كما أنه يدرس تعيين مصريين بدوام كامل للمساعدة في تسهيل عملية اعتماد المركز، علاوة على ذلك فإن المركز يدرس المناهج الدولية ليعطى للخريجين الفرصة للالتحاق بالجامعات الدولية.