هونج كونج 15 يوليو 2016 (شينخوا) صرح تونغ تشي-هوا، نائب رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، هنا اليوم (الجمعة) ان هناك الكثير من الادلة الواضحة أمام الصين تجعلها ترفض الحكم الصادر فى 12 يوليو بخصوص بحر الصين الجنوبي الذى استند إلى طلب تحكيم أحادي الجانب من حكومة الفلبين.
وخلال خطابه الهام فى ندوة للقانون الدولي بشأن تسوية النزاعات البحرية، قال تونغ إن الصين التزمت بالفعل بالاعراف القانونية الدولية بشأن النزاع فى بحر الصين الجنوبي.
وأضاف ان اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار أعطت الحق للدول الموقعة عليها فى اختيار استثناءات معينة خاصة بحالات ترسيم الحدود البحرية، بل ان أكثر من 30 دولة استخدمت هذا الحق، من بينها بريطانيا وفرنسا وروسيا.
وأوضح انه على هذا الأساس، صدقت الصين على الاتفاقية عام 1996، وحينها أيضا أصدرت الصين إعلانا من جانبها تؤكد فيه على سيادتها على كافة الأرخبيلات والجزر التابعة لها، منها الواقعة فى بحر الصين الجنوبي.
وفى عام 2006، أصدرت الصين إعلانا آخر، وفقا للمادة 298 من الاتفاقية، أوضحت فيه أن أية قضايا تخص ترسيم الحدود البحرية سيتم استثناؤها من الاختصاص القضائي لأية آلية تختص بحل النزاعات فى إطار الاتفاقية.
وأضاف أن هناك سببا آخر وراء رفض الصين المشاركة فى إجراءات التحكيم، وهو أنه تم الاتفاق فى عام 2002 على ما سُمي بإعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي، حيث اتُفق فى هذا الاعلان على تعزيز المفاوضات الثنائية بين الدول المتنازعة بخصوص قضايا السيادة، وعلى الدعوة إلى حرية الملاحة فى بحر الصين الجنوبي لكافة دول العالم بما يتفق مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وقال تونغ "ان إجراءات التحكيم التى تمت فى محكمة التحكيم فى لاهاي تعني تقويض آلية مستخدمة منذ فترة طويلة لحل النزاعات بطريقة ثنائية وسلمية."
وتابع تونغ أنه بالاضافة إلى ذلك، فإن مبادىء اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار ذاتها تنص على أنه يتعين ألا تقوم أية دولة باللجوء إلى محكمة التحكيم الدائمة للفصل فى نزاعات الحدود ما لم يتم أولا استنفاد الوسائل الخاصة بالمناقشات والمفاوضات الثنائية.
كما تحدث تونغ عن الادلة التاريخية التى تثبت سيادة الصين على بحر الصين الجنوبي، قائلا إن الصينيين هم من اكتشفوا جزر نانشا ويعود ذلك إلى مئات السنين وأحيانا إلى آلاف السنين.
وهناك أدلة أخرى كثيرة واضحة ومقنعة تعود إلى تاريخ أكثر حداثة قُرب نهاية الحرب العالمية الثانية، وتؤكد على سيادة الصين على جزر نانشا.
وأشار تونغ إلى ان هذا الدليل معترف به من قبل المجتمع الدولي، بما فى ذلك الولايات المتحدة. ومن الممكن العثور على هذه الادلة فى معاهدات وإعلانات دولية هامة، من بينها إعلان القاهرة وإعلان بوتسدام.
وتابع "فى الوقت الذى تتبنى فيه الصين استرات
يجية اتخاذ طريق السلام قبل أي طريق آخر، الا انها ستحمي بقوة وعزم وحدة وسلامة اراضيها"، مؤكدا على أن السلام قيمة عظيمة وتعلو على كافة سبل حل النزاعات الأخرى، وان الصين ترغب فى حل النزاعات الاقليمية من خلال الطرق السلمية.
كما انتقد تونغ الولايات المتحدة على قيامها بشكل متكرر بتدريبات عسكرية فى بحر الصين الجنوبي، وفى بعض الاحيان تكون هذه التدريبات بالاشتراك مع جيش لبلد آخر يدعي الأحقية فى المنطقة المتنازع عليها، الأمر الذى يعزز الشكوك لدى الكثير من ابناء الشعب الصيني فى ان هدف الولايات المتحدة الرئيسي فى اسيا هو تطويق واحتواء الصين.
وأوضح أن الوسيلة الأفضل التى تستطيع بها الولايات المتحدة نفى هذه الشكوك عن نفسها هي إقناع حكومة الفلبين بالدخول فى نقاش إيجابي مع حكومة الصين حول حل هذا النزاع الاقليمي.
وقال "من المعروف جيدا ان العلاقة الصينية-الأمريكية اليوم هى العلاقات الثنائية الأهم فى العالم أجمع. من الناحية الاقتصادية، تصبح العلاقة بينهما بمرور الوقت متبادلة الاعتماد فيما يخص التجارة والاستثمار."
جدير بالذكر ان الاجتماع الذى يستمر ليومين يتم تنظيمه برعاية مشتركة من مركز هونج كونج للتحكيم الدولي والجمعية الصينية للقانون الدولي.