بروكسل 30 أغسطس 2016 (شينخوا) قال خبراء من المعهد الأوروبي للدراسات الآسيوية إن قمة مجموعة العشرين المقبلة توفر فرصة هائلة للصين والاتحاد الأوروبي لإطلاق أساليب جديدة للنمو.
وعلى خلفية الانتعاش الاقتصادي العالمي الضعيف وبعض عوامل عدم اليقين السياسي سيجتمع قادة أكبر 20 اقتصادا في العالم في مدينة هانغتشو الصينية يومي 4و5 سبتمبر محاولين إخراج الاقتصاد العالمي من فخ النمو البطئ.
وقال هانس ديكيسير، منسق البرامج بالمعهد الأوروبي للدراسات الآسيوية، لوكالة ((شينخوا)) في مقابلة حديثة أجرتها معه مؤخرا، إن الصين والاتحاد الأوروبي يتطلعان إلى حلول مماثلة رغم أنهما يواجهان بعض التحديات الاقتصادية المختلفة.
وتسعى الصين إلى تحويل نمط نمو اقتصادها من نمو مدفوع بالصادرات إلى نمو مدفوع بالاستهلاك فيما تكافح أوروبا لضخ الحيوية في اقتصادها منذ الأزمة المالية العالمية.
وقال" كلاهما يبحث عن الابتكار والاستثمارات في البنية التحتية وكلاهما يريد ثورة صناعية جديدة".
لذلك، تأتي المفاهيم الأساسية التي طرحتها الصين خلال رئاستها الأولي لقمة العشرين ألا وهي خلق اقتصاد عالمي " مبتكر ونشيط ومترابط وشامل"، في مكانها الصحيح، وفقا للخبير.
ورغم عملهما معا لدفع أجندة مجموعة العشرين، قد تسهم الصين والاتحاد الأوروبي أيضا في المنصة متعددة الأطراف من خلال إيجاد طريقة بناءة لتسوية النزاعات التجارية.
وأشار ديكيسير إلى أن إحدى المشكلات الأساسية التي تشغل بال الأوروبيين هذه الأيام هي الطاقة الزائدة، ولاسيما في قطاع الصلب، مضيفا أن الصين قالت إن ما يجب أن يلام على ذلك النمو الاقتصادي الضعيف وليست التجارة العالمية.
ووفقا للخبير، فإن الصين والاتحاد الأوروبي اتفقا على تشكيل فريق عمل ثنائي بشأن الصلب خلال القمة الصينية-الأوروبية الـ18 في بكين مطلع هذا العام، معتبرا ذلك آلية لمواصلة المناقشات والمداولات بين الجانبين وضبط القرارات المتعلقة بفائض الإنتاج من الصلب.
وبرأيه إذا نجحت هذه الآلية في حل نزاع الصلب الشائك بين الصين والاتحاد الأوروبي، فإن النهج سوف يطبق على نزاعات أخرى مماثلة بين الدول والمناطق الأخرى.
وقال أكسيل جيوثالز، الرئيس التنفيذي للمعهد الأوروبي للدراسات الآسيوية، لوكالة ((شينخوا)) " إننا نرى ميلا نحو مفاهيم ابتكارية جديدة"، متابعا " لذلك حان الوقات للصين والاتحاد الأوروبي لإطلاق أساليب جديدة".
ومدللا بالطاقة الزائدة العالمية كمثال، قال جيوثالز إن التركيز على الكم في هذه القضية كان زائدا ولابد من تغيير هذه الرؤية بالتركيز على الكيف على المدى الطويل.
وأشار إلى أن الصين تتحول من نمط نمو كمي إلى نمط نمو كيفي وتسعى أوروبا جاهدة إلى تحسين جودة حياة شعوبها، مقترحا أن تستغل الصين والاتحاد الأوروبي منصة مجموعة العشرين لتغيير التركيز العالمي من الكم إلى الكيف.
وقال " أعتقد أن هذا سيكون منهجا جديدا سيجلب إلى مجموعة العشرين. لا يوجد هناك نظام مثالي في العالم. لكن البشرية... دائما تتعلم".
ولتحقيق حوكمة اقتصادية عالمية أفضل، قال الخبير أنه من المهم للغاية تحسين الأمور ليس من خلال توجيه النقد السلبي وإنما من خلال طرق بناءة.
وقال في الختام إنه يعتقد أن "الصين والاتحاد الأوروبي يكملان بعضهما البعض في هذه المسألة".