بكين 5 سبتمبر 2016 (شينخوا) لم يحدد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال كلمته التي ألقاها في المراسم الافتتاحية لقمة مجموعة الـ20 أمس الأحد التحديات الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العالمي فحسب ولكنه وصف أيضا العلاج لإحياء النمو الراكد، وفقا لما قال خبراء ومراقبون من أجزاء مختلفة من العالم.
وأشاد ايجناسيو مارتينيز كورتيس، الباحث في الشؤون الصينية فى الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك بمناشدة شي أعضاء مجموعة الـ20 تحسين التنسيق في سياسات الاقتصاد الكلي من اجل ضمان الاستقرار المالي بشكل مشترك وإيجاد محركات جديدة للنمو الاقتصادي.
وأشار كورتيس إلى أن شي اقترح أيضا على مجموعة الـ20 رفض تدابير الحمائية الجديدة وبناء اقتصاد عالمي أكثر انفتاحا.
وأبرز أيضا تركيز شي على نمو عالمي شامل ومتوازن، قائلا إنه يعتقد أن الصين ستقوم بدور أكبر في مساعدة الدول الأقل تقدما على تحقيق أهداف التنمية.
وقال الباحث المكسيكي انه سعيد بأن الصين تستعد للقيام بدور قيادي في وضع خطة للتنمية المستدامة.
وقال دايفيد جوسيه، محلل الشؤون العالمية في باريس إن الكلمة التي ألقاها شي في قمة مجموعة الـ20 لها أهمية كبيرة حيث انها جاءت في الوقت الذي يواجه فيه العالم العديد من التحديات.
وأضاف جوسيه وهو ايضا متخصص شهير فى شؤون الصين عندما طلب منه التعليق على الكلمة الذى ألقاها شي في قمة مجموعة الـ20 إنه "يمكن شرح التوقعات العالية من القمة بالسياق الفريد المحيط بها وأيضا بإدراك انه من الممكن ان يكون للقمة تأثير ايجابي في لحظة حرجة في الشؤون العالمية."
وأشار جوسيه إلى أن شي طلب من رفاقه في مجموعة الـ20 تجنب الحديث الاجوف -- فهو يريد نتائج ملموسة وفعالية.
ومن رأي جوسييه، فمن المحتمل أنه ليس هناك في الوقت الحاضر مكان أفضل من الصين لطمأنة الدول التي تواجه صعوبات اقتصادية وإرسال رسالة ثقة بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي، حيث ما زالت الصين بين الاقتصادات الأفضل أداء في نادى مجموعة الـ20 على الرغم من التباطؤ التدريجي.
ورغم أنه من غير الواقعي توقع أن تحل قمة هانغتشو جميع المشاكل العالمية، إلا أنه يمكن للقمة بالتأكيد أن تبث روحا.
واختتم جوسيه كلمته قائلا إن روح قمة هانغتشو "تستمد جذورها من ضروريات الابتكار والتناغم والشمولية"، وإن هذه الروح يمكنها أن "تثرى حكمتنا الجماعية وتمثل تشجيعا للبشرية على تخيل حلم مشترك بالسلام والسعادة".
ويرى محمد علام، السفير المصري السابق لدى الصين ان الخطبة التي ألقاها شي في قمة مجموعة الـ20 تعكس طموح الصين في المساعدة في بناء عالم افضل كما أنها دليل أيضا على الدور الذي تقوم به البلاد كجسر بين الدول المتقدمة والدول النامية.
وحث شي في كلمته الاقتصادات القائدة في مجموعة الـ20 على دعم الدول النامية واتخاذ تدابير ملموسة من أجل تجنب سيناريو تجرد فيه هذه الدول من فرص جلب استثمارات اجنبية والمشاركة في التجارة العالمية وتحسين الظروف المعيشية لشعوبهم، حسبما افاد السفير السابق.
وأشار السفير ايضا إلى ان شي تعهد بتقديم دعم شامل للدول النامية. "الصين نفسها كدولة نامية تريد ان ترد للتأييد الذى حصلت عليه من الدول النامية عن طريق دعم تنمية هذه الدول."
وتحدث لويجي جامبرديللا، رئيس رابطة الصين- الاتحاد الأوروبى للأعمال في بروكسل عن شيئين في خطبة شي فى القمة أثارا إعجابه أحدهما هو الاقتصاد الرقمي كمحرك جديد للنمو العالمي وثانيهما هو التجارة الحرة.
وأشار جامبرديللا إلى ان الحمائية التجارية فى ارتفاع وان الحركة المضادة للعولمة تكتسب أيضا قوة دافعة، قائلا إن الصين، كثاني أكبر اقتصاد في العالم تتحمل مسؤولية بناء اقتصاد عالمي منفتح وان دول الغرب تعترف بجهودها بشكل متزايد.
وقال دونالد جي لويس، الخبير في التجارة الدولية الذى يقوم الآن بالتدريس في مدرسة استانفورد للقانون إن خطبة شي تظهر ان الصين صاحب مصلحة مسؤول وقائد ايضا في إنعاش الاقتصاد العالمي وإصلاح الحوكمة العالمية.
وأضاف أن تركيز الصين على النمو الشامل أمر منعش ايضا على خلفية الحمائية المرتفعة، واستطرد ان العالم يحتاج إلى اطار عمل أكثر انفتاحا للتجارة العالمية وتجديد لنظام التجارة متعدد الاطراف من أجل تسهيل النمو المستدام.