القاهرة 7 سبتمبر 2016 (شينخوا) اعتبرت جريدة (الأهرام) المصرية اليوم (الأربعاء) أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الصين الأحد والاثنين الماضيين "فتحت آفاقا جديدة للتنمية بمصر".
ورأت الصحيفة في تقريرها اليوم، أن الرئيس السيسي ركز خلال القمة على القضايا التي تشغل الدول النامية والقارة الأفريقية، لاسيما فيما يتعلق بأهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج الدول النامية في الاقتصاد العالمي، وتحقيق نمو اقتصادي مستديم.
وأشارت إلى أن السيسي التقى خلال القمة التي "تمثل أكبر تجمع اقتصادي عالمي"، عددا كبيرا من قادة العالم وهم رؤساء الصين وروسيا وفرنسا وكوريا الجنوبية والارجنتين والمستشارة الالمانية ورئيسي وزراء اليابان واستراليا.
وأوضحت أن السيسي بحث مع هؤلاء القادة كيفية جذب الاستثمارات الاجنبية الى المشروعات القومية الكبرى في مصر، فضلا عن تعزيز العلاقات الثنائية ومكافحة الارهاب.
وركزت الصحيفة على لقاء الرئيسين السيسي وشي جين بينغ خلال القمة، حيث بحثا سبل تعزيز التبادل التجاري وزيادة الصادرات المصرية الى الصين وجذب الاستثمارات الى مشروع تنمية قناة السويس، فضلا عن التنسيق في إطار المنظمات والمحافل الدولية، ومكافحة الإرهاب.
وفي تحليل إخباري نشرته الأهرام في الطبعة ذاتها، رأت ان مشاركة السيسي في قمة مجموعة العشرين" حملت في طياتها دلالات عميقة لمكانة جديدة لمصر في العالم".
وأضافت انه " للمرة الأولى تشارك مصر، التي ليست عضوا في مجموعة العشرين، في مثل هذا الحدث الضخم الذي يعرفه الخبراء الاقتصاديون بأنه مجلس الاقتصاد العالمي.. في وقت تبذل فيه الحكومة المصرية جهودا مكثفة لإصلاح الاقتصاد ومواجهة مجموعة من التحديات الضخمة.
وأوضحت أن السيسي " يعمل حاليا على فتح جبهات للتعاون في شتى المجالات مع هذه الدول خصوصا مع الصين".
وأشارت إلى أن السيسي رحب " بخطة مجموعة العشرين لمحاربة الفساد لانه يمثل اولوية لمصر، حيث طالب باستعادة الأموال المنهوبة".
وتساءلت " ما الذي يحمله مستقبل الاقتصاد المصري من امكانات تجعله يشارك في هذا الحدث العالمي، واستقبال مشرف من قوة عظمى مثل الصين غير اعتبارات الصداقة بين القاهرة وبكين؟".
وتابعت " الإجابة تكمن في أن الاقتصاد المصري تمكن من الوصول إلى المركز 32 على العالم، وهو ما يعنى ان الاقتصاد المصري يبشر بمستقبل يجعله على مقربة في الترتيب من هذه الاقتصاديات، خصوصا انه تمكن من تجاوز جنوب أفريقيا لأول مرة خلال 2015، كما ان الاستثمارات المتدفقة لمصر تتجاوز جنوب افريقيا ونيجيريا لأول مرة في آخرين 20 عاما، وبالتالي أصبحت مصر قطبا قاريا".
وفي مقال للدكتور محمد فايز فرحات نشرته الأهرام في طبعتها اليوم، رأى الكاتب وهو رئيس وحدة الدراسات الآسيوية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن مشاركة مصر في قمة مجموعة العشرين " حمل دلالات مهمة ليس فقط بالنسبة لمصر ووزنها المتصاعد داخل الجماعة الدولية، لكن بالنسبة لتطور مجموعة العشرين ذاتها، وإدراكها لعدد من التحديات التي لازالت تواجه المجموعة، وللدور الذي يمكن ان تلعبه مصر في معالجة بعض تلك التحديات".
ودعا فرحات إلى إعادة النظر في تشكيل مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن " من الدوافع الاساسية لتأسيس المجموعة هو توفير فرصة أكبر للتمثيل العادل للقوى والاسواق الصاعدة في إدارة قضايا الاقتصاد العالمي".
ومع اعترافه بالنقلة الكبيرة التي حققتها مجموعة العشرين، مقارنة بتركيب مجموعة السبع التي ظلت تجسد هيمنة دول الشمال الصناعية، إلا أن فرحات يرى أن التشكيل الحالي لمجموعة العشرين مازال ينطوي على درجة من عدم التمثيل العادل.
ولفت إلى ضعف التمثيل العربي والأفريقي والشرق الأوسطي داخل المجموعة، حيث يقتصر على السعودية وجنوب أفريقيا وتركيا فقط، مقابل خمس دول آسيوية، ومثلهم من الأمريكتين، وأيضا خمسة من أوروبا.
ودعا إلى ضم مصر كعضو كامل العضوية إلى مجموعة العشرين، لما يضيفه ذلك من تمثيل أوسع للمجموعة الاقتصادية العربية، ونظرا للثقل الإقليمي والدبلوماسي لمصر.
وختم بـ "ضرورة دمج وتمثيل أكثر عدالة للاقتصادات النامية والناشئة داخل المجموعة لضمان الوصول الى نظام عالمي أكثر عدالة ومؤسسات مالية اكثر فعالية وأكثر قدرة على التعامل مع مشكلات الدول النامية".