سان بطرسبرغ 7 نوفمبر 2016 (شينخوا) تعهدت الصين وروسيا يوم الاثنين بتوسيع التعاون العملي وحفظ النظام السلمي.
وتوصل البلدان الى توافق واسع النطاق بعد اجتماع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف.
وقال لي خلال اجتماعه مع ميدفيديف إن الصين وروسيا، أكبر جارتين لبعضهما البعض وبينهما شراكة تنسيق استراتيجية شاملة، شهدتا تنمية العلاقات بينهما بشكل مستدام ومستقر وسليم، وكذا تعاون براغماتي، ما يجلب المنافع للطرفين.
كان لي وصل هنا الأحد لحضور الاجتماع الدوري الـ21 لرئيسي وزراء الصين وروسيا وكذا في إطار زيارة رسمية للجارة الشمالية.
--توسيع التعاون العملي
وقال لي إن الصين عازمة على العمل مع روسيا لربط مبادرة الحزام والطريق بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والإرتقاء بمستوى التعاون والعلاقات بين البلدين.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي ترمز الى اختصارا إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21 إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط قارات العالم القديم الثلاث آسيا مع أوروبا وإفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم. فيما تجمع مبادرة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي أرمينيا وبيلاروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا.
وقال إنه في ظل التعافي الاقتصادي العالمي الهش والنمو التجاري العالمي المتباطىء، يتعين على الصين وروسيا الاستغلال الأمثل للتكامل بين المزايا التي تتمتع بها كل منهما، من أجل ضخ المزيد من الحيوية فى التنمية الخاصة بكل بلد وكذا التجديد، والتحول والتحديث على المستوى الاقتصادي.
وأشار رئيس مجلس الدولة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والابتكار، على وجه الخصوص، باعتبارها المجالات التي يتعين على البلدين تعزيز الجهود في إطارها من أجل تعزيز التعاون المستقبلي بينهما.
ودعا لي الى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون المالي وزيادة تسوية المعاملات بالعملة المحلية لدعم أوجه التعاون ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، قال لي أنه يتعين على الجانبين العمل على توسيع التجارة وصون النظام التجاري العالمي وقواعده بشكل مشترك وتعزيز مستوى التسهيل بشكل شامل، ودفع النمو السليم والمستدام للتعاون التجاري والاقتصادي الثنائي والاستثمارات البينية.
وقال لي إن التعاون في المجال الزراعي، ولاسيما تعزيز تصنيع المنتجات الزراعية يتمتع بآفاق واسعة، داعيا البلدين الى دفع التعاون بشكل مشترك في هذا المجال.
وخلال الاجتماع، سلط رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا الضوء على التبادلات بين الأفراد والتعاون في العلوم والتكنولوجيا والتعليم، داعيا الى بذل الجهود لإنجاح عام التبادل الإعلامي الصيني-الروسي.
ومن جانبه، قال ميدفيديف إنه يتعين على البلدين بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون فى الابتكار الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة، في الوقت الذي يتعين عليهما فيه تعزيز التعاون في المشروعات الكبرى في مجالات الغاز والنفط والطاقة النووية المدنية.
وأضاف ميدفيديف أنه يتعين تعزيز التعاون المالي أيضا لتوفير الدعم المالي للشركات في البلدين حتى يتسنى لها تنفيذ برامج التعاون.
وأوضح أن مجالات الصناعات الكهروميكانيكية والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطيران والسكك الحديد فائقة السرعة، هي القطاعات التي يتعين أن يعمل الجانبان على تعزيز التعاون فيها، متعهدا بأن تبذل روسيا كل ما في وسعها لتصل إلى هدف زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وقال يتعين على روسيا والصين توسيع التعاون على المستويات المحلية في منطقة الشرق الأقصى وبذل الجهود لضمان عام ناجح لعام التبادل الإعلامي الصيني-الروسي وزيادة عدد الطلاب الدارسين في جامعات كل منهما ودفع التعاون في مجال السياحة.
--بيان مشترك
وبعد الاستماع إلى تقارير عمل آليات التعاون الثنائي الأربع، تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن تخطيط التعاون المستقبلي.
وصدر عن الاجتماع بيان مشترك دعا البلدين إلى تعميق التعاون في عدد واسع من المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتبادلات بين الأفراد.
ووفقا للإمكانيات الكبيرة الكامنة في التعاون التجاري والاستثماري الثنائي بناء على الشراكة المتينة والعلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة، دعا البيان إلى تعميق التكامل الاقتصادي من خلال بناء شراكة اقتصادية متبادلة النفع في أوراسيا.
وأضاف البيان أن الصين وروسيا ستواصلان دفع التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية عبر الحدود واللوجيستيات بين مجالات أخرى في إطار ربط مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الأوراسي.
كما سيبحث الجانبان بجدية إمكانية إقامة حدائق صناعية بطول المناطق الواقعة على طول المجرى الأعلي والمجرى الأوسط لنهري اليانغتسي ونهر فولغا الروسي.
وحث البيان المشترك أيضا البلدين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعميق التعاون في تجارة المنتجات الزراعية وتعزيز الدخول الآمن للمنتجات النباتية والحيوانية في سوق كل منهما الآخر.
كما سيعمل الجانبان على دفع التعاون "الاستراتيجي" و"الشامل" في مجال الطاقة بما في ذلك الكهرباء والفحم والطاقة المتجددة والمعدات والتكنولوجيا وخدمة المشاريع للطاقة.
-- اكتمال أول فحص حدودي مشترك
وأصدرت الصين وروسيا أيضا بيانا مشتركا بشأن نتيجة أول فحص حدودي مشترك للبلدين، والذي بدأ في عام 2011 كخطوة مهمة لضمان السلام والاستقرار والتنمية في المناطق الحدودية بين البلدين.
وأجرت الصين وروسيا في الفترة من 2011 حتى 2016 مسحا على نطاق واسع للأرض والتربة والمياه بطول أكثر من 4300 كم على حدود البلدين قبل صياغة بروتوكول حول نتيجة الفحص الحدودي المشترك ورسم الخرائط المتصلة.
وبعد دخولهما حيز التنفيذ، سيصبح البروتوكول والخرائط الملحقة به وثيقة مكملة لوثائق ترسيم الحدود بين البلدين، وفقا للبيان المشترك.
وتعهد الجانبان في البيان بمواصلة التزامهما بالحفاظ على نصاعة واستقرار وهدوء وسلام الحدود بين البلدين.
واتفقت الصين وروسيا على أن الرخاء والتنمية والتعاون الشامل متبادل النفع في منطقتهما الحدودية يعكس المستوى الرفيع لشراكة التنسيق الاستراتيجي الشاملة بين البلدين ويصب في مصلحة الشعبين، بحسب البيان.
وأضاف أن منطقة حدودية مزدهرة وسلمية من شأنها أن تعزز بشكل كبير الاستقرار والرخاء على المدى الطويل للبلدين وتفيد السلام والهدوء في منطقة شمال شرق آسيا ككل.
يذكر أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي الصينية-الروسية، وكذا الذكرى الـ20 لتأسيس شراكة التنسيق الاستراتيجي الصينية- الروسية.
ومن المقرر أن يلتقي لي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم (الثلاثاء).
وتعد روسيا المحطة الأخيرة في جولة لي تستغرق 8 أيام، حيث زار خلالها قرغيزستان وقازاقستان ولاتفيا.