مكسيكو سيتي 20 نوفمبر 2016 (شينخوا) قال مشاركون في اجتماع الأبيك واكاديميون ان خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ الهام خلال قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك (الابيك) امس السبت في مدينة ليما عاصمة بيرو وضع الصين والمنطقة في صدارة الجهود المشتركة لاعادة تنشيط الاقتصاد العالمي.

وقال ماريو مونجيلاردي، رئيس الغرفة التجارية في ليما، انه يؤمن بأن الرئيس شي بعث برسالة تشجيع لمجتمعات الاعمال في الدول الاعضاء ال21 في الابيك.

وقال لوكالة انباء ((شينخوا)) خلال المقابلة التي اجريت معه في اعقاب القمة "الرئيس الصيني قام بخطاب غير عادي اليوم (يوم السبت)، وقد وضع أساس النمو المستقبلي للاقتصاد العالمي."

وأضاف انه تم الاعلان بوضوح عن ان برنامج الصين للاصلاح سيسمح بمشاركة الشركات الأجنبية في السوق الصينية، ما يقدم فرصة لدول الابيك للوصول لأكثر من 1.3 مليار مستهلك.

وأوضح "الرئيس شي أعلن ايضا ان الصين ستصل للعالم من خلال استثمارات مهمة للغاية وستفتح اسواقها للاستثمارات الأجنبية. ومن التفاؤل ان نرى ان الصين، واحدة من القوى العالمية، تؤمن بالسوق وبالمنافسة كآلية للتنمية."

وخلال القمة، قال الرئيس شي ان الصين يجب ان تنشط التجارة والاستثمار من أجل دفع النمو، وانها ستجعل ترتيبات التجارة الحرة أكثر انفتاحا وشمولا.

وقال مارتين مونتيفيردي، رئيس الاتحاد الوطني لمؤسسات ريادة الاعمال الخاصة، في اعقاب القمة إن خطاب الرئيس شي أظهر استعداد الصين للعمل مع الآخرين من أجل تحسين الاقتصاد.

وقال الرئيس انه من المقدر ان تستورد الصين خلال السنوات الخمس المقبلة بضائع بقيمة 8 تريليونات دولار أمريكي، وتجذب 600 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية، وهذا سيقدم فرصا عظيمة لشركات أمريكا اللاتينية، حسبما أفاد مونتيفيردي.

وقال الرئيس انه خلال الأرباع الثلاثة الاولى هذا العام، نما اجمالي الناتج المحلي للصين بنسبة 6.7 بالمئة. وهذا النمو الاقتصادي السريع سيعود بالنفع على امريكا اللاتينية، بشكل خاص في مجالات مثل مصادر المعادن والطاقة، وذلك وفقا لما صرح به الفارو بارينيتشيا، أحد المشاركين في القمة ومدير بشركة ((تشاينالكو)) في بيرو.

وقال بارينيتشيا إن أكثر من 30% من كافة الاستثمارات الاجنبية في المعادن في بيرو من الصين حتى الآن.

وأوضح الرئيس شي انه فى السنوات الخمس المقبلة ستستثمر الصين 750 مليار دولار خارج البلاد، وهذا يعني ان كافة دول امريكا اللاتينية ستستفيد من ذلك.

كما قال جوزيه بيكاسو، رئيس شركة ((فولكان)) للتعدين في بيرو، ان خطاب شي هو الأفضل في القمة.

وقال بيكاسو ان خطاب شي أظهر استعداد الصين لفتح سوقها وتقليل استقطاب الثروة، وأوضح ان التنمية في الصين ستكون بمثابة دفعة للتنمية في منطقة آسيا-الباسيفيك.

وفي الوقت الذي يعاني فيه بقية العالم من تباطؤ النمو الاقتصاد، فإن منطقة آسيا-الباسيفيك تتمتع بنمو مستقر، حسبما أوضح الرئيس شي، مضيفا انها يجب ان تقود الطريق وان تتخذ خطوات قوية ومنسقة من أجل تعزيز نشاط الاقتصاد العالمي وخلق فرص جديدة للنمو العالمي.

وقال لويس ديلجادو، استاذ الدراسات الاجتماعية في جامعة كارابوبو شمال فنزويلا، "خطاب الرئيس الصيني يوضح المسار الذى تقدمه الحكومة الصينية لاعادة تنشيط الاقتصاد العالمي"، ويشير إلى "كيف يمكن لمنطقة اسيا-الباسيفيك ان تكون في صدارة عملية إعادة تنشيط الاقتصاد العالمي."

وأوضح ان رسالة شي تضع الصين في طليعة الجهود لانها "تؤكد على السوق الحرة، ولكنها تقوم بذلك من منظور شامل" يدعو إلى "النمو الذي ينبغي ان تصاحبه خطط تنمية بشرية."

وأضاف ان العملاق الآسيوي أخذ بالفعل الريادة فى القيام بذلك في أجزاء مختلفة من العالم مثل امريكا اللاتينية حيث "تلتزم الصين بتنمية" المنطقة فى السنوات المقبلة.

وقال "مع امكانيات امريكا اللاتينية والدعم من الحكومة الصينية، اعتقد انه من الممكن للمنطقة ان تتغلب على الصعوبات، مثل نقص التنمية والبنية التحتية والاستثمار، وإعادة تنشيط الاقتصاد العالمي.

وقال "اعتقد ان الصين ترغب في خلق كافة الظروف من اجل حرية حركة رأس المال، وبهذه الطريقة تعزز ديناميكية الاقتصاد العالمي."

وأوضح انه في هذا السياق، فإن اجتماعات الابيك 2016 في ليما من الممكن ان تشكل نقطة تحول في التوازن الاقتصادي العالمي.

وقال ديلجادو "السياق التاريخي والأهمية التاريخية لهذه العملية يمثلان نقل المركز الجيو-اقتصادي العالمي، الذى كان فى الاطلنطي، إلى الباسيفيك، وفى ظل ذلك، تلعب الصين دورا رائدا."

بينما قال فلاديمير ادرينازا، محلل اقتصادي وسياسي فنزويلي يدرس بالجامعة العسكرية البوليفية في كاراكاس، انه متفق على ان خطاب الرئيس الصيني دليل على "نقل المركز الجيو-اقتصادي إلى الباسيفيك."

وقال انها علامة على الوعي بالمساوئ التي تعاني منها الاقتصادات الأصغر في النظام الاقتصادي العالمي التقليدي.

وأوضح ان خطاب الرئيس شي "يعطينا فكرة عن الاستعداد من جانب قيادة الصين الحالية للسعي لتفاهم مع الاقتصادات الاصغر كثيرا من الصين."

شي يحث على بذل جهود مشتركة لاقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك