بكين 20 نوفمبر 2016 (شينخوا) تحت عنوان "النمو ذو الجودة والتنمية البشرية"، يحتاج اجتماع القادة الاقتصاديين الحالي لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك الى ان تصل مبادرات الصين الى اهدافها.
يوجد الرئيس الصيني شي جين بينغ الان فى ليما فى بيرو لحضور الاجتماع السنوي للقادة الاقتصاديين للابيك المقرر امس السبت واليوم الاحد، وألقى خطابا هاما فى قمة المديرين التنفيذيين للابيك امس.
وفى خطابه، حث شي الاقتصادات الاعضاء ال21 فى الابيك على تدعيم اقتصاد مفتوح ومتكامل وتعزيز الارتباطية لتحقيق تنمية مترابطة، وتعزيز الاصلاح والابتكار لخلق قوة دافعة داخلية أقوى، وتدعيم تعاون مربح للجميع لاقامة شراكات اقوى.
تكامل اسيا-الباسيفيك
يوافق هذا العام خطوة هامة بشأن منطقة التجارة الحرة لاسيا-الباسيفيك، حيث اختتمت دراسة استراتيجية جماعية بشأن المنطقة قبل اجتماع قادة الابيك.
وبناء على الدراسة، سيقرر قادة الابيك بشأن خطوتهم القادمة.
وقال ليو تشن يانغ، مدير مركز دراسات الابيك بجامعة نانكاي فى تيانجين بالصين "يمكن القول إنه أصبح عندنا رؤية أكثر وضوحا بشأن ما ستكون عليه المنطقة، ويتم اتخاذ خطوات ملموسة بشكل أكبر."
كانت فكرة المنطقة اقترحت قبل 8 أعوام واطلقت رسميا فى قمة الابيك فى بكين 2014. وتضم المنطقة كافة اعضاء الابيك، ومن ثم تنقذ منطقة اسيا-الباسيفيك من التأثير السلبي لاتفاقيات التجارة الحرة التى تعمل على المنافسة الضارة بين الاعضاء.
وقال ليو "كإجراء عالي المستوى يغطي مجموعة كبيرة من المجالات، نأمل فى ان تحل المنطقة المشكلات مثل التضارب فى قواعد المنشأ وغيرها، ومن ثم خفض تكاليف تنفيذ اتفاقيات التجارة الحرة."
ويظهر التخطيط الاقتصادي الذي اجري في عام 2014 ان مكاسب الدخل العالمي من منطقة التجارة الحرة لاسيا-الباسيفيك ستصبح أكبر من مكاسب الشراكة العابرة للباسيفيك بواقع 8 اضعاف.
وتعد منطقة اسيا-الباسيفيك دائما منصة هامة للتجارة الخارجية الصينية. ويأتي معظم حجمها التجاري واستثمارها الاجنبي من اعضاء الابيك. وتستفيد التنمية الاقتصادية للصين بشكل كبير من الاقتصاد والتعاون على المستوى الاقليمي، وان التنمية الصينية تضخ ايضا قوة دافعة فى منظمة الابيك.
ووفقا لتقديرات من صندوق النقد الدولي، تجاوز اسهام الصين فى الاقتصاد الاسيوي بالفعل 50 بالمئة. ومع كل نسبة نمو فى الاقتصاد الصيني، ينمو الاقتصاد فى آسيا 0.3 بالمئة. فالصين وبقية منطقة اسيا-الباسيفيك فى الحقيقة تعتمدان على بعضهما البعض، لذلك فإن استبعاد الصين من اية كتلة تجارية فى اسيا-الباسيفيك سيكون غير واقعي.
"والان، مع تحول الولايات المتحدة الواضح نحو الداخل (بانتخاب دونالد ترامب)، من المهم بشكل خاص للصين ان تأخذ مقعد القائد فيما يتعلق بتجارة حرة اكبر فى المنطقة، ما يعود بالنفع على الجميع"، وفقا لما قال اوه اي سون، محلل بجامعة نانيانج التكنولوجية فى سنغافورة.
الارتباطية الاقليمية
تبنى اجتماع الابيك فى بكين 2014 خطة الارتباطية للابيك 2015-2025، وهي خطة عمل مهمة جدا للتنمية طويلة الاجل لاسيا-الباسيفيك.
وخلال قمة الابيك العام الماضي فى مانيلا بالفلبين، أعلن شي ان الصين اسست صندوق طريق الحرير وفعلت العمل به، واقترح اطلاق البنك الاسيوي للاستثمار فى البينة التحتية برأس مال مفوض 100 مليار دولار امريكي، وهو منصة هامة تدعم الارتباطية الاقليمية.
وفى يونيو 2016، وافق البنك على أول 4 قروض باجمالي 509 ملايين دولار أمريكي لتمويل مشروعات الطاقة والاسكان والنقل فى بنجلاديش واندونيسيا وباكستان وطاجيكستان.
حتى قبل هذا البنك، سعت الصين بالفعل لتعزيز التعاون مع الدول المعنية لتدعيم الارتباطية فى المنطقة. ان اطلاق مشروعات السكك الحديد الصين-تايلاند والصين-لاوس يمثل حجر زاوية فى تعزيز الارتباطية فى منطقة اسيا-الباسيفيك.
كما اقترحت الصين مؤخرا آلية تقييم لتنفيذ خطة الارتباطية للابيك التي وافق عليها اجتماع كبار المسئولين فى الابيك، وفقا لما قال تشانغ جون، مدير عام ادارة الشؤون الاقتصادية الدولية بوزارة الخارجية الصينية.
وأوضح "على اساس ذلك، سنواصل دفع الارتباطية الاقليمية فى مجالات مثل التجارة الالكترونية وشبكات الموانئ وسلاسل الامدادات والتعليم عبر الحدود."
وأضاف "نحاول ايضا دمج الارتباطية الاقليمية بمبادرة الحزام والطريق."
ووفقا لليو، من المتوقع ان يعمل اجتماع هذا العام على دفع تنفيذ الخطة وضمان تحقيق التقدم بطريقة سريعة. ومع تحسين آليات التنفيذ والمزيد من مصادر التمويل، من المتوقع تحقيق المزيد من الانجازات فى تعزيز الارتباطية.
التنمية الابتكارية والاصلاح الهيكلي
سلطت آليات مختلفة، مثل اجتماعات الابيك ومجموعة العشرين، الضوء على الاصلاح الاقتصادي والنمو المدفوع بالابتكار. ويتم التأكيد على هذه المفاهيم على خلفية استمرار نضال الاقتصاد العالمي من اجل التعافي من الازمة المالية.
ورغم التوافقات، لا يزال تعزيز الابتكار التقني والتوصل الى مصادر جديدة للنمو الاقتصادي تحديا. وأكدت الصين بشكل خاص على تحويل انماط التنمية الاقتصادية والنمو المدفوع بالابتكار فى خطتها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الفترة من 2016 الى 2020. وبالمثل، الدول الاخرى فى منطقة اسيا-الباسيفيك التى تعمل منذ فترة طويلة محركا للاقتصاد العالمي.
ومن ثم، تتوافق دعوة الصين للنمو المدفوع بالابتكار والاصلاح الهيكلي مع ظروفها الخاصة ومطالب المنطقة. وحازت دعوتها على الاعتراف والتقدير من اقتصادات الابيك الاخرى.
وتعمل الحكومة الصينية منذ سنوات على وضع سياسات واجراءات داعمة لريادة الاعمال الابتكارية والاصلاح فى جانب العرض، ما اسفر عن نمو ثابت لاجمالي الناتج المحلي بنسبة 6.7 بالمئة وتراجع فى القدرة الانتاجية المفرطة، وازدهار التكنولوجيا الفائقة والخدمات والصناعات الجديدة الاخرى.
وقال ليو "مع اعادة الهيكلة الاقتصادية ومبادرة النمو المدفوع بالابتكار وتنمية المناطق التجارية الحرة، تمتلك الصين سوقا منفتحة وشفافة بفرص عظيمة وبيئة مفضلة."
وأضاف "من المتوقع ان تنسق قمة الابيك فى ليما حملة الابتكار والاصلاح وتقودها، وتحقق نتائج حقيقة."
وقال اجناسيو كورتس، محلل فى شؤون الاقتصاد والتجارة والاعمال بالجامعة الوطنية المستقلة فى المكسيك، ان قمة الابيك فى ليما ستساعد فى دفع الاقتصاد العالمي وستلعب الصين دورا بارزا.
