سانتياغو 22 نوفمبر 2016 (شينخوا) اتفقت الصين وشيلي يوم الثلاثاء على رفع مستوى علاقاتهما الثنائية إلى شراكة إستراتيجية شاملة حيث يقوم الرئيس الصيني شي جين بينغ بأول زيارة دولة له إلى هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية.
وخلال محادثاته مع رئيسة شيلي ميشيل باشيليه، وصف شي الصين وشيلي بأنهما صديقان حقيقيان يمكنهما أن يلمسا قلب الآخر من الطرف الآخر للعالم، وأثنى على شيلي لأخذها بزمام المبادرة بين دول أمريكا اللاتينية في تطوير العلاقات مع الصين.
فقد كانت شيلي أول دولة تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين في أمريكا الجنوبية وكذا أول دولة في أمريكا اللاتينية توقع على اتفاق ثنائي مع الصين حول انضمام الأخيرة إلى منظمة التجارة العالمية وتعترف بوضع الصين كاقتصاد سوق.
كما كانت شيلي أول دولة في أمريكا اللاتينية توقع اتفاقية تجارة حرة مع الصين.
وبلغ حجم تجارتهما البينية 31.8 مليار دولار أمريكي في العام الماضي، وهو ما يقرب من خمسة أضعاف ما كان عليه في عام 2005 عندما تم توقيع اتفاقية التجارة الحرة.
وقد افتتح في شيلي أول بنك مقاصة بالرنمينبي للصين في أمريكا اللاتينية وذلك في يونيو من العام الجاري، وهو ما أنشأ منصة للارتقاء بالتعاون المالي بين الصين وشيلي وبقية دول أمريكا اللاتينية.
واستشهد الرئيس الصيني بوجود مستوى رفيع من الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وباقتصادهما المتبادل المنفعة والقائم على الكسب المتكافئ وبالتعاون المتعدد الأطراف الأوثق على نحو متزايد، قائلا إن العلاقات بين الصين وشيلي دخلت عهدا جديدا من النضج والاستقرار.
وذكر أن الدولتين تمران بمرحلة أساسية من التنمية، وتكرسان أنفسهما إلى السعي لتحقيق مزيد من التنمية من خلال تعميق الإصلاحات .
وأضاف شي أنه من نقطة البداية الجديدة لهذه للعلاقات الثنائية، يتعين عليهما أن يسعيا بصورة نشيطة إلى ضمان أن تستمر العلاقات بين الصين وشيلي في قيادة علاقات الصين مع دول أمريكا اللاتينية.
وقال إن الصين مستعدة للعمل مع شيلي لتحسين التخطيط الرفيع المستوى للعلاقات الثنائية، وتطوير اتفاقية التجارة الحرة بينهما، وتوسيع تعاونهما الاستثماري، وتعزيز التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، وإرساء أساس متين من الدعم العام، ورفع مستوى تنسيقهما الإستراتيجي، مضيفا أن الجانب الصيني يدعم شركاته في سعيها إلى البحث عن فرص في صناعتي البنية التحتية والطاقة النظيفة بشيلي.
كما أشار إلى أن التعاون في مجال السياحة بين الصين وشيلي يصب في صالح التبادلات الشعبية والثقافية بين البلدين، داعيا الجانبين إلى تعزيز التواصل والتنسيق داخل المؤسسات المتعددة الأطراف.
ومن جانبها، رحبت باشيليه بزيارة شي إلى شيلي قائلة إن بلادها ستواصل تدعيم العلاقات الودية مع الصين وتوسيع الحوارات السياسية فضلا عن الروابط التجارية والاقتصادية.
وقالت إن شيلي مستعدة لأن تتخذ من الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية فرصة لتعميق التعاون مع الصين في شتى المجالات، بما في ذلك فتح مجالات جديدة للتعاون.
وأضافت أن رفع مستوى اتفاقية التجارة الحرة بين شيلي والصين سيمنح التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين قوة دفع قوية، لافتة إلى أن شيلي ترحب بضخ الشركات الصينية لمزيد من استثماراتها في هذا البلد الواقع في أمريكا اللاتينية.
وذكرت رئيسة شيلي أن بلادها مستعدة للانضمام للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي اقترحته الصين في أقرب وقت ممكن، وإجراء تنسيق وتعاون أوثق مع الصين في الشؤون الدولية.
وأكد بيان مشترك تم نشره بعد محادثات بين رئيسي البلدين على رفع العلاقات بين الصين وشيلي إلى علاقات إستراتيجية شاملة.
وذكر البيان أن الصين وشيلي اتفقتا أيضا على بدء محادثات حول تحديث اتفاقية التجارة الحرة في أسرع وقت ممكن.
وقال البيان المشترك إن رئيسي البلدين أشادا بالإنجازات التي تم تحقيقها خلال العشرة اعوام السابقة منذ أن دخلت اتفاقية التجارة الحرة بين الجانبين حيز التنفيذ، مضيفا أنهما سيرشدان الإدارات المعنية في البلدين لبدء تحديث العلاقات في أسرع وقت ممكن من أجل تعميق وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية.
وأصبحت شيلي الآن ثاني أكبر مصدر لواردات الخمور للصين حيث ارتفع حجم صادراتها إلى الصين بنسبة 46 في المائة في عام 2015. ووقع البلدان على عدد من اتفاقيات الحجر الصحي الخاص بالكرز والتوت الأزرق والافوكادو.
كما أصبحت الصين سوقا مهمة بالنسبة للكرز والتوت الازرق والتفاح والعنب وأنواع من الأطعمة البحرية بينها السلمون القادمة من شيلي. ولقت المنتجات الصينية الجيدة وذات الاسعار التنافسية رواجا بين المستهلكين فى شيلي. وعلى سبيل المثال أصبح للسيارات الصينية نصيب كبير فى سوق السيارات في شيلي.
ووافق البلدان على زيادة التواصل رفيع المستوى والتبادلات بين حكوماتهما والكيانات الشرعية والأحزاب السياسية والمستويات المحلية.
وأضاف البيان أنهما سيدعمان بعضهما البعض بشكل كبير في اختيارات مسار تنميتهم الخاص وشؤون كبيرة تتعلق بمصالحهم. وبشكل خاص أكدت شيلي على سياسة الصين الواحدة الخاصة بها وتعهدت بدعم التنمية السلمية للعلاقات عبر مضيق تايوان وإعادة توحيد الصين.
وتحدث البيان عن الدور الإرشادي لخطة العمل المشتركة التي وقعتها حكومتا الصين وشيلي في عام 2015 حول التبادلات والتعاون الثنائي.
ووافق البلدان على دعم استراتيجيات التنمية وتوسيع التعاون في مجالات التعدين والزراعة والصناعة وتبادل المعلومات والبنية التحتية والطاقة النظيفة والشركات الصغيرة والمتوسطة ودعم الاندماج الصناعي وزيادة قدرة التنافس الاقتصادي وتكامل مميزاتهما والوصول إلى نتائج متبادلة النفع، وفقا للبيان.
وذكر البيان أن الصين وشيلي ستعمقان التعاون المالي وستحصلان على مميزات كاملة من اتفاقيات تبادل العملة وتقديم الرنمينبى للمستثمرين الاعتباريين الاجانب المؤهلين وترتيب مقاصة الرنمينبى في شيلي ودعم العلاقات التجارية والاستثمار الثنائي.
واتفق الجانبان على استغلال أحداث من عام التبادل الثقافي بين الصين وامريكا اللاتينية وأسبوع شيلي كفرص لتوسيع التعاون في مجالات، بينها الثقافة والتعليم والإحصائيات وعلم الفلك والاستجابة للزلازل والحد من الكوارث وتسهيل التأسيس المبكر لمركز الثقافة الصينية في شيلي وتوسيع تبادل الأفراد والتعاون السياحي.
واتفق البلدان أيضا على تحقيق تعاون وثيق في الحوكمة الاقتصادية العالمية والتغير المناخي وحماية المحيطات وتطبيق أجندة 2030 للتنمية المستدامة وتعميق علاقات التعاون الإستراتيجي بين الصين وأمريكا اللاتينية وتعزيز الحوار والتعاون بين الصين ودول المحيط الهادئ.
واتفق البلدان على دعم تأسيس منطقة التجارة الحرة في منطقة آسيا- الباسيفك ودعم التواصل الإقليمي وتأسيس اقتصاد مفتوح من أجل المساهمة في تحقيق الاستقرار والرخاء بشكل أكبر في العالم، وفقا للبيان المشترك.
وشهد الرئيسان بعد المحادثات توقيع عدد من اتفاقيات التعاون حول التجارة والاقتصاد والزراعة ومراقبة الجودة والثقافة والتعليم والتجارة الإلكترونية وتبادل المعلومات والتمويل.
وقام شي أيضا بوضع إكليل من الزهور على نصب برناردو أوهينز في سانتياجو ظهر امس.
وكانت شيلي هي آخر محطة يقوم شي بزيارته في رحلته لثلاث دول في أمريكا اللاتينية ،حيث زار خلالها الإكوادور وبيرو أيضا وحضور الاجتماع السنوي لقادة اقتصادات منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في ليما، عاصمة بيرو.