سانتياجو 23 نوفمبر 2016 (شينخوا) غادر الرئيس الصيني شي جين بينغ عاصمة تشيلي سانتياجو صباح اليوم (الأربعاء) بعد اختتام زيارات دولة شملت الإكوادور وبيرو وتشيلي، علاوة على حضور اجتماع القادة الاقتصاديين لمنتدي التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا- الباسيفيك (الأبيك) ال24 في ليما عاصمة بيرو.
وتعد تلك هي المرة الثالثة والرابعة على التوالي التي يزور فيها الرئيس شي أمريكا اللاتينية ويحضر قمة الأبيك، وذلك منذ توليه مهام منصبه في عام 2013، وهو ما يراه المحللون دورا اكبر للصين في الشؤون الدولية والاقليمية.
شراكات استراتيجية شاملة
خلال جولته التي استمرت اسبوعا، عقد الرئيس شي جين بينغ محادثات مع نظيره الإكوادوري رفائيل كوريا ونظيرته التشيلية ميشيل باشيليت، وقرروا رفع العلاقات بين الصين والإكوادور وبين الصين وتشيلي إلى شراكة استراتيجية شاملة.
كما التقى الرئيس شي مع نظيره في بيرو الرئيس بدرو بابلو كوزينسكي، واتفق الجانبان على زيادة تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين التي تأسست عام 2013.
ورغم عدم وجود تعريف واضح "للشراكة الاستراتيجية الشاملة"، فإنها تعتبر دائما أعلى مستوى من المودة الدبلوماسية للصين مع الدول الأخرى.
ويقول تشانغ لي لي الأستاذ في جامعة الصين للشؤون الخارجية، ان الرغبة السياسية والحاجة للتعاون الاقتصادي هما دوما عمودان من بين أعمدة اخرى للشراكة.
وتعد الإكوادور دولة مهمة في أمريكا اللاتينية، حسبما قال الرئيس شي، خلال زيارته التي تعد الأولى لرئيس صيني منذ 36 عاما منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
ومرددا حديث الرئيس شي، يعتقد الرئيس الإكوادوري رفائيل كوريا ان الصين باعتبارها ثاني اكبر اقتصاد فى العالم يتمتع بسرعة عالية للنمو، يمكن أن تلعب دورا مهما للغاية في تعزيز التنمية في الإكوادور، وبشكل خاص فى ضوء انخفاض أسعار النفط.
ومنذ أن جاء الرئيس كوريا للحكم في عام 2007، ركزت الإكوداور على تعميق العلاقات مع الصين، حيث كانت الجولة الأولى للرئيس الإكوادوري للخارج فى بكين في نفس العام الذي تولي فيه مقاليد السلطة.
وفي عام 2015، قام الرئيس كوريا بزيارته الثانية للصين، حيث اتفق مع الرئيس الصيني شي جين بينغ على رفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة.
كما نما التعاون الاقتصادي سريعا. ورغم المسافة الطويلة بين البلدين، أصبحت الصين ثالث أكبر شريك تجاري للإكوادور، بتجارة بينية بلغت 4.1 مليار دولار عام 2015، لتتضاعف أربع مرات خلال عشر سنوات.
وتعد الإكوادور الآن وجهة رئيسة للاستثمارات والتمويلات الصينية في امريكا اللاتينية، حيث تخطت الاستثمارات الصينية في الإكوداور حاجز الـ10 مليارات دولار، لتعزز المئات من المشروعات بما في ذلك مشروعات البنية التحتية الرئيسة مثل مشروع محطة كوكا كودو سينكلير لتوليد الطاقة الكهرومائية، وسبع محطات للطاقة الكهرومائية والعشرات من الطرق السريعة.
وفى يوم الخميس الماضى ذهب الرئيس كوريا بنفسه للمطار لاستقبال الرئيس شي كما ذهب يوم الجمعة الماضي لمطار كويتو لتوديع ضيفه الصيني.
وربما تختلف الأوضاع فى بيرو وتشيلي ولكن رغبتهما فى التعاون مشتركة.
وكان رئيس بيرو كوزينسكي قد زار الصين في سبتمبر من هذا العام، وذلك بعد ستة أسابيع فقط من تنصيبه وقبل شهرين فقط من زيارة الرئيس شي لبيرو.
وخلال زيارة الرئيس شي لتشيلي، قرر البلدان الدخول في مفاوضات لتحديث اتفاق التجارة الحرة بينهما في أقرب وقت ممكن.
ووقع البلدان اتفاقا للتجارة الحرة في عام 2005، وارتفع حجم التجارة الثنائية بين البلدين أربعة أضعاف منذ ان تم تطبيق الاتفاق في عام 2006 .وتعد الصين الآن أكبر شريك تجاري لتشيلي، وأكبر مقصد للتصدير وأكبر مشتر لمنتجاتها من النحاس.
وعبرت رئيسة تشيلى باشيليت أمس الثلاثاء عن نية بلادها الانضمام للبنك الآسيوي للاستثمار فى البنية التحتية الذي اقترحته الصين.
وقال وو هونغ ينغ، مدير مكتب أمريكا اللاتينية في معهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة "إن رفع مستوى العلاقات الثنائية يظهر الرغبة المتنامية فى التعاون الثنائي بين الصين وتلك الدول".
مجتمع المصير المشترك للصين وأمريكا اللاتينية
وخلال خطابه أمام الكونجرس في بيرو الاثنين الماضي، حث شي الصين ودول أمريكا اللاتينية على تعزيز الحوار بينهما بشأن القضايا الدولية وتعزيز التعاون فى التنمية الداخلية، من اجل بناء افضل لمجتمع المصير المشترك فى نقطة بداية جديدة في التاريخ.
وأوضح شي أن الإحساس الطبيعي بإدراك كل طرف للآخر والإحساس المشترك بالمهمة، جعلنا ننظر لعلاقاتنا من منظور استراتيجي وطويل الأجل، مشيرا إلى أن الصين ودول أمريكا اللاتينية يمكن ان يفهم بعضهما البعض وأن يدعم كل طرف منهما الطرف الآخر بشأن مصالحهما الجوهرية وشواغلهما الرئيسة.
واقترح الرئيس شي أن ترفع الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي عاليا لواء التنمية والتعاون السلمى وأن تسعى للتضافر بين استراتيجيات التنمية لديهما، مع تسريع وتيرة التعاون العملي والارتقاء به وجلب المنافع لشعوب الطرفين.
وأعلن الرئيس الصيني أيضا أن الصين ستزيد فى السنوات الثلاث المقبلة أعداد فرص التدريب في مختلف المجالات لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي لتصل إلى 10 آلاف فرصة.
وحضر الرئيس الصيني الذي صاحبته نظيرته التشيلية أمس الثلاثاء قمة الرؤساء التنفيذيين لوسائل الإعلام في الصين ودول أمريكا اللاتينية في مدينة سانتياجو، حيث حث الرئيس وكالات الإعلام في الصين وأمريكا اللاتينية على أن توسع سويا تأثيرها وأن تقدم للعالم صورة أكثر واقعية عن الصين وأمريكا اللاتينية.
وقال وو "إنها المرة الثالثة التي يزور فيها الرئيس شي أمريكا اللاتينية منذ عام 2013، وهو ما يظهر حجم الاهتمام الذي يوليه للعلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية".
وفي الفترة من 31 مايو وحتى 6 يونيو 2013 قام الرئيس شي بزيارات دولة لترينداد وتوباجو وكوستاريكا والمكسيك.
وفي يوليو 2014، قام الرئيس شي بزيارات دولة للبرازيل والأرجنتين وفنزويلا وكوبا، وتأسس منتدى بين الصين وأمريكا اللاتينية من أجل تسيير التعاون الشامل بين الصين والمنطقة.
وعقد الاجتماع الوزاري الأول لمنتدى الصين -وسيلاك (مجموعة دول أمريكا اللاتينية والكاريبي) في بكين في يناير 2015، وهو ما يؤرخ لبدء عهد جديد يتسم بالتعاون الشامل بين الجانبين.
وقد وصل حجم التبادل التجاري بين الصين ودول أمريكا اللاتينية في عام 2015 إلى 236.5 مليار دولار، وهو ما يقدر ب20 ضعفا لما كان عليه في العقد الماضي، بحسب الإحصاءات الرسمية الصينية.
وفي عام 2016، تحركت العلاقات بين الصين ودول امريكا اللاتينية مع تأسيس منصات جديدة مثل انشاء عام التبادل الثقافي بين الصين وأمريكا اللاتينية ومنتدي التعاون بين الصين وأمريكا اللاتينية على مستوى الحكومات المحلية.
وحاليا تعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري وثالث أكبر مصدر للإستثمار في أمريكا اللاتينية، بينما تعد أمريكا اللاتينية سابع أكبر شريك تجاري للصين ومقصدا خارجيا مهما للاستثمار.