الدفاع عن منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك
خلال قمة المديرين التنفيذيين للأبيك في ليما، جدد الرئيس شي جين بينغ الدعوة للمضي قدما في بناء منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك، قائلا انها مبادرة استراتيجية حاسمة للرخاء طويل الأجل لآسيا- الباسيفيك.
وقال شي لقادة الأعمال "اننا يجب أن نسعى بجدية لإقامة هذه المنطقة كآلية مؤسسية لضمان اقتصاد مفتوح في آسيا- الباسيفيك"، مركزا على أن الانفتاح شريان الحياة لاقتصاد آسيا- الباسيفيك.
وقد أطلقت عملية انشاء منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك في اجتماع القادة الاقتصاديين للأبيك 2014 في بكين وذلك بتوقيع خارطة للطريق لتلك الخطة. ثم أجريت "دراسة استراتيجية جماعية "بعد ذلك وفق اتفاق أعضاء الأبيك، على ان ترسل نتائج تلك الدراسة للقادة الاقتصاديين للأبيك بنهاية 2016.
وبتأسيس منطقة التجارة الحرة، التى ستكون الأكبر في العالم، فإن بمقدورها أن تطلق من الحيوية الاقتصادية الأكبر من أى ترتيبات تجارية إقليمية أخرى وأن تضيف 2.4 تريليون دولار أمريكي كناتج للاقتصاد العالمي.
وقال راؤول سالازار مدير شؤون منتدى الأبيك في وزارة الخارجية في بيرو لوكالة أنباء ((شينخوا)) في العاصمة ليما "لدينا التزام بالمضي بأجندتنا الجوهرية. وربما القضية الاولى هى إقرار الدراسة الاستراتيجية الجماعية التي تطلبتها خارطة طريق بكين".
وكانت العولمة الاقتصادية والاقتصاد المفتوح والترابطية داخل المنطقة والإصلاح والابتكار هى الكلمات الرئيسة فى خطاب الرئيس شي الذى كان مشجعا فى ظل الوضع الدولي الراهن.
وقالت صحيفة ((ال ميركوريو)) التشيلية الرائدة في افتتاحيتها أمس الثلاثاء إن الحمائية والانعزالية تشهدان ارتفاعا في أوروبا وأمريكا الشمالية، كما أن قيادة الصين تزداد قوة وتطرح أفكار الانفتاح التجاري والتعاون والتعددية.
وحيث ان مستقبل الشراكة عبر الباسيفيك تخفت أضواؤه مع مجيء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، فإن الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية البديلة احتلت مكان الصدارة في قمة الأبيك في بيرو.
ولم تتمكن المفاوضات بين دول الشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية التي تضم 16 دولة منهم 10 دول من رابطة الآسيان بالإضافة للصين واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا ونيوزيلندا والهند- من الوفاء بموعدها العام الماضي، فإن تلك المفاوضات قد عادت لدائرة الاهتمام مرة اخرى في قمة الأبيك الأخيرة مع غموض الوضع بالنسبة للشراكة عبر الباسيفيك.
ويعتقد المحللون ان الشراكة الاستراتيجية الشاملة الاقليمية ستكون الطريق الأساسي نحو التحقيق النهائي لمنطقة التجارة الحرة لمنطقة آسيا- الباسيفيك.
وقال الرئيس الصيني "علينا أن ننشط التجارة والاستثمار لدفع النمو وجعل ترتيبات التجارة الحرة أكثر انفتاحا وشمولية ودعم النظام التجاري متعدد الأطراف."
وردد زعماء الأبيك مقترح شي وأعادوا التأكيد على التزامهم بضرورة بناء منطقة التجارة الحرة لآسيا- الباسيفيك استنادا إلى الإنجازات الاقليمية الجارية وعبر الوسائل الممكنة بما في ذلك الشراكة عبر الباسيفيك والشراكة الاقتصادية الشاملة الاقليمية.
وأكد الإعلان الصادر عقب اجتماع القادة الاقتصاديين "إننا نعيد التأكيد على التزامنا بإقامة منطقة التجارة الحرة لآسيا-الباسيفيك فى النهاية كأداة رئيسة لزيادة تعميق أجندة التكامل الاقتصادي الاقليمى".
وقال الباحث الصينى وو "ان الاستجابة الايجابية من أعضاء الأبيك لدعوة الصين لإقامة منطقة التجارة الحرة يظهر دور الصين الخاص في المنطقة، والذي سيساعد ايضا في زيادة دور المنطقة في التعافي الاقتصادي العالمي".