رام الله 4 ديسمبر 2016 (شينخوا) اختتم المؤتمر السابع لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الذي عقد على مدار ستة أيام في مدينة رام الله في الضفة الغربية أعماله مساء اليوم (الأحد)، بإعلان نتائج انتخابات القيادة الجديدة للحركة.
وعقدت رئاسة المؤتمر السابع مؤتمرا صحفيا لإعلان أسماء الفائزين بعضوية اللجنة المركزية والمجلس الثوري للحركة وتلاوة بيان ختامي لأعمال المؤتمر، وذلك بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس القائد العام للحركة.
وأظهرت نتائج الانتخابات احتفاظ 12 عضوا بمناصبهم في اللجنة المركزية من أصل 18 عضوا هم إجمالي من جرى انتخابهم.
وتصدر هؤلاء المعتقل لدى إسرائيل مدى الحياة مروان البرغوثي، تلاه اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واللواء توفيق الطيراوي المدير العام السابق لجهاز المخابرات الفلسطينية.
واستمر في عضوية اللجنة المركزية صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعزام الأحمد مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح، والمفاوض السياسي والاقتصادي محمد اشتية، ومسؤول التعبئة والتنظيم في حركة فتح محمود العالول.
كما استمر في منصبه محمد المدني رئيس لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي، ورئيس هيئة الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ، وكل من ناصر القدوة، وعباس زكي، وجمال محيسن.
أما الأعضاء الستة الجدد في اللجنة المركزية فهم: الحج إسماعيل جبر، ودلال سلامة، وسمير الرفاعي، وأحمد حلس، وروحي فتوح، وصبري صيدم.
كما أعلن عن أسماء 80 عضوا فازوا بعضوية المجلس الثوري لحركة فتح الذي يعد بمثابة برلمان الحركة من بينهم 11 امرأة، و10 سفراء لدى السلطة الفلسطينية ووزير واحد في حكومة الوفاق الفلسطينية.
وكان مؤتمر فتح استهل أعماله بانتخاب عباس قائدا عاما للحركة لولاية جديدة بالتزكية.
ولاحقا أعلن عن تعيين ثلاثة من قادة فتح التاريخين وهم فاروق القدومي وابو ماهر غنيم وسليم الزعنون أعضاء شرف دائمين في اللجنة المركزية.
وفي كلمته أمام أعضاء المؤتمر السابع في ختام أعماله، اعتبر عباس أن المؤتمر يشكل "محطة مفصلية" في مسيرة الحركة.
وقال عباس إن "ما سجله المؤتمر من نجاح وما عكسته برامجه من دلالة على قدرة حركتنا على تحديد المهمات واعتماد طرائق العمل المناسبة سيقوي عزيمة شعبنا في نضاله ضد الاحتلال".
وأضاف أن المؤتمر السابع "يكتسب في تاريخ حركة فتح موقعا بالغ الأهمية ويشكل محطة مفصلية في مسيرتها، وقد وضع الأرضية وكرس التوجه نحو توسيع قاعدة المشاركة في هيئات الحركة وتجديد شبابها وشدد على الدور الجوهري للمرأة والشبيبة".
وتعهد عباس باسمه وباسم أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري المنتخبين، باعتماد التغييرات الضرورية واللازمة في النظام الداخلي للحركة في أقرب وقت ممكن "كي تفتح أبوابها أمام المشاركة الخلاقة للمرأة وللعطاء المبدع والمتوثب للجيل الشاب".
وقال "إن تمكين الشباب في حركتنا ليس مجرد شعار أو استحقاق تفرضه طبيعة الأمور ولا مجرد ضرورة تفرضها مسيرة الحياة، ولا مجرد واجب يتحتم على جيلنا نحن القيام به، إنه متطلب لا غنى عنه وضمانة لا يمكن تجاوزها لديمومة الحركة وفعاليتها واستمرار دورها".
وأكد عباس أن "نجاح حركة فتح مفجرة الثورة والانتفاضة وقائدة المشروع الوطني وحامية القرار المستقل هو انتصار لفلسطين وشعبها ولمنظمة التحرير وفصائلها وقواها وإسهام هام في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني".
كما أكد المؤتمر على "وجوب عقد المجلس الوطني الفلسطيني خلال مدة ثلاثة أشهر لتفعيل دوائر منظمة التحرير والحفاظ عليها كبيت سياسي ومعنوي لجميع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات".
وشدد على "أهمية إنجاز برنامج البناء الوطني المرتكز على مجموعة من المبادئ العامة التي تؤكد على حق الشعب الفلسطيني في المقاومة المشروعة من أجل إنهاء الاحتلال وتقرير مصيره وممارسة سيادته في أرض دولة فلسطين المستقلة".
وأكد على "ضرورة التصدي للانقسام (الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007) البغيض وإنهائه وتحقيق المصالحة الوطنية أرضا وشعبا وفصائل ومؤسسات ضمانة لتحقيق النصر لأنه لا دولة دون غزة".
كما أكد المؤتمر على "استراتيجية فتح ومنظمة التحرير في توسيع قنوات الحوار والتواصل مع مختلف المجتمع الإسرائيلي بما يخدم مشروعنا للتحرر الوطني ويعزز فرص تحقيق السلام العادل".
وحث على مواصلة مسيرة فلسطين في الأمم المتحدة من خلال تفعيل كل الجهود الدولية لقرار الأمم المتحدة الذي اعترف بفلسطين بصفة مراقب والسعي للحصول على العضوية الكاملة ومواصلة العمل للانضمام للمؤسسات والمعاهدات والمواثيق والمنظمات الدولية ونيل المزيد من الاعترافات من دول العالم.
وعبر المؤتمر العام السابع لفتح عن تطلعه لانعقاد المؤتمر الدولي للسلام قبل نهاية العام في العاصمة الفرنسية باريس "بهدف إنهاء الاحتلال وبمرجعيات تستند للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية وآليات متابعة دولية جديدة وبسقف زمني محدد".
وجدد المؤتمر "التزامه بمبادئ العمل السياسية على الصعيد العربي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة، مع الرفض الحازم والصارم لأي تدخل في شؤوننا الداخلية، والتأكيد على الحفاظ على قرارنا الوطني المستقل".
وعقدت أعمال مؤتمر فتح السابع على مدار ستة أيام في مقر المقاطعة في رام الله، بحضور 1320 عضوا من أصل 1411 عضوا.
وحضر 60 وفدا من 28 دولة مراسم افتتاح أعمال المؤتمر إلى جانب وفود من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي.
وهذا ثاني مؤتمر عام تعقده فتح داخل الأراضي الفلسطينية، بعد أن كانت عقدت مؤتمرها العام السادس في بيت لحم عام 2009 بعد انقطاع دام 20 عاما.