فيينا 4 ديسمبر 2016 (شينخوا) فاز المرشح المدعوم من حزب الخضر الكسندر فان دير بيلين بالانتخابات الرئاسية المعادة في النمسا يوم الأحد، وفقا لتوقعات معهد (سورا) لمحطة ((أورف)).
وأظهرت التوقعات فوز فان دير بيلين بـ53.3 بالمائة من الأصوات، متفوقا بنسبة 6.6 بالمائة على مرشح حزب الحرية اليميني نوربرت هوفر، الذي حصل على 46.7 بالمائة بهامش خطأ نقطة مئوية واحدة، ليصبح فوز هوفر بالانتخابات في حكم المستحيل.
وأقر هوفر بهزيمته في انتخابات الأحد في تدوينة على موقف ((فيس بوك)). وكتب " كلنا نمساويون بغض النظر عن قرار صناديق الاقتراع"، غير أنه لم يخف شعوره بالحزن وهنأ فان دير بيلين على فوزه.
وانتقد رئيس حزب الحرية هاينز كريستيان ستراتش في لقاء مع محطة ((أورف)) تعاضد العديد من الأحزاب الأخرى في البلاد ضد حزبه أثناء الانتخابات.
وقال "الآخرون تمنوا مثل هذه النتيجة اليوم، حتى أنهم لم يجعلوها تصل إلى جولة الإعادة".
وأضاف أنه يتوقع أن تجرى الانتخابات العامة في عام 2017. وباعتباره المرشح الرئيسي لحزبه، قال إنه سيكون سعيدا بوجود هوفر وغيره من شخصيات حزب الحرية في فريقه.
وبهذه النتيجة سيصبح فان دير بيلين أول رئيس نمساوي من خارج الأحزاب السائدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
وتبدو هذه النتيجة انتصارا للنمسا على المعسكر الشعبوي. وكانت النمسا تخشي أن يعزز فوز دونالد ترامب في الولايات المتحدة الشعبوية في البلاد.
ولم تعلن وزارة الداخلية النمساوية انتصار فان دير بيلين بعد.
وبالرغم من أن رئيس النمسا هو منصب فخري، إلا أنه يتمكن من إقالة الحكومة وفقا للدستور. وهو النفوذ الأكثر أهمية الذي لم يستخدم من قبل أي رئيس تولي مقاليد السلطة في البلاد بعد الحرب.
وقال هوفر إنه يحتاج إلى النمساويين وسيعمل من أجلهم، مهددا برفض البرلمان عند الضرورة.
وكان هوفر البالغ من العمر 45 عاما أصغر مرشح للجناح اليميني في الانتخابات وقد تصدر الجولة الأولى التي ألغيت بسبب أخطاء في وقت سابق.
أما فان دير بيلين فقد تولى في السابق رئاسة حزب الخضر وخاض الانتخابات مستقلا لكن مدعوما منه. وقال في لقاء مع محطة ((أورف2)) إنه يهدف ألا يشير إليه الناس بعد نهاية فترته البالغة 6 أعوام بأنه "الرئيس" بل "رئيسنا".
ويتجاوز تأثير الانتخابات الرئاسية حدود النمسا وقد راقبتها عن كثب دول الاتحاد الأوروبي الأخرى الأعضاء , إن لم يكن العالم بأكمله.
وقال رئيس المجموعة البرلمانية للديمقراطيين الاشتراكيين اندرياس شيدر لوكالة ((شينخوا)) إنه بعد حملة غلب عليها الاستقطاب، هناك فرصة الآن للنمسا أن تنظر للأمام، معتبرا فان دير بيلين الخيار الأفضل.
وقال شيدر إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية يمكن أن تكون نوعا من "إشارة التحذير" لكثير من النمساويين، الذين قالوا "هذا الشيء لا نريده لبلادنا".
وقال رئيس منتدى ألباخ الأوروبي والسياسي من حزب الشعب المحافظ فرانز فيشلر إن فان دير بيلين قد تحسنت صورته في مناطق البلاد.
وأوضح أنه كان يحظى مسبقا بقبول كبير في المدن، وبذل الكثير من الجهود المضنية لمخاطبة سكان المناطق.
بالإضافة إلى ذلك، يعتقد فيشلر أن حملة كسب دعم حكام البلديات لعبت دورا رئيسيا، مشيرا إلى أن 200 عمدة أيدوا فان دير بيلين كمرشح وهذا كان له تأثير قوي لأن هذا المنصب في النمسا يحظي بهيبة كبيرة، بحسب قوله.