دمشق 13 ديسمبر 2016 (شينخوا) أكد محللون وكتاب سوريون اليوم (الثلاثاء) أن قيام تنظيم "داعش" بالسيطرة على مدينة تدمر مرة ثانية هي استجابة لبعض دول الغرب بهدف وقف تقدم الجيش السوري باتجاه السيطرة على كامل الأحياء الشرقية في حلب.
وتمكن الجيش السوري الذي يشن عملية عسكرية منذ 15 نوفمبر الماضي من السيطرة على أكثر من 98 بالمئة من احياء حلب الشرقية، بالتعاون مع القوات المتحالف معه، وسط اهتمام الإعلام الغربي وروسيا بهذا التقدم.
وبات يسيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على جيوب في الجزء الجنوبي الشرقي من حلب الشرقية، أي ان المساحة التي يسيطر عليها لا تتجاوز (2 كلم)، بحسب ما أكده مصدر عسكري سوري لوكالة (شينخوا).
ويأتي ذلك بعد شهر من المعارك المكثفة، والمفاوضات بين موسكو وواشنطن، وبعد ذلك أراد الجيش السوري وقف هجماته في حلب وتأسيس لوقف إطلاق النار.
واقترح المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا أخيرا السماح للمسلحين بإقامة إدارة حكم ذاتي في شرق حلب، جنبا إلى جنب مع تحقيق وقف لإطلاق النار في المدينة ودخول المساعدات إلى الجزء المحاصر في حلب.
ورفضت دمشق آنذاك اقتراح المبعوث الاممي، الذي قال إنه تم اتخاذ القرار لاستعادة السيطرة على كل من حلب.
بعد ذلك، استخدمت روسيا والصين قرارا ضد قرار اممي يهدف لفرض هدنة لمدة 7 أيام في حلب، دون تحديد خروج للمسلحين من شرق حلب.
وقالت دمشق في وقتها إن مشروع القرار الاممي يهدف، إلى إعطاء فرصة للمسلحين كي يجمعون انفسهم لشن هجوم معاكس ضد الجيش السوري.
وعرضت الحكومة السورية على المسلحين في شرق حلب عدة فرص لتسليم أسلحتهم ومغادرة المدينة، لكن من دون جدوى.
والآن، الجيش السوري على مقربة من إعلان مدينة حلب محررة ومطهرة من الإرهابيين، تسلل تنظيم (داعش) على مدينة تدمر الأثرية في وسط سوريا لتحتل عناوين الصحف مرة أخرى.
وشن تنظيم (داعش) يوم الخميس الماضي هجوما كبيرا على مدينة تدمر والسيطرة عليها يوم الاحد الماضي.
ويعد السيطرة على مدينة تدمر هي الثانية ، حيث سيطر التنظيم عليها المرة الأولى في عام 2015، وسيطر الجيش السوري عليها في مارس 2016.
وقال المحلل السياسي ماهر إحسان لوكالة (شينخوا) بدمشق إن الولايات المتحدة لم تفعل الكثير لمنع تنظيم (داعش) من الوصول إلى تدمر مرة أخرى.
واضاف "اعتقد ان التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة أراد تشتيت انتباه الجيش السوري من المعارك التي يخوضها في حلب عن طريق استدراج ذلك إلى إرسال تعزيزات إلى تدمر، وقال انهم يريدون أيضا لتجريد الحكومة من نشوة النصر في حلب ".
وبدوره، قال أحمد الأشقر، وهو محلل سياسي آخر أن الهجوم الواسع النطاق من قبل تنظيم (داعش) على تدمر هو اتفاق بين الولايات المتحدة، و الأتراك للتشويش على انتصار الجيش السوري في حلب.
وأضاف "لكن أعتقد أن التحول الكبير في حلب يشير إلى أن الجيش السوري لديه إمكانية لاسترداد تدمر بسرعة ".
من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الهجوم على تدمر "مدبر" لتحويل انتباه القوات الحكومية السورية من حلب عن مقاتلي المعارضة المسلحة المتحصنة في المدينة.
كما اتهم لافروف واشنطن أنها تتعامل بسياسية الكيل بمكيالين مع قضية الجماعات الإرهابية في سوريا.