سيدني 13 أبريل 2017 (شينخوا) بالغت إحدى وسائل الإعلام الاأسترالية الأكثر تأثيرا بشكل افتراضي حول "تباطؤ الصين"، مسلطة الضوء على التبعات الاقتصادية الحادة التي يمكن أن يجلبها ذلك إلى أستراليا.
بدأت القصة التي نشرتها صحيفة ((ذا استراليان))، الصحيفة القومية الوحيدة في البلاد، يوم الأربعاء بتقرير انتشر على نطاق واسع لـ "ديلويت اكسيس ايكونيوميكس" لخص عددا من السيناريوهات التي التي كانت افتراضية بشكل كبير فيما يتعلق بالصين وأستراليا.
وصاغ التقرير ثلاثة سيناريوهات يعتقد (أي التقرير) أنها معقولة: تباطؤ في الاقتصاد الصيني يقذف باستراليا في الركود، أداء الاقتصادات الآسيوية أفضل من المتوقع في وجود شجاعة لدى حكومة استراليا للإصلاح، تحسن استراليا في كونها " ذكية سيبرانيا".
وبدلا من تغطية جميع السيناريوهات الثلاثة، ركز التقرير على عرض أكثر إثارة للجدل بشأن " تباطؤ الصين".
وكُرست المقالة فقط لتقييم سيناريو " تباطؤ الصين"، متجاهلة أي محاولة لتحليل السيناريوهات الأخرى، فيما يمكن وصفه بأنه محاولة لإثارة قضية.
واستنادا على نمذجة افتراضية بدلا من تقييمات تحليلية قائمة على بيانات، فإن هذه المادة من شأنها أن تضعف ثقة الأعمال بين البلدين.
وقالت ديلويت إن التقرير يشير إلى أن " أسعار المنازل (في استراليا) ستنخفض بنسبة 9 بالمائة، ما سيؤدي إلى خسارة 600 مليار دولار استرالي (449.60 مليار دولار أمريكي) من ثروة الأسر، في حين ستنخفض الحصة السوقية بنسبة 17 بالمائة، ما يكلف 300 مليار دولار استرالي إضافية (225 مليار دولار أمريكي)"، إذا فشلت الصين في بلوغ هدف النمو بنسبة 6.5 بالمائة هذا العام وانخفض إلى أقل من 3 بالمائة.
وفيما يتعلق بالبيانات والتحليلات الفعلية، قال غيرارد بورغ خبير اقتصادات آسيا ببنك أستراليا الوطني لوكالة ((شينخوا)) إنه من المستبعد جدا ألا تصل الصين إلى هدفها.في حين توقع لي ويي الخبير الاقتصادي بشأن آسيا ببنك كومنولث استراليا أن تتجاوز الصين هدف النمو لتصل الى 6.8 بالمائة في عام 2017.
وقال لي" زخم النمو الأخير ينتعش، ولاسيما أن انتعاش أسعار السلع والأرباح الصناعية من شأنه أن يدعم النمو الصناعي ويدفع الاستثمار الصناعي".
وأضاف لي أن " نمو الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كان قويا وسيستمر لفترة من الوقت لذلك فإن الانتعاش في قطاع الصادرات سيسمح للصين بالوصول إلى هدف النمو".
كما أكد لي أن التباطؤ في سوق الإسكان الصيني أقل بكثير مما كان يتوقع الخبراء، ما يمكن أن يضاف إلى الاعتقاد السائد بأن هدف النمو 6.5 بالمائة سوف يتحقق، وربما يتجاوز هذا الحد، في عام 2017.
وفي بيان حصلت عليه وكالة ((شينخوا))، قالت الرئيسة التنفيذية لـ((دويليت استراليا)) سيندي هوك إن القوالب الواردة في التقرير هي مجرد سيناريو من السيناريوهات التي طرحت، وليس مؤشرا على أي تقييم تنبؤي.
كما أشار البيان بوضوح إلى أن " أيا من هذه السيناريوهات الثلاثة ليس نتيجة مرجحة لاستراليا"، في حين أن التقرير ملئ بسيناريوهات تشبه سيناريو قصة الخيال العلمي حول السيارات الطائرة. وقالت إنها لا تهدف إلى إثارة الخوف أو الإضرار بثقة المستثمرين.
وفي حين أن السيناريوهات الافتراضية تخدم غرضا، فإن الاعتماد الانتقائي على بيانات تكهنية بدون تقييم كامل لكافة السياقات المتاحة لن يؤد سوى إثارة الخوف بدلا من تعزيز مستقبل مشترك ومزدهر لاستراليا والصين.
فالتفاعل الموضوعي والمتوازن أمر بالغ الأهمية لبناء علاقة أكثر قوة بين الجانبين.