برلين 26 أبريل 2017 (شينخوا) قال وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل يوم الأربعاء إن ألمانيا تتفهم جهود الصين لفتح أسواقها بشكل تدريجي، ومن " غير الواقعي" أن نتوقع أن تفتح الصين أسواقها بشكل كامل بين عشية وضحاها.
صرح غابرييل بذلك في مؤتمر صحفي مع نظيره الصيني وانغ يي بعد حضور الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي الصيني-الألماني بشأن الدبلوماسية والأمن.
وقال إن ألمانيا تثق بأن الصين لن ترجع عن سياسة الانفتاح، وتهدف التبادلات الاقتصادية والتجارية إلى تحقيق الفوز المشترك، مضيفا أن السوق المفتوحة والشراكة العادلة هما طموح مشترك للبلدين.
وقال إن الصين تعد واحدة من أقرب شركاء ألمانيا في السياسة العالمية، مضيفا أن التطور السريع في العلاقات الثنائية في مختلف المجالات جاء نتيجة الثقة المتبادلة العالية بين البلدين.
وأكد غابرييل دعم بلاده لمبادرة الحزام والطريق الصينية واستعدادها لتعزيز التعاون البراغماتي مع الصين في إطارها.
وقال إن العديد من القضايا الرئيسية التي تمثل الشغل الشاغل للعالم لا يمكن حلها بدون الصين، مشيرا إلى أن ألمانيا تولي أهمية كبيرة لدور الصين الدولي ومستعدة لتعميق التعاون الثنائي معها في القضايا الإقليمية والعالمية.
وأعرب غابرييل عن ثقة بلاده الكاملة بآفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع الصين.
ومن جانبه، قال وانغ إن الصين تتوقع من ألمانيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي الأخرين القيام بدورهم حتى تتمكن الكتلة من تنفيذ إلتزاماتها المنصوص عليها في المادة 15 من بروتوكول إنضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، والتي تقف " حجر عثرة" أمام التعاون الاقتصادي بين الصين والاتحاد الاوروبي.
ووفقا للمادة 15، فإنه يتعين على أعضاء منظمة التجارة العالمية وقف استخدام النهج البديل بشأن إجراء تحقيقات مكافحة الإغراق تجاه الصين بعد 11 ديسمبر عام 2016، حيث كان يفترض أن ينتهي العمل بهذا النهج بعد 15 عاما من انضمام الصين للمنظمة.
وقال إن الصين تقدر الموقف الإيجابي لألمانيا في حل المشكلة المذكورة أنفا، مشيرا إلى أن البلدين يجمعهما أيضا توافق ملحوظ بشأن التوصل إلى إتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وفتح التعاون الحر في أقرب وقت ممكن.
وفي الحوار، أتفق الجانبان على تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة والقيام بترتيبات مشتركة للزيارات رفيعة المستوى القادمة، وتعزيز آليات الحوار بشأن التبادلات الشعبية والمالية والأمنية.
وتعتقد بكين والصين أن تعاونهما الاقتصادي والتجاري مفيد للطرفين بطبيعته ويتمتع البلدان بتكامل أكبر من المنافسة في هذا الجانب.
وأعرب الجانبان عن استعدادهما لتيسير استثمار الشركات. وأشارا إلى أنه في ظل تصاعد الحمائية ومناهضة العولمة الاقتصادية ، فإنه يتعين على الصين وألمانيا، الدولتان التجاريتان الرئيسيتان في العالم، دعم التجارة الحرة والاستثمار وتقديم دعمهما الصريح للانفتاح والتشارك والتعاون والنتائج المربحة للجميع.
وقال وانغ إن الصين وألمانيا، باعتبارهما أكبر ثاني ورابع اقتصادين في العالم، تتحملان مسؤوليات عن حماية السلام والاستقرار، مضيفا أن الصين تدعم ألمانيا في لعب دور أكثر أهمية في الشؤون الأوروبية والحوكمة العالمية.
وقال إن سياسة الصين تجاه أوروبا ما زالت ثابتة ومستقرة بالرغم من أن القارة قد دخلت قترة حاسمة حيث ستصوت شعوب فرنسا وبريطانيا وألمانيا في الأشهر المقبلة على اتجاهات التنمية في بلادهم والتكامل الأوروبي.
وتابع وانغ أن الصين تأمل في أن تظل ألمانيا، البلد المحوري في أوروبا، ملتزمة بالاستقرار الأوروبي وتعمل مع الصين لمواجهة حالات عدم اليقين العالمية بعلاقة ثنائية مستقرة وتسهيل التكامل الإقليمي مع تعزيز التعاون الصيني-الأوروبي.
وقال وانغ أيضا إن الصين ترحب باهتمام ألمانيا المتزايد بآسيا ولاسيما الصين في جدول أعمالها، مضيفا أن بكين ترحب بحفاوة بوزيرة الشؤون الاقتصادية الألمانية بريجيت زيبريس التي ستحضر منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي الشهر المقبل كممثلة للمستشارة انغيلا ميركل.
وفي الاجتماع، تبادل الجانبان أيضا وجهات النظر بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك مثل شبه الجزيرة الكورية وسوريا واتفقا على حل النزاعات بالطرق السلمية.