في الصورة الملتقطة يوم 30 مايو 2017، سيدات يقمن بإعداد الطعام في مخيم حسن شام الثاني (40 كم) شرق الموصل بالعراق. يفتقد الصائمون من أهالي مدينة الموصل، كبرى مدن الشمال العراقي، في مخيمات النزوح لأبسط الطقوس والعادات التي كانوا يمارسونها خلال شهر رمضان المبارك قبل سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينتهم. (شينخوا / خليل داوود)
الموصل، العراق 30 مايو 2017 (شينخوا) يفتقد الصائمون من أهالي مدينة الموصل، كبرى مدن الشمال العراقي، في مخيمات النزوح لابسط الطقوس والعادات التي كانوا يمارسونها خلال شهر رمضان المبارك قبل سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مدينتهم.
ففي مخيم حسن شام الثاني الذي يقع على بعد (40 كم) شرق الموصل، والذي تسكنه نحو الف عائلة نزحت من الاحياء الغربية لمدينة الموصل بسبب العمليات العسكرية، حيث يعيش هؤلاء في ظروف صعبة للغاية، فالمخيم يفتقد للتيار الكهربائي، فضلا عن النقص في ادوات الطبخ، بالاضافة الى عدم وجود مركز صحي يعالج الاطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
أمام خيمة بائسة غطاها التراب تجلس امرأة وابنتها ويقف إلى جوارهما رب الاسرة، حيث تقوم السيدة باعداد ارغفة الخبز على الصاج فيما تقوم البنت بوضع القناني الفارغة والاوراق وبعض الاكياس تحته لاشعال النار لاتمام عملية التسخين لكي ينضج الخبز.
وقال رب الأسرة محمود عبد الموجود، الذي نزح في 17 من هذا الشهر من حي الزنجيلي، لوكالة انباء (شينخوا) "لايوجد لدينا تنور خاص لكي نصنع الخبز، لذلك يقوم اطفالي خلال النهار بجمع قناني الماء الفارغة، والاوراق لكي نستخدمه بدل الحطب لكي نصنع الخبز، وكما ترى فان زوجتي وابنتي يقومان بصنع الخبز وتستغرق هذه العملية اكثر من ساعة ونصف وفي بعض الاحيان تصاب ابنتي بالحروق البسيطة اذا كانت هناك حركة للرياح".
وأوضح انه يفتقد لأيام رمضان قبل سيطرة تنظيم داعش الارهابي على الموصل، عندما كان في بيته حيث كل شيء متوفر والعائلة تجلس سوية لتناول طعام الافطار، مبينا انه لم يذهب الى المسجد لعدم وجوده في المخيم، كما انه يفتقد إلى جلسات وزيارات رمضان التي كان يقوم بها الى اصدقاءه، واقاربه، او زيارته للمقاهي".
السيدة أم ربيع حالها افضل من أسرة محمود فقد حصلت على تنور يعمل على الغاز من إحدى المنظمات الانسانية، فهي تقوم باعداد الخبز خلال وقت لايتجاوز الـ 20 دقيقة، وتشعر بالأمان لكنها تحن للايام الجميلة خلال شهر رمضان.
وقالت "لم اشعر بخصوصية وجمال شهر رمضان في مخيم النازحين، افتقد الى الاجواء التي كنا نمارسها خلال الشهر المبارك، كنت ازور جيراني واقاربي بعد الافطار ونتسامر، ونقوم بصنع الحلويات الخاصة بهذا الشهر، فاهالي الموصل يقومون بصنع الحلويات والشراب الخاص خلال شهر رمضان، فضلا عن تفنن الاسرة الموصلية باعداد وجبات خاصة خلال هذا الشهر المبارك".
وأشارت السيدة الأربعينية إلى أنها تشعر بالوحدة وبالها مشغول دائما حيث تفكر بمصير أقاربها وأصدقائها الذين لايزالون في المدينة القديمة وسط الموصل التي تشهد قتالا ضاريا بين القوات العراقية وعناصر التنظيم الإرهابي، مبينة أنها تفتقد كل شيء جميل في رمضان داخل المخيم لعدم توفر ما تحتاجه وعائلتها خلال هذا الشهر لانها فقدت بيتها وكل ما تملك وأصبحت تعتمد كليا على المساعدات الانسانية التي توزعها المنظمات الدولية.
من جانبها أحضرت سيدة تبلغ من العمر (60 سنة) طفلة عمرها سبعة اشهر ويبلغ وزنها ثلاث كليوجرامات فقط اصيبت بسوء التغذية، حيث توقعت باننا منظمة انسانية قائلة "هذه حفيدتي اصيبت بسوء التغذية ولايوجد هنا مركز صحي لمعالجتها، فهي تحتاج الى اغذية خاصة وعناية خاصة، لكني لا املك اموال لشراء غذاء اعتيادي لها فكيف اذا كان غذاء خاص".
إلى ذلك قال سعد العبيدي من منظمة سبل السلام للاغاثة الانسانية "نقوم ومنذ بداية شهر رمضان المبارك بجلب وجبات افطار لـ 500 عائلة ،ونقوم بتوزيعها على الاسرة النازحة داخل المخيم"، مبينا ان وجبة الافطار تشمل على الرز والدجاج والحساء واللبن والماء البارد.
وحسب وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف فان أعداد النازحين من الجانب الغربي للموصل، الذي بدأت عمليات استعادته في 19 فبراير الماضي، بلغت أكثر من 526 ألفا و 233 نازحا منذ البدء بعمليات اقتحام الجانب الغربي موزعين بين مخيمات في جنوب وغرب المدينة وشرقها.