قوانغتشو 11 يونيو 2017 (شينخوا) قالت هيئة جيولوجية محلية يوم السبت إنه تم استخراج نحو 210 آلاف متر مكعب من الجليد القابل للاحتراق في بحر الصين الجنوبي حيث تجري أعمال تعدين تجريبية في هذا الصدد بشكل سلس.
وأوضحت مديرية الجيولوجيا في مدينة قوانغتشو ، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، في تقرير لها ان موقع تنفيذ هذه الأعمال التجريبية التي بدأت منذ شهر في المياه القريبة من مصب نهر اللؤلؤ .
وأضافت المديرية ان حجم الانتاج اليومي لـ"الجليد" بلغ 6.8 الف متر مكعب حتى عصر يوم السبت.
وقال التقرير: "إن أعمال انتاج الغاز الطبيعي (من الجليد) تجري بسلاسة ، حيث يتم التركيز حاليا على تشكيل القواعد الانتاجية استعدادا للخطوات التالية من التنمية ".
يذكر أن الجليد القابل للاحتراق لا يوجد سوى في بيئة خاصة مثل قاع البحر أو التراب المجمد مع ظروف أخرى تتمثل بوجود ضغط قوي ودرجات حرارة منخفضة لضمان استقرار المواد .
الجدير بالذكر أن بإمكان "الجليد" الذي يكون على شكل مادة شمعية بيضاء الاحتراق مثل الكحول السيتيلي ، وهو ما دفع لاطلاق هذا الاسم عليه "الجليد القابل للاحتراق".
ودائما ما يساوي متر مكعب من "الجليد القابل للاحتراق" ، وهو في حقيقة الأمر نوع من مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية، يساوي 164 متر مكعب من الغاز الطبيعي العادي.
من ناحيته أشار ياه جيان ليانغ ، مدير الدائرة ، إلى تنفيذ تدابير صارمة في ميدان تعدين الموارد في سبيل حماية البيئة الطبيعية.
واستطرد ياه قائلا "إننا نراقب عن كثب أحوال جودة الهواء ومياه البحر وقاعه ومعدات التنقيب، من خلال متابعة ورصد تغيرات عدة مؤشرات رئيسية تتمثل بمستوى الميثان وثاني أكسيد الكربون ودرجات انخفاض مستوى قاع البحر بكل دقة وبشكل آني".
وأكد المسؤول أنه لم تقع حتى الآن أي حوادث لتلوث البيئة أو أية كوارث جيولوجية في موقع استخراج الجليد القابل للاحتراق حسب المؤشرات المذكورة، حيث لم تشهد تغيرات منذ بدأ تنفيذ أعمال التعدين التجريبي في يوم 18 مايو المنصرم .
وكان وزير الأراضي والموارد الصيني جيانغ دا مينغ قد أعلن على منصة انتاجية في موقع التعدين التجريبي في يوم 18 مايو أن الصين قد نجحت في جمع عينات الجليد القابل للاحتراق في بحر الصين الجنوبي، ما يعد اختراقا رئيسيا قد يؤدي إلى ثورة دولية في الطاقة .
وقال الوزير في المنجم الواقع في منطقة "شنهو" لبحر الصين الجنوبي إن هذا يعتبر النجاح الأول للصين في تعدين الجليد القابل للاحتراق من البحر ، بعد قرابة عقدين من البحوث والاكتشاف .
وشرعت الصين تنقيب الجليد القابل للاحتراق في بحارها منذ 1999، حيث كانت الدائرة رائدا في هذا المجال في البلاد ونجحت في اكتشاف الموارد في بحر الصين الجنوبي في عام 2007 .
وتوقعت أوساط العلوم الدولية أن تصبح مادة الهيدروكسيد الغازية الطبيعية مصدرا للطاقة البديلة للنفط والغاز الطبيعي .
وتوقع خبراء صينيون أن تقوم الصين باستغلال الجليد القابل للاحتراق لأغراض تجارية بحلول العام 2030 تقريبا بعد أن أعلنت الدولة عن إحراز تقدم جوهري في استخراج هذه الطاقة الوافرة التي قد تكون بديلة للنفط والغاز الطبيعي في المستقبل.
وقال جين تشينغ هوان، المحاضر بأكاديمية الهندسة الصينية في منتدى الطاقة الثاني الذي أقامته الهيئة الأكاديمية العليا في مجال الهندسة في البلاد ، إن الصين ستحقق اختراقا من حيث التقنية والتجهيزات لاستخراج الجليد القابل للاحتراق في حدود عام 2020. ومن ثم ستبدأ في استخراجه لأغراض تجارية بحلول عام 2030 تقريبا.
وفي هذا الصدد، أكد لي جين فا, نائب رئيس مكتب المسح الجيولوجي التابع لوزارة الأراضي والموارد الصينية على قدرة الصين على تحقيق الاستغلال التجاري للجليد القابل للاحتراق قبل 2030.
وحسب تقرير المسح الجيولوجي للطاقة والمعادن الصينية الذي صدر في العام 2016، فمن المتوقع أن يفوق احتياطي الجليد القابل للاحتراق في الصين مائة مليار طن من النفط المكافئ . وينتشر نحو 80 بالمائة من ذلك في بحر الصين الجنوبي.