الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
مقالة خاصة : قمة شيامن تزيد من الآمال الذهبية
                 arabic.news.cn | 2017-09-02 03:49:53

(图文互动·新华全媒头条·厦门会晤·中国担当)(2)让金砖合作之树更加枝繁叶茂——写在金砖国家领导人厦门会晤即将召开之际

شيامن أول سبتمبر 2017 (شينخوا) يجتمع قادة من أكبر الأسواق الصاعدة فى العالم فى مدينة شيامن الساحلية الصينية التى تقع فى جنوب شرق الصين هذا الشهر، بمناسبة إقامة آلية تعاون بريكس التي تشهد عامها الحادي عشر.

كان التعبير الأصلي "بريك" قد ابتكره جيم أونيل الاقتصادى السابق فى مؤسسة جولدمان ساكس فى عام 2001 للإشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، وهى أربع أسواق صاعدة تتمتع بنمو سريع وإمكانات كبيرة.

وفى عام 2006 اجتمع وزراء الخارجية من تلك الدول فى نيويورك من أجل إقامة مجموعة بريكس رسميا. وعندما انضمت دولة جنوب افريقيا فى عام 2010، فإن اللفظ المختصر تغير إلى بريكس.

وتمثل الدول الخمس الآن سويا 44 فى المائة من سكان العالم و23 فى المائة من إجمالى الناتج المحلي العالمي، ارتفاعا من 12 فى المائة منذ عقد مضى.

ووسط التعافي الاقتصادي العالمي المتباطئ والنكسات التى تعانى منها العولمة، فإن قمة شيامن التى تعقد من 3 الى 5 سبتمبر قد تكون قادرة على إضافة لمعان جديد إلى الأسواق الصاعدة والدول النامية.

ويمثل هذا العام المرة الأولى التى يتولى فيها الرئيس الصيني شي جين بينغ رئاسة قمة من قمم بريكس.

كما أن شيامن وهى مركز شحن تقليدي تمثل نافذة للاقتصاد الصينى. ولكونها واحدة من أوليات المناطق الاقتصادية الخاصة فى الصين، كانت مدينة رائدة للكثير من خبرات الإصلاح الاقتصادي الموجه إلى السوق ومركزا لاجتذاب الصناعات الأجنبية ورمزا لطموح الدولة للإصلاح والانفتاح على العالم.

وتعد شيامن أيضا رائدة فى تعاون بريكس فى التجارة والاستثمار. وفى عام 2011 استضافت معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة، حيث شارك ممثلون عن دول بريكس الخمس سويا للمرة الأولى .

ويعكس اختيار شيامن لاستضافة قمة بريكس أن الانفتاح والنمو سيحتلان موقعا مهما فى جدول الأعمال.

وكانت الصين قد ظهرت بالفعل كمؤيد قوي للعولمة والتجارة المنفتحة، وعلى وجه الخصوص فى الوقت الذى يكافح فيه العالم من أجل إغلاق فجوة التنمية المتسعة بينما ترفع الحمائية رأسها القبيح.

وقد أعلن شي فى خطابه فى شهر يناير فى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أن الحمائية مثل "حبس شخص لنفسه فى غرفة مظلمة".

وبالرغم من أن العولمة الاقتصادية قد خلقت مشكلات جديدة، فإن هذا لا يعد مبررا لإلغاء العولمة الاقتصادية كلية.

وقال شي " بدلا من ذلك، فإن علينا التأقلم مع العولمة الاقتصادية وتوجيهها وتلطيف آثارها السلبية وتقديم منافعها لكل الدول وكل الأمم".

ومن المرجح أن يعاد تأكيد هذا الموقف فى قمة شيامن التى تعقد تحت شعار " بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا".

وتعلق الصين دائما آمالا عالية على بريكس حيث يمكن أن تجد مع الأسواق الصاعدة أرضية مشتركة طبيعية.

وفى الوقت الذى يعد فيه اللفظ المختصر باللغة الإنجليزية جذابا، فإن الترجمة الصينية التى تضم أربعة رموز تعني " دول القرميد الذهبي" وتنقل الثقة فى المستقبل.

وإن هذا الإحساس بالثقة يدعمه نمو ملموس. فإن دول بريكس التى صمدت أمام الأزمة المالية العالمية، تمكنت حتى من تجاوز التوقعات المتفائلة التى قدمها أونيل.

وخلال الأعوام العشرة الماضية، أسهمت الدول الخمس بأكثر من نصف النمو العالمى. ويمثل الحجم الإجمالى لتجارتها واستثماراتها الخارجية 16 فى المائة و12 فى المائة من الإجمالى العالمى مرتفعة عن 11 فى المائة و7 فى المائة فى 2006 .

ويمكن فعلا القول بأنه عقد ذهبى.

إن الأداء الاقتصادى القوى يعنى أن دول بريكس من العناصر الفاعلة فى الاقتصاد العالمى الآن وإن إدخال جنوب افريقيا قد منح المجموعة وزنا سياسيا أكبر فى الحوكمة العالمية عندما تتحدث عن العالم الصاعد.

وباعتبار بريكس عنصر استقرار فى العلاقات الإقليمية والدولية، فإنها تعمل جاهدة على أن يكون لها رأى أقوى على الساحة الدولية.

وفى يوم 18 ابريل أعلنت دول بريكس عن وجهات نظرها حول القضايا العالمية للمرة الأولى منذ تأسيسها كجماعة، حيث إن ليو جيه يى الممثل الدائم للصين فى الأمم المتحدة جعل صوتها الجماعى مسموعا خلال مناقشات مجلس الامن.

وبالنيابة عن دول بريكس الخمس دعا ليو الى التمويل من أجل تنفيذ أفضل لأجندة 2030 للتنمية المستدامة فضلا عن زيادة الجهود الدولية فى منع الصراعات.

وصرح روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذى لمعهد الصين للدراسات الدولية بأن " تعاون بريكس لم يساعد فحسب تلك الدول نفسها ولكن عزز أيضا الحق فى الحديث عن القضايا العالمية لكل الدول النامية ".

وحسب ما ذكر شي فى شهر يونيو فإن تعاون بريكس " هو ابتكار يتجاوز النمط القديم للتحالف السياسى والعسكرى ويتبع شراكات وليس تحالفات ".

وقال " إن آلية بريكس تتجاوز عقلية المباراة الصفرية القديمة وتمارس مفهوما جديدا للمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجميع".

لكن هذا بالطبع لا يعنى أن دول بريكس دون مشكلات.

فعلى سبيل المثال، فإنه فى الوقت الذى تتوقع فيه الصين والهند أن يشهدا توسعا لاقتصاد كل منهما بحوالى 6.5 فى المائة و 7.2 فى المائة على التوالى هذا العام، هناك تفاؤل أقل بالنسبة لروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا.

وطبقا لتوقعات الاقتصاد العالمى التى تم تحديثها فى يوليو من قبل صندوق النقد الدولى، فإن اقتصاد جنوب افريقيا سوف يتوسع بنسبة 1.0 فى المائة فى عام 2017 وروسيا بنسبة 1.4 فى المائة و البرازيل بنسبة 0.3 فى المائة.

ولكن مع جهود متناغمة فإن دول بريكس الخمس يمكن أن تتوسع فى تعاونها البراجماتى.

وقال وانغ يى وزير الخارجية الصينى للصحفيين فى شهر مارس نقلا عن شي : " ان دول بريكس مثل الأصابع الخمسة -- قصيرة وطويلة اذا ما امتدت، لكنها قبضة قوية إذا ماضمت بإحكام ".

وقد تحدث شي أمام اجتماع غير رسمى لقادة بريكس قبل قمة مجموعة العشرين فى مدينة هامبورج الألمانية الساحلية فى شهر يوليو، فحث الدول الخمس الأعضاء على التعزيز المستمر لبناء اقتصاد عالمى منفتح وتعددية وتنمية مشتركة .

وقال الرئيس الصينى إنه يتطلع إلى العمل مع قادة بريكس الآخرين لضمان أن تحقق قمة شيامن نتائج تضخ قوة دفع جديدة الى تعاون بريكس وتقدم حلولا جديدة حول تحسين الحوكمة العالمية وتقوم بإسهامات جديدة للنمو الاقتصادى العالمى.

ولهذه الغاية استضافت الصين التى تتقلد رئاسة بريكس هذا العام استضافت سلسلة من الاجتماعات لطلب الدعم لقمة شيامن .

وفى أوائل الشهر الماضى التقى وزراء التجارة فى شانغهاى واتفقوا على الوحدة ضد الحمائية وحماية نظام التجارة متعدد الأطراف. وقبل أيام من ذلك عقد اجتماع أمنى لمجموعة بريكس فى بكين شهد مناقشات عن الحوكمة العالمية ومكافحة الإرهاب والإنترنت والطاقة والأمن الوطنى والتنمية .

وفى يونيو اتفق وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية على تعزيز التعاون فى العديد من المجالات النقدية والمالية، بما فى ذلك بنك التنمية الجديد لبريكس والتعاون التنظيمى.

وقال شن يى مدير مركز دراسات بريكس فى جامعة فودان " إننى أعتقد أن قمة هذا العام فى شيامن سوف تسفر عن المزيد من التعاون العملى والملموس وتحسين الثقة بين دول بريكس " .

وعلى مر الأعوام، قامت الدول الخمس المشاركة بتحسين التنسيق فى سياسة الاقتصاد الكلى وتعزيز الإصلاحات الهيكلية والبنية الأساسية والتعاون الضريبى والدفع من أجل إحراز تقدم جديد فى المجالات النقدية والمالية .

وينظر إلى المجموعة التى لا ترتكز سواء إلى الأيدولوجية أو الوضع الجيوسياسى على أنها شكل جديد وربما أفضل فى الحوكمة العالمية التى تؤدى فيها الأسواق الصاعدة أدوارا أساسية.

لكن الكتلة لا ترغب فى أن يقتصر التعاون المستقبلى على الدول الخمس.

ففى شهر مارس صرح وزير الخارجية الصينى وانغ يى بأن الصين سوف تستكشف خيارات التوسع نحو " بريكس زائد " وبناء شراكة أوسع عن طريق الحوار مع الدول النامية والمنظمات الدولية .

وقال ياروسلاف ليسوفوليك كبير الاقتصاديين فى بنك التنمية الأوراسى إن" بريكس زائد " سوف تقدم فرصا للاقتصادات الأخرى وتضخ قوة دفع فى العولمة الاقتصادية .

وتابع قائلا " إن مقترحات وانغ يى فيما يتعلق بتوسيع منطقة شراكة بريكس لا تأتى فى وقتها فحسب فى ضوء رئاسة الصين لبريكس ولكنها تهدف أيضا الى منح قوة دفع جديدة لعملية التكامل تحت الظروف المعقدة لانتشار الحمائية فى الاقتصاد العالمى ".

ومن أجل المساعدة فى تمويل مشروعات البنية الأساسية والتنمية المستدامة فى بريكس والاقتصادات الصاعدة الأخرى والدول النامية، فإن الصين اشتركت فى تأسيس بنك التنمية الجديد فى عام 2014 ومقره شانغهاى .

وقد أصبح البنك يعمل بشكل كامل العام الماضى ووافق على قروض تتضمن مساعدات مالية بأكثر من 1.5 مليار دولار امريكى لمشروعات فى مجال الطاقة الخضراء والطاقة المتجددة والنقل .

وفى الوقت نفسه فإن مبادرة الحزام والطريق التى اقترحها الرئيس شي فى عام 2013 من اجل ربط الدول الواقعة على طريق الحرير القديم وما يتعداه على نحو أفضل، سوف تضخ ايضا حيوية جديدة لتعاون بريكس .

وبتسميتها على اسم طريق الحرير، فإن مبادرة الحزام والطريق تعد مثالا على مشاركة الصين بحلولها فى النمو العالمى والحوكمة بربط الدول والمناطق التى تمثل 60 فى المائة من سكان العالم و30 فى المائة من اجمالى ناتجه المحلى .

وقد وقعت 68 دولة ومنظمة دولية على اتفاقيات مع الصين للتعاون فى الحزام والطريق. وتجاوز إجمالى التجارة بين الصين ودول الحزام والطريق الأخرى 3 تريليونات دولار أمريكى فيما بين 2014 و 2016 كما تجاوز الاستثمار الصينى فى هذه الدول 50 مليار دولار امريكى .

وقد قوبلت المبادرة بترحيب من دول بريكس . وبوجود منصات شاملة مثل الحزام والطريق وبنك التنمية الجديد، فإن قمة شيامن يبدو أنها سوف تضيف تألقا للبريكس الذهبى، وتعد الدول الخمس لعقد جديد آخر من النجاح .

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

الصين والبرازيل تتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة
الصين والبرازيل تتفقان على تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة
مقالة خاصة : قمة شيامن تزيد من الآمال الذهبية
مقالة خاصة : قمة شيامن تزيد من الآمال الذهبية
مقابلة خاصة: نقيب الصحفيين المصريين: نتطلع إلى انضمام مصر لعضوية تجمع بريكس
مقابلة خاصة: نقيب الصحفيين المصريين: نتطلع إلى انضمام مصر لعضوية تجمع بريكس
عرض آلهة الرحمة البوذية في قصر الأمم في سويسرا
عرض آلهة الرحمة البوذية في قصر الأمم في سويسرا
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

مقالة خاصة : قمة شيامن تزيد من الآمال الذهبية

新华社 | 2017-09-02 03:49:53

(图文互动·新华全媒头条·厦门会晤·中国担当)(2)让金砖合作之树更加枝繁叶茂——写在金砖国家领导人厦门会晤即将召开之际

شيامن أول سبتمبر 2017 (شينخوا) يجتمع قادة من أكبر الأسواق الصاعدة فى العالم فى مدينة شيامن الساحلية الصينية التى تقع فى جنوب شرق الصين هذا الشهر، بمناسبة إقامة آلية تعاون بريكس التي تشهد عامها الحادي عشر.

كان التعبير الأصلي "بريك" قد ابتكره جيم أونيل الاقتصادى السابق فى مؤسسة جولدمان ساكس فى عام 2001 للإشارة إلى البرازيل وروسيا والهند والصين، وهى أربع أسواق صاعدة تتمتع بنمو سريع وإمكانات كبيرة.

وفى عام 2006 اجتمع وزراء الخارجية من تلك الدول فى نيويورك من أجل إقامة مجموعة بريكس رسميا. وعندما انضمت دولة جنوب افريقيا فى عام 2010، فإن اللفظ المختصر تغير إلى بريكس.

وتمثل الدول الخمس الآن سويا 44 فى المائة من سكان العالم و23 فى المائة من إجمالى الناتج المحلي العالمي، ارتفاعا من 12 فى المائة منذ عقد مضى.

ووسط التعافي الاقتصادي العالمي المتباطئ والنكسات التى تعانى منها العولمة، فإن قمة شيامن التى تعقد من 3 الى 5 سبتمبر قد تكون قادرة على إضافة لمعان جديد إلى الأسواق الصاعدة والدول النامية.

ويمثل هذا العام المرة الأولى التى يتولى فيها الرئيس الصيني شي جين بينغ رئاسة قمة من قمم بريكس.

كما أن شيامن وهى مركز شحن تقليدي تمثل نافذة للاقتصاد الصينى. ولكونها واحدة من أوليات المناطق الاقتصادية الخاصة فى الصين، كانت مدينة رائدة للكثير من خبرات الإصلاح الاقتصادي الموجه إلى السوق ومركزا لاجتذاب الصناعات الأجنبية ورمزا لطموح الدولة للإصلاح والانفتاح على العالم.

وتعد شيامن أيضا رائدة فى تعاون بريكس فى التجارة والاستثمار. وفى عام 2011 استضافت معرض الصين الدولي للاستثمار والتجارة، حيث شارك ممثلون عن دول بريكس الخمس سويا للمرة الأولى .

ويعكس اختيار شيامن لاستضافة قمة بريكس أن الانفتاح والنمو سيحتلان موقعا مهما فى جدول الأعمال.

وكانت الصين قد ظهرت بالفعل كمؤيد قوي للعولمة والتجارة المنفتحة، وعلى وجه الخصوص فى الوقت الذى يكافح فيه العالم من أجل إغلاق فجوة التنمية المتسعة بينما ترفع الحمائية رأسها القبيح.

وقد أعلن شي فى خطابه فى شهر يناير فى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي أن الحمائية مثل "حبس شخص لنفسه فى غرفة مظلمة".

وبالرغم من أن العولمة الاقتصادية قد خلقت مشكلات جديدة، فإن هذا لا يعد مبررا لإلغاء العولمة الاقتصادية كلية.

وقال شي " بدلا من ذلك، فإن علينا التأقلم مع العولمة الاقتصادية وتوجيهها وتلطيف آثارها السلبية وتقديم منافعها لكل الدول وكل الأمم".

ومن المرجح أن يعاد تأكيد هذا الموقف فى قمة شيامن التى تعقد تحت شعار " بريكس: شراكة أقوى من أجل مستقبل أكثر إشراقا".

وتعلق الصين دائما آمالا عالية على بريكس حيث يمكن أن تجد مع الأسواق الصاعدة أرضية مشتركة طبيعية.

وفى الوقت الذى يعد فيه اللفظ المختصر باللغة الإنجليزية جذابا، فإن الترجمة الصينية التى تضم أربعة رموز تعني " دول القرميد الذهبي" وتنقل الثقة فى المستقبل.

وإن هذا الإحساس بالثقة يدعمه نمو ملموس. فإن دول بريكس التى صمدت أمام الأزمة المالية العالمية، تمكنت حتى من تجاوز التوقعات المتفائلة التى قدمها أونيل.

وخلال الأعوام العشرة الماضية، أسهمت الدول الخمس بأكثر من نصف النمو العالمى. ويمثل الحجم الإجمالى لتجارتها واستثماراتها الخارجية 16 فى المائة و12 فى المائة من الإجمالى العالمى مرتفعة عن 11 فى المائة و7 فى المائة فى 2006 .

ويمكن فعلا القول بأنه عقد ذهبى.

إن الأداء الاقتصادى القوى يعنى أن دول بريكس من العناصر الفاعلة فى الاقتصاد العالمى الآن وإن إدخال جنوب افريقيا قد منح المجموعة وزنا سياسيا أكبر فى الحوكمة العالمية عندما تتحدث عن العالم الصاعد.

وباعتبار بريكس عنصر استقرار فى العلاقات الإقليمية والدولية، فإنها تعمل جاهدة على أن يكون لها رأى أقوى على الساحة الدولية.

وفى يوم 18 ابريل أعلنت دول بريكس عن وجهات نظرها حول القضايا العالمية للمرة الأولى منذ تأسيسها كجماعة، حيث إن ليو جيه يى الممثل الدائم للصين فى الأمم المتحدة جعل صوتها الجماعى مسموعا خلال مناقشات مجلس الامن.

وبالنيابة عن دول بريكس الخمس دعا ليو الى التمويل من أجل تنفيذ أفضل لأجندة 2030 للتنمية المستدامة فضلا عن زيادة الجهود الدولية فى منع الصراعات.

وصرح روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذى لمعهد الصين للدراسات الدولية بأن " تعاون بريكس لم يساعد فحسب تلك الدول نفسها ولكن عزز أيضا الحق فى الحديث عن القضايا العالمية لكل الدول النامية ".

وحسب ما ذكر شي فى شهر يونيو فإن تعاون بريكس " هو ابتكار يتجاوز النمط القديم للتحالف السياسى والعسكرى ويتبع شراكات وليس تحالفات ".

وقال " إن آلية بريكس تتجاوز عقلية المباراة الصفرية القديمة وتمارس مفهوما جديدا للمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجميع".

لكن هذا بالطبع لا يعنى أن دول بريكس دون مشكلات.

فعلى سبيل المثال، فإنه فى الوقت الذى تتوقع فيه الصين والهند أن يشهدا توسعا لاقتصاد كل منهما بحوالى 6.5 فى المائة و 7.2 فى المائة على التوالى هذا العام، هناك تفاؤل أقل بالنسبة لروسيا والبرازيل وجنوب افريقيا.

وطبقا لتوقعات الاقتصاد العالمى التى تم تحديثها فى يوليو من قبل صندوق النقد الدولى، فإن اقتصاد جنوب افريقيا سوف يتوسع بنسبة 1.0 فى المائة فى عام 2017 وروسيا بنسبة 1.4 فى المائة و البرازيل بنسبة 0.3 فى المائة.

ولكن مع جهود متناغمة فإن دول بريكس الخمس يمكن أن تتوسع فى تعاونها البراجماتى.

وقال وانغ يى وزير الخارجية الصينى للصحفيين فى شهر مارس نقلا عن شي : " ان دول بريكس مثل الأصابع الخمسة -- قصيرة وطويلة اذا ما امتدت، لكنها قبضة قوية إذا ماضمت بإحكام ".

وقد تحدث شي أمام اجتماع غير رسمى لقادة بريكس قبل قمة مجموعة العشرين فى مدينة هامبورج الألمانية الساحلية فى شهر يوليو، فحث الدول الخمس الأعضاء على التعزيز المستمر لبناء اقتصاد عالمى منفتح وتعددية وتنمية مشتركة .

وقال الرئيس الصينى إنه يتطلع إلى العمل مع قادة بريكس الآخرين لضمان أن تحقق قمة شيامن نتائج تضخ قوة دفع جديدة الى تعاون بريكس وتقدم حلولا جديدة حول تحسين الحوكمة العالمية وتقوم بإسهامات جديدة للنمو الاقتصادى العالمى.

ولهذه الغاية استضافت الصين التى تتقلد رئاسة بريكس هذا العام استضافت سلسلة من الاجتماعات لطلب الدعم لقمة شيامن .

وفى أوائل الشهر الماضى التقى وزراء التجارة فى شانغهاى واتفقوا على الوحدة ضد الحمائية وحماية نظام التجارة متعدد الأطراف. وقبل أيام من ذلك عقد اجتماع أمنى لمجموعة بريكس فى بكين شهد مناقشات عن الحوكمة العالمية ومكافحة الإرهاب والإنترنت والطاقة والأمن الوطنى والتنمية .

وفى يونيو اتفق وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية على تعزيز التعاون فى العديد من المجالات النقدية والمالية، بما فى ذلك بنك التنمية الجديد لبريكس والتعاون التنظيمى.

وقال شن يى مدير مركز دراسات بريكس فى جامعة فودان " إننى أعتقد أن قمة هذا العام فى شيامن سوف تسفر عن المزيد من التعاون العملى والملموس وتحسين الثقة بين دول بريكس " .

وعلى مر الأعوام، قامت الدول الخمس المشاركة بتحسين التنسيق فى سياسة الاقتصاد الكلى وتعزيز الإصلاحات الهيكلية والبنية الأساسية والتعاون الضريبى والدفع من أجل إحراز تقدم جديد فى المجالات النقدية والمالية .

وينظر إلى المجموعة التى لا ترتكز سواء إلى الأيدولوجية أو الوضع الجيوسياسى على أنها شكل جديد وربما أفضل فى الحوكمة العالمية التى تؤدى فيها الأسواق الصاعدة أدوارا أساسية.

لكن الكتلة لا ترغب فى أن يقتصر التعاون المستقبلى على الدول الخمس.

ففى شهر مارس صرح وزير الخارجية الصينى وانغ يى بأن الصين سوف تستكشف خيارات التوسع نحو " بريكس زائد " وبناء شراكة أوسع عن طريق الحوار مع الدول النامية والمنظمات الدولية .

وقال ياروسلاف ليسوفوليك كبير الاقتصاديين فى بنك التنمية الأوراسى إن" بريكس زائد " سوف تقدم فرصا للاقتصادات الأخرى وتضخ قوة دفع فى العولمة الاقتصادية .

وتابع قائلا " إن مقترحات وانغ يى فيما يتعلق بتوسيع منطقة شراكة بريكس لا تأتى فى وقتها فحسب فى ضوء رئاسة الصين لبريكس ولكنها تهدف أيضا الى منح قوة دفع جديدة لعملية التكامل تحت الظروف المعقدة لانتشار الحمائية فى الاقتصاد العالمى ".

ومن أجل المساعدة فى تمويل مشروعات البنية الأساسية والتنمية المستدامة فى بريكس والاقتصادات الصاعدة الأخرى والدول النامية، فإن الصين اشتركت فى تأسيس بنك التنمية الجديد فى عام 2014 ومقره شانغهاى .

وقد أصبح البنك يعمل بشكل كامل العام الماضى ووافق على قروض تتضمن مساعدات مالية بأكثر من 1.5 مليار دولار امريكى لمشروعات فى مجال الطاقة الخضراء والطاقة المتجددة والنقل .

وفى الوقت نفسه فإن مبادرة الحزام والطريق التى اقترحها الرئيس شي فى عام 2013 من اجل ربط الدول الواقعة على طريق الحرير القديم وما يتعداه على نحو أفضل، سوف تضخ ايضا حيوية جديدة لتعاون بريكس .

وبتسميتها على اسم طريق الحرير، فإن مبادرة الحزام والطريق تعد مثالا على مشاركة الصين بحلولها فى النمو العالمى والحوكمة بربط الدول والمناطق التى تمثل 60 فى المائة من سكان العالم و30 فى المائة من اجمالى ناتجه المحلى .

وقد وقعت 68 دولة ومنظمة دولية على اتفاقيات مع الصين للتعاون فى الحزام والطريق. وتجاوز إجمالى التجارة بين الصين ودول الحزام والطريق الأخرى 3 تريليونات دولار أمريكى فيما بين 2014 و 2016 كما تجاوز الاستثمار الصينى فى هذه الدول 50 مليار دولار امريكى .

وقد قوبلت المبادرة بترحيب من دول بريكس . وبوجود منصات شاملة مثل الحزام والطريق وبنك التنمية الجديد، فإن قمة شيامن يبدو أنها سوف تضيف تألقا للبريكس الذهبى، وتعد الدول الخمس لعقد جديد آخر من النجاح .

الصور

010020070790000000000000011100001365755901