نيالا، جنوب دارفور 23 سبتمبر 2017 (شينخوا) فى كل مخاطباته للحشود الجماهيرية باقليم دارفور بغربى السودان، شدد الرئيس السودانى عمر البشير على جدية الحكومة فى انفاذ خطة جمع السلاح بالاقليم، وهى حملة تسعى من خلالها الخرطوم للقضاء على واحدة من أهم مسببات حالة عدم الاستقرار فى الاقليم الذى يعانى نزاعا مسلحا منذ العام 2003.
وتتكون الخطة الحكومية لنزع السلاح من مرحلتين، الاولى تسليم المواطنين والجماعات المسلحة والميليشيات غير الرسمية سلاحها طوعا، بينما تنص المرحلة الثانية على تدخل الحكومة لجمع السلاح قسرا ان لم تحدث الاستجابة المطلوبة.
ومما لا شك فيه ان عقبات عدة ربما تعترض تنفيذ خطة جمع السلاح ومنها ان اقتناء السلاح جزءا من ثقافة وأعراف سكان اقليم دارفور، كما انه منتشر لدى كثير من الجماعات والميليشيات غير النظامية مما يعنى احتمال وقوع مواجهات دامية بينها والقوات النظامية ان بدأت الحكومة مرحلة الجمع القسرى للسلاح.
وأكد مسئولون محليون باقليم دارفور أن المؤشرات الاولية تشير إلى استجابة كبيرة من قبل المواطنين مع خطة جمع السلاح.
وقال آدم الفكى حاكم ولاية جنوب دارفور، فى مؤتمر صحفى بمدينة نيالا عاصمة الولاية اليوم (السبت)، " رغم اننا فى المرحلة الاولى لجمع السلاح، الا ان هناك استجابة كبيرة من المواطنين، تسلمنا حتى الآن اكثر من الفى قطعة سلاح".
وأضاف " الاسلحة التى تسلمناها تتضمن قطع سلاح كبيرة مثل الدوشكا والهاون والجرنوف، وهى اسلحة كانت بحوزة مواطنين رغم انها من المفترض ان تكون متوفرة فقط لدى القوات النظامية".
واشار الفكى الى صعوبات قد تعترض خطة جمع السلاح باقليم دارفور، ولكنه شدد على ان الحكومة عازمة على تحقيق الهدف من الخطة وهو جعل اقليم دارفور خاليا من السلاح، وان ينحصر فقط فى ايدى القوات الحكومية".
وقال " نتوقع ان يعمد البعض إلى اخفاء سلاحه، او بيعه إلى جهات خارج السودان بالاستفادة من الحدود المشتركة بين دارفور وبعض دول الجوار ، ولكن فى النهاية سيكون ذلك امرا يحقق الهدف الاساسى وهو اختفاء المظاهر المسلحة فى دارفور".
وتشارك معظم القوات السودانية فى حملة جمع السلاح فى دارفور من اجل ضمان تنفيذ الخطة وفقا لمرحلتيها.
وقال اللواء الركن عصام الدين صالح فضيل قائد ثان قوات الدعم السريع التابعة للجيش السودانى فى تصريحات صحفية اليوم بمنطقة (ام القرى) التابعة لولاية جنوب دارفور " نحن نساهم فى حملة جمع السلاح فى كل ولايات اقليم دارفور".
وأضاف " هناك استجابة واسعة من المواطنين لهذه الحملة ، ما جمعته قواتنا حتى الآن يتمثل فى نحو 700 بندقية كلاشنكوف و300 بندقية جيم 3 ، و2 رشاش جرنوف اضافة إلى عدد كبير من الاسلحة الخفيفة".
وارجع حامد عبد الله حماد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بجنوب دارفور ، فى تصريح خاص لوكالة أنباء ((شينخوا ))، اسباب استجابة المواطنين إلى حملة جمع السلاح إلى سببين رئيسين ، وهما اطمئنان المواطنين الى الاستقرار، وانحسار التمرد".
من جانبه، اعرب المواطن صلاح ابكر ، فى تصريح لـ ((شينخوا)) اليوم عن تأييده لحملة جمع السلاح.
وقال " انتشار السلاح كان احد اسباب الازمة فى دارفور ، واذا ما تم جمع السلاح فان ذلك يعود بالفائدة على المواطن، وعلى استقرار دارفور ونهضتها ، نحن نؤيد هذه الحملة".
واعلنت الحكومة السودانية فى 7 اغسطس الماضى بدء حملة فورية لجمع السلاح ومصادرة السيارات غير المقننة بإقليم دارفور بغربى السودان.
ولا تمتلك الحكومة السودانية احصائيات رسمية عن عدد السلاح فى دارفور، لكن تقديرات أممية سابقة اشارت إلى نحو مليونى قطعة سلاح تنتشر لدى المدنيين والقبائل والمجموعات العسكرية غير النظامية.
ويشهد إقليم دارفور نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني ومتمردين منذ العام 2003، وتقول الامم المتحدة إن النزاع فى الاقليم اسفر عن مقتل نحو 300 ألف قتيل، كما شرد قرابة 2.5 مليون شخص.