رام الله 27 سبتمبر 2017 (شينخوا) أغلق الجيش الإسرائيلي اليوم (الأربعاء) ولليوم الثاني على التوالي مداخل قرى فلسطينية في محيط القدس بعد يوم من تنفيذ فلسطيني هجوم على مدخل مستوطنة أدى إلى مقتل ثلاثة من جنوده، فيما جرت مواجهات بين الجانبين في طوباس شمال الضفة الغربية.
وقال مسؤولون فلسطينيون، إن إجراءات الإغلاق الإسرائيلية طالت عشر قرى تقع في شمال غرب مدينة القدس خاصة في قرية (بيت سوريك) التي ينحدر منها منفذ هجوم أمس على مدخل مستوطنة (هار أدار).
وذكر رئيس مجلس محلي قرية (بيت سوريك) أحمد الجمل لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن القرية تتعرض لحصار إسرائيلي مشدد بإغلاق مداخلها وحظر الدخول إليها أو الخروج منها.
وأوضح الجمل، أن قوات من الجيش تنتشر منذ يوم أمس (الثلاثاء) في عدد من طرقات القرية الرئيسة وتقيم حواجز عسكرية للتفتيش، محذرا من تداعيات إنسانية حال استمرار الإغلاق الإسرائيلي.
وأضاف أن تلك القوات "اقتحمت" منزل منفذ الهجوم أمس وهو نمر الجمل في الثلاثينات من عمره وأجرت مسحا له تمهيدا لهدمه على ما يبدو، كما صادرت محتويات خيمة عزاء.
من جهته، قال مدير مكتب محافظة القدس محد الطري ل((شينخوا))، إن إجراءات الإغلاق الإسرائيلية أدت إلى عزل القرى العشر عن مدينة رام الله وبلدة الرام في القدس.
وذكر الطري، أن مواجهات متفرقة اندلعت في القرى المحاصرة أسفرت عن إصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق والرصاص المطاطي.
واعتبر أن إجراءات الإغلاق الإسرائيلية "تمثل عقابا جماعيا على السكان الفلسطينيين ورد فعل إجرامي انتقامي بما يزيد الاحتقان لدى المواطنين".
وكان فلسطيني شن هجوما مسلح على مدخل مستوطنة "هار أدار" قرب القدس ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين وإصابة رابع بجروح خطيرة قبل أن يتم قتله.
وحملت فصائل فلسطينية إسرائيل المسؤولية عن العملية واعتبرتها رد فعل طبيعي على "استمرار الانتهاكات" الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.
وتتواصل منذ الأول من أكتوبر 2015 موجة توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل أدت إلى مقتل 385 فلسطينيا وأردنيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، و51 إسرائيليا بحسب إحصائيات رسمية.
وتطلق فصائل فلسطينية معارضة أبرزها حماس اسم "انتفاضة القدس" على موجة التوتر، فيما تصفها السلطة الفلسطينية بأنها "هبة شعبية" وتحمل إسرائيل المسئولية عن اندلاعها.
إلى ذلك، قالت مصادر فلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل ليلة (الثلاثاء - الأربعاء) 8 فلسطينيين بعد حملة دهم واسعة في مدن الضفة الغربية شملت اقتحام عدد من المنازل السكنية.
وبحسب المصادر، جرت حملة الاعتقالات في كل من جنين ونابلس والخليل وطوباس وتخللها مواجهات أدت إلى إصابة فلسطيني بالرصاص الحي وآخرين بحالات اختناق والرصاص المطاطي.
ويشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقالات ودهم شبه يومية في الضفة الغربية في إطار ملاحقة فلسطينيين يصفهم "بالمطلوبين"، فيما يقول الفلسطينيون إنها غالبا ما تطال مدنيين.
وفي سياق قريب، أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق إثر "قمع" الجيش الإسرائيلي وقفة احتجاجية في منطقة (البقيعة) قرب طوباس احتجاجا على مصادرة ممتلكات سكان فيها ومنعهم من زراعة أراضيهم بحسب ما قال مسؤول فلسطيني ل((شينخوا)).
وأوضح مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات، أن الاحتجاج جاء رفضا لمصادرة إسرائيل 13 آلية خاصة بالزراعة في المنطقة المذكورة خلال أسبوع ما رفع العدد إلى 76 آلية منذ بداية العام.
وذكر بشارات، أن قوات من الجيش "اعتدت على المشاركين في الوقفة الاحتجاجية وأطلقت قنابل الغاز تجاههم ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق".
وجرت الدعوة إلى الوقفة الاحتجاجية من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في طوباس بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في السلطة الفلسطينية.