بكين 11 نوفمبر 2017 (شينخوا) طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته الرئيسية أمام قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا-الباسيفيك(أبيك) أمس الجمعة مقترحا من أربع نقاط من أجل أن تحقق المنطقة تنمية أكبر في ظل اقتصاد عالمي يمر بتغيرات عميقة.
وخلال الاجتماع الذي عقد في دا نانغ بفيتنام، عرض شي أيضا خطة الصين للعصر الجديد في البلاد من أجل تحقيق نمو اقتصادي أكثر استدامة، والتى تمت صياغتها خلال المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني.
وقال خبراء لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه من الواضح أن شي قادر على تحديد اتجاهات التنمية العالمية التي ترتكز عليها أفكاره ومقترحاته.
اتجاه جديد لآسيا
قال تشن فنغ يينغ الباحث بمعهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة إن الرئيس شي أشار بوضوح إلى أربعة "تغيرات عميقة "فى الاقتصاد العالمي.
قال شي إنه لا يمكن التصدي للتحديات العالمية بالطرق التقليدية، مضيفا أن سياسة الحمائية التجارية ليست حلا عمليا، وفقا لتشن.
ويقول روان تسونغ تسه نائب الرئيس التنفيذي لمعهد الصين للدراسات الدولية إن الدول الغربية اتجهت لاتباع نهج الحمائية في السنوات الأخيرة ما سمح للصين بدعم العولمة باقتراحها مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف روان إن هذا الدور القيادي سيحظى بمزيد من الدعم والإشادة في المستقبل وسيصبح المزيد من الأفكار والحلول الصينية محل توافق دولي.
وأشار أوه إي سون الزميل البارز بمدرسة اس .راجاراتنام للدراسات الدولية بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، إلى تكرار كلمات مثل "الانفتاح" و"الابتكار" و"الترابط" و"الشمول" في خطاب شي.
وقال إن البنية الأساسية كمرافق النقل سواء في جنوب شرق آسيا أو بمناطق أخرى فى آسيا -الباسيفيك متخلفة نسبيا، مضيفا أن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين ستساعد منطقة آسيا- الباسيفيك على تحسين بنيتها الأساسية وإطلاق العنان لإمكانات التنمية.
وتضم المبادرة كلا من الحزام الاقتصادي لطريق الحرير البرى وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين وتهدف إلى إحياء وتعزيز التجارة بين آسيا وبقية العالم.
خطة جديدة
جذب خطاب شي يوم الجمعة اهتماما عالميا في أول ظهور للرئيس على منصة تعددية في أولى جولاته الخارجية بعد المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني.
ومع اقتراب الصين من مركز الساحة العالمية، يراقب العالم مسار التنمية الذي سيسلكه العملاق الآسيوي للشروع في رحلته الجديدة.
وفي كلمته، قدم شي إنجازات الصين في السنوات الخمس الماضية فيما يتعلق بتعزيز الإصلاح الشامل والابتكار وتعزيز الشمول والمشاركة فى المنافع في التنمية.
وفي الوقت ذاته، شرح شي خطة التنمية المستقبلية للصين. ويمكن تلخيصها في كونها رحلة جديدة لتعميق الإصلاح ورحلة جديدة لاستكشاف نمط تنمية جديد ورحلة جديدة نحو اندماج أكبر مع العالم واقتصاد مفتوح ذى معايير أعلى ورحلة جديدة نحو حياة أفضل للشعب ورحلة جديدة نحو نمط جديد من العلاقات الدولية.
إن هذا هو الوقت المناسب لعرض إنجازات الصين الأخيرة وشرح خريطتها الجديدة للعالم، حسبما قال روان من مركز الصين للدراسات الدولية.
وتابع "إنها قادرة على تعزيز الثقة المتبادلة وتقليل الشكوك بين الصين وبقية العالم والفوز بالتفاهم والاعتراف بالفرص الوفيرة التي قدمها المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني للصين والعالم ككل معا."
ويرى روان أن خطة شي للعالم واقتصادات آسيا- الباسيفيك تتماشى مع رحلة الصين الجديدة مع استخدامه كلمات أساسية مثل الابتكار والتنسيق والتنمية الخضراء والانفتاح والمشاركة.
وأضاف "انتهت الكلمة بفكرة بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية ما يعني أنه سيتم مشاركة الثمار الناتجة عن التنمية الصينية مع بقية العالم."
وسيكون لأفكار شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد تأثير بعيد المدى على الصين وآسيا- الباسيفيك وخارجها، حسبما قال لو بيتش هو المدير السابق لمعهد استراتيجيات التنمية التابع لوزارة التخطيط والاستثمار الفيتنامية.
وأضاف لو أن فيتنام بوصفها دولة اشتراكية قادرة على التعلم من الأفكار التي عرضت فى المؤتمر الوطني الـ 19 للحزب الشيوعي الصيني مثل تعميق الإصلاح وتعزيز الابتكار وتحسين جودة الحياة.
وقال بامبانج سوريونو رئيس مركز آسيا لدراسات الابتكار في اندونيسيا إن شي شارك في كلمته خبرات التنمية الصينية مع الدول النامية الأخرى وهو أمر هام للغاية لأنه يوفر طريقا فريدا مختلفا عن الذي تتبعه الدول الغربية.
وأضاف "ان هذا يظهر أن الصين أصبحت تتحلى بالثقة على نحو متزايد."
وتابع ان "مسار ونموذج التنمية الصينية نالا إشادة واسعة وسيوسع ذلك دائرة أصدقاء الصين."