القاهرة 29 نوفمبر 2017 (شينخوا) أكد المخرج الفلسطيني - الهولندي هاني أبو أسعد، أن السينما العربية مبشرة، معربا عن أمله في أن تحرز مزيدا من التقدم كي تحتل مكانة عالمية أفضل.
وقال أبو أسعد في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إن تحقيق هذه المكانة العالمية أمر ممكن تحقيقه من خلال العمل الجاد والمثابرة، والحرص على تطوير الذات.
وقد تم اختيار المخرج الفلسطيني الأصل الحائز على جائزة "جولدن جلوب" لعام 2006 عن فيلم (الجنة الآن) ، ضمن لجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ 39 الذي تستمر فعالياته حاليا.
كما تم اختيار فيلمه (الجبل بيننا) بطولة الممثل "إدريس إلبا"، والنجمة "كيت وينسلت"، والذي تم إنتاجه العام الحالي، ليكون فيلم الافتتاح بمهرجان القاهرة.
وأضاف أبو أسعد أن السينما العربية يجب أن تصل إلى المواطن العربي أولا قبل أن تصل إلى العالمية، منوها إلى أن العرب يشاهدون الأفلام الترفيهية فقط، ويعرضون عن تلك الأفلام ذات الأثر الفكري أو الاجتماعي أو الحضاري.
واستطرد قائلا "ولكنني متفائل جدا، لأن هناك حقا مخرجون مبدعون، يستطيعون تنفيذ أفلام هادفة، تصل إلى قاعدة عريضة من المشاهدين، وهو أمر مبشر للغاية".
وأشار إلى أن هناك مخرجون مصريون مبدعون يمكنهم وضع السينما المصرية بمكانة أعلى، مبديا إعجابه بالمخرجين المصريين عمرو سلامة ومحمد دياب على وجه الخصوص.
أما بالنسبة للسينما الصينية، فقد أكد المخرج الفلسطيني - الهولندي، أنها تطورت بشكل كبير خلال الأربعة عقود الماضية كي تتبوأ مكانة أفضل عالميا مضيفا أن بعض المخرجين الصينيين تمكنوا من وضع السينما الصينية في مكانة عالمية مرموقة.
وأضاف " المخرجون يلعبون دورا هاما جدا في تصوير وإظهار عالمهم إلى العالم الآخر، وبعض المخرجين الصينيين أثروا فينا ونحن خارج الصين، ومن بين هؤلاء المخرجين الصينيين المبدعين، تشانغ يي مو مخرج فيلم (رفع الفانوس الأحمر).
وعن فيلم (الجبل بيننا) الذي يقوم ببطولته "إلبا"، و"وينسلت" بدور غريبين يتعارفا بعد نجاتهما من حادث طائرة ليجدا نفسهما على قمة جبل، يقول أبو أسعد إن اختياره للنجمين وقع بعد نقاشات ومداولات كثيرة مع صناع الفيلم، مشيرا إلى أنه رشح إلبا ووينسلت بعد أن رآهما جنبا إلى جنب في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام .
وأوضح أن التعامل مع نجوم كبار مثل إلبا ووينسلت كان صعبا في البداية، وعزا ذلك إلى أن مثل هؤلاء النجوم تكون لهم خصوصياتهم وطرق خاصة للتعامل معهم.
وتابع " لكنني استطعت بسهولة أن أتغلب على ذلك وإذابة الجليد حيث استطعنا التعامل بندية تامة وقد كان هذا التعاون مثمرا جدا بالنسبة لي".
وشدد أبو أسعد على أن "فيلم (الجبل بيننا) هو تجربة فريدة بالنسبة لي، لأنه من الصعب على أي مخرج، وليس مخرجا عربيا فقط، أن يقنع استديو كبير أنه مخرج جيد وقادر على إدارة طواقم عمل كبيرة وميزانيات كبيرة ونجوم كبار".
وأردف "فالأمر يحتاج إلى خبرة طويلة في صناعة السينما كمخرج ولذلك فأنا أعتقد أنه إنجاز كبير بالنسبة لي".
وأوضح أن مشهد وقوع الطائرة كان من أصعب مشاهد الفيلم حيث تم تصويره كلقطة واحدة مستمرة دون توقف وهو أمر صعب تنفيذه للغاية، مضيفا "لكنه تم تنفيذه بشكل جيد جدا وأنا راضي عنه تماما".
وأشار إلى أن المشهد التالي لسقوط الطائرة والذي يخرج فيه البطل من الطائرة المحطمة ويرى العالم المحيط به لأول مرة، يعتبر من أحب المشاهد إليه.
وقال أبو أسعد إن اسمه بدأ يتردد في هوليوود ليس فقط بسبب فيلم (الجنة الآن)، ولكن بسبب أفلام مثل (عمر) وحتى الأفلام التي ليس لها نفس الشهرة مثل فيلم (ياطير الطاير).
ولفت إلى أن "الاستوديو في هوليوود يقوم بمراجعة أفلام المخرج السابقة لتقييمه وللتأكد من أن العمل سيكون جيدا، فهم يقومون بدراسة شاملة لأعمال المخرج وليس فقط الحكم عليه من خلال فيلم أو اثنين".
