الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
 
تحقيق: مطعم في غزة يقدم "التاريخ والتراث الفلسطيني" لزبائنه
                 arabic.news.cn | 2017-12-21 22:37:20

MIDEAST-GAZA-RESTAURANT

غزة 21 ديسمبر 2017 (شينخوا) لم يتوقف الشاب الثلاثيني محمود الغفري عن النظر يمينا ويسارا فور دخوله لمطعم افتتح حديثا في مدينة غزة أقيم في مبنى أثري يعود بناؤه إلى العهد العثماني قبل نحو 500 عام.

واستطاع القائمون على المكان الذي بقى مهجورا لعدة أعوام الخروج عن المألوف وتحويله إلى مطعم أطلق عليه بالعامية الفلسطينية (بيت ستي) بمعنى "منزل جدتي" يحاكي تراث الفلسطينيين وحياتهم القديمة في مشروع هو الأول من نوعه في القطاع.

ويعتبر المطعم الذي يقع بين أزقة البلدة القديمة وسط مدينة غزة وتحيطه منازل قديمة وأثرية مشابهة من أهم الأماكن التاريخية كونه مبني من الحجارة الرملية والصخرية وأعمدة الرخام.

ويتكون المطعم من طابقين بمساحة 350 مترا يتوسطه فناء يطلق عليه الفلسطينيون (أرض ديار) يضم مناضد وكراسي خشبية قديمة ونافورة مياه وبئر ماء كان يستخدم قديما، بالإضافة لأواني فخارية موزعة على رفوف حجرية.

كما يتوزع على جنباته غرفا مسقوفة على شكل قباب، ومكتبة تحتوي على كتب لمن يريد القراءة من الزبائن، بينما يعلق على جدرانه مصابيح (الكيروسين) القديمة، بالإضافة إلى العديد من النحاسيات والمطرزات الشعبية الفلسطينية وتحيطه الأشجار والمزروعات.

وما أن انتهى الغفري من التعرف على المكان الذي يحمل عبق التاريخ الفلسطيني القديم وصله النادل الذي يقدم الضيافة للزبائن مرحبا به وعرض عليه ما يقدم بالمطعم، إلا أنه طلب فنجان قهوة في آنية فخارية ليحتسيه على أنغام موسيقى قديمة كانت تخيم على المكان.

ولم ينزعج الشاب الثلاثيني الذي يعمل موظفا في إحدى الشركات الخاصة في غزة من تأخر وصول القهوة لبعض الوقت لأنها تطبخ على رمال ساخنة على الطريقة الفلسطينية القديمة.

وأبدى الغفري إعجابه بفكرة المطعم، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المطعم "شيء جميل لأنه يعود بالإنسان للأصالة والعراقة، وهو فرصة يتعرف الإنسان على تاريخه بشكل جيد".

ويضيف بينما كان يحتسي القهوة أن "الفكرة تخرجنا من أجواء الحداثة التي أصبحت متسارعة بحيث يرجع المكان الإنسان للزمن الجميل يكون فيه من عطر الأجداد الذين كانوا على فطرتهم الجميلة".

ويقدم المطعم الذي يعمل فيه 15 عاملا، بينهم سيدة تشرف على طهي الطعام من وجبات وأكلات شعبية فلسطينية قديمة مستوحاة من اسمه (بيت ستي) كالمعجنات والمسخن والأجبان والزيت والزعتر والزيتون والعسل، بالإضافة إلى مشروبات ساخنة وباردة.

ويرتدي العاملون في المطعم الزي الشعبي الفلسطيني القديم.

وتقول الشابة هناء عكيلة التي جاءت برفقة صديقتها لزيارة المطعم لـ ((شينخوا))، إن "المكان جميل يعرفنا على زمن أجدادنا ويجعلنا نعيش في أجوائهم".

وتضيف عكيلة بينما كانت وصديقتها تتناولان بعض قطع المعجنات، أن "الطعام في المطعم رائع ولذيذ خاصة عند تناولها في هذه الأجواء التي لم نعشها من قبل وكنا نشاهدها عبر شاشات التلفاز من خلال الدراما السورية لتشابه المباني القديمة لبلاد الشام".

وتشارك الشابة ولاء شباط صديقتها عكيلة بالإعجاب بالمطعم والطريقة الجديدة التي تختلف عن بقية المطاعم والأماكن في قطاع غزة.

وتقول شباط بينما كانت تلتقط صورا لها ولصديقتها وخلفهم جدران المطعم الأثرية لـ ((شينخوا)) إن زيارتها للمطعم لن تكون الأخيرة، وأنها ستصطحب أفراد عائلتها كونها ذهلت بجمال المكان التراثي في حين أن أسعاره في متناول الجميع.

ورغم أن موقع المطعم غير مطل على شاطئ البحر كأغلب المطاعم والفنادق في القطاع الساحلي، إلا أن مالكه عاطف سلامة يبدى رضاه كونه يقع في منطقة أثرية الأمر الذي يجلب الزبائن.

ويقول سلامة لـ ((شينخوا)) إن فكرة المطعم جديدة في غزة كون القطاع يخلو من المطاعم الأثرية التي تعبر عن الحضارة والتراث.

ويضيف سلامة أن إقبال الناس على المطعم "مقبول كون افتتاحه جرى حديثا، ونستمع إلى كلمات طيبة من الزائرين والجميع يشكر ويثنى على هذه الفكرة"، داعيا المستثمرين الآخرين في غزة إلى القيام بنفس الخطوة والاهتمام بالأماكن الأثرية المهملة.

ويردف سلامة "أننا معنيون بإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين لهم تاريخ وتراث، وأنهم متجذرون في هذه الأرض".

وبشأن الأسعار داخل المطعم، يقول سلامة إنها في متناول الجميع، لافتا إلى أن الأمر ليس مشروعا استثماريا، وإنما تعريف الناس من داخل قطاع غزة والوافدين إليه بالتراث والهوية الفلسطينية.

ويوجد في غزة 134 منزلا أثريا لا تقل أعمارها عن 180 عاما، بحسب تقارير رسمية لوزارة السياحة والاثار الفلسطينية في القطاع.

   1 2 3   

 

إذا أردت ان تتصل بنا لتقديم اقتراح أو تصحيح خطأ، ارسل

البريد الإلكتروني إلي:xinhuanet_arabic@news.cn

الصين تؤكد على سياسة صين واحدة خلال زيارة الرئيس الجامبي
الصين تؤكد على سياسة صين واحدة خلال زيارة الرئيس الجامبي
فكر شي جين بينغ حول الاقتصاد الاشتراكي في العصر الجديد يتخذ شكلا محددا
فكر شي جين بينغ حول الاقتصاد الاشتراكي في العصر الجديد يتخذ شكلا محددا
تقرير اخباري: احتفال في حلب بمرور عام على استعادة الجيش السوري للمدينة
تقرير اخباري: احتفال في حلب بمرور عام على استعادة الجيش السوري للمدينة
افتتاح مهرجان هاربين الدولي للثلوج والجليد
افتتاح مهرجان هاربين الدولي للثلوج والجليد
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
ألبوم صور الممثلة الصينية شيونغ ناى جين
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
معرض الشاى الدولى يقام فى مدينة داليان
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الباندا تجذب الزوار خلال عطلة العيد الوطني الصيني
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
الأعمال الزراعية في فصل الخريف
العودة إلى القمة
الصفحة الاولى الصين الشرق الاوسط الصين والعالم العربي العالم الاقتصاد الثقافة والتعليم العلوم الصحة
السياحة والبيئة الرياضة أهم الموضوعات الموضوعات الخاصة التقارير والتحليلات الصور مؤتمر صحفي للخارجية
arabic.news.cn

تحقيق: مطعم في غزة يقدم "التاريخ والتراث الفلسطيني" لزبائنه

新华社 | 2017-12-21 22:37:20

MIDEAST-GAZA-RESTAURANT

غزة 21 ديسمبر 2017 (شينخوا) لم يتوقف الشاب الثلاثيني محمود الغفري عن النظر يمينا ويسارا فور دخوله لمطعم افتتح حديثا في مدينة غزة أقيم في مبنى أثري يعود بناؤه إلى العهد العثماني قبل نحو 500 عام.

واستطاع القائمون على المكان الذي بقى مهجورا لعدة أعوام الخروج عن المألوف وتحويله إلى مطعم أطلق عليه بالعامية الفلسطينية (بيت ستي) بمعنى "منزل جدتي" يحاكي تراث الفلسطينيين وحياتهم القديمة في مشروع هو الأول من نوعه في القطاع.

ويعتبر المطعم الذي يقع بين أزقة البلدة القديمة وسط مدينة غزة وتحيطه منازل قديمة وأثرية مشابهة من أهم الأماكن التاريخية كونه مبني من الحجارة الرملية والصخرية وأعمدة الرخام.

ويتكون المطعم من طابقين بمساحة 350 مترا يتوسطه فناء يطلق عليه الفلسطينيون (أرض ديار) يضم مناضد وكراسي خشبية قديمة ونافورة مياه وبئر ماء كان يستخدم قديما، بالإضافة لأواني فخارية موزعة على رفوف حجرية.

كما يتوزع على جنباته غرفا مسقوفة على شكل قباب، ومكتبة تحتوي على كتب لمن يريد القراءة من الزبائن، بينما يعلق على جدرانه مصابيح (الكيروسين) القديمة، بالإضافة إلى العديد من النحاسيات والمطرزات الشعبية الفلسطينية وتحيطه الأشجار والمزروعات.

وما أن انتهى الغفري من التعرف على المكان الذي يحمل عبق التاريخ الفلسطيني القديم وصله النادل الذي يقدم الضيافة للزبائن مرحبا به وعرض عليه ما يقدم بالمطعم، إلا أنه طلب فنجان قهوة في آنية فخارية ليحتسيه على أنغام موسيقى قديمة كانت تخيم على المكان.

ولم ينزعج الشاب الثلاثيني الذي يعمل موظفا في إحدى الشركات الخاصة في غزة من تأخر وصول القهوة لبعض الوقت لأنها تطبخ على رمال ساخنة على الطريقة الفلسطينية القديمة.

وأبدى الغفري إعجابه بفكرة المطعم، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن المطعم "شيء جميل لأنه يعود بالإنسان للأصالة والعراقة، وهو فرصة يتعرف الإنسان على تاريخه بشكل جيد".

ويضيف بينما كان يحتسي القهوة أن "الفكرة تخرجنا من أجواء الحداثة التي أصبحت متسارعة بحيث يرجع المكان الإنسان للزمن الجميل يكون فيه من عطر الأجداد الذين كانوا على فطرتهم الجميلة".

ويقدم المطعم الذي يعمل فيه 15 عاملا، بينهم سيدة تشرف على طهي الطعام من وجبات وأكلات شعبية فلسطينية قديمة مستوحاة من اسمه (بيت ستي) كالمعجنات والمسخن والأجبان والزيت والزعتر والزيتون والعسل، بالإضافة إلى مشروبات ساخنة وباردة.

ويرتدي العاملون في المطعم الزي الشعبي الفلسطيني القديم.

وتقول الشابة هناء عكيلة التي جاءت برفقة صديقتها لزيارة المطعم لـ ((شينخوا))، إن "المكان جميل يعرفنا على زمن أجدادنا ويجعلنا نعيش في أجوائهم".

وتضيف عكيلة بينما كانت وصديقتها تتناولان بعض قطع المعجنات، أن "الطعام في المطعم رائع ولذيذ خاصة عند تناولها في هذه الأجواء التي لم نعشها من قبل وكنا نشاهدها عبر شاشات التلفاز من خلال الدراما السورية لتشابه المباني القديمة لبلاد الشام".

وتشارك الشابة ولاء شباط صديقتها عكيلة بالإعجاب بالمطعم والطريقة الجديدة التي تختلف عن بقية المطاعم والأماكن في قطاع غزة.

وتقول شباط بينما كانت تلتقط صورا لها ولصديقتها وخلفهم جدران المطعم الأثرية لـ ((شينخوا)) إن زيارتها للمطعم لن تكون الأخيرة، وأنها ستصطحب أفراد عائلتها كونها ذهلت بجمال المكان التراثي في حين أن أسعاره في متناول الجميع.

ورغم أن موقع المطعم غير مطل على شاطئ البحر كأغلب المطاعم والفنادق في القطاع الساحلي، إلا أن مالكه عاطف سلامة يبدى رضاه كونه يقع في منطقة أثرية الأمر الذي يجلب الزبائن.

ويقول سلامة لـ ((شينخوا)) إن فكرة المطعم جديدة في غزة كون القطاع يخلو من المطاعم الأثرية التي تعبر عن الحضارة والتراث.

ويضيف سلامة أن إقبال الناس على المطعم "مقبول كون افتتاحه جرى حديثا، ونستمع إلى كلمات طيبة من الزائرين والجميع يشكر ويثنى على هذه الفكرة"، داعيا المستثمرين الآخرين في غزة إلى القيام بنفس الخطوة والاهتمام بالأماكن الأثرية المهملة.

ويردف سلامة "أننا معنيون بإيصال رسالة للعالم بأن الفلسطينيين لهم تاريخ وتراث، وأنهم متجذرون في هذه الأرض".

وبشأن الأسعار داخل المطعم، يقول سلامة إنها في متناول الجميع، لافتا إلى أن الأمر ليس مشروعا استثماريا، وإنما تعريف الناس من داخل قطاع غزة والوافدين إليه بالتراث والهوية الفلسطينية.

ويوجد في غزة 134 منزلا أثريا لا تقل أعمارها عن 180 عاما، بحسب تقارير رسمية لوزارة السياحة والاثار الفلسطينية في القطاع.

   1 2 3   

الصور

010020070790000000000000011100001368433801