حلب 21 ديسمبر 2017 (شينخوا) أقيم احتفال رسمي وشعبي في حلب اليوم (الخميس)، بذكرى مرور عام على استعادة الجيش السوري لكامل المدينة الواقعة شمالي البلاد عقب خروج آخر دفعة من مسلحي المعارضة من أحيائها الشرقية التي سيطروا عليها منذ عام 2012.
واحتشد أهالي المدينة منذ ساعات الصباح الباكر في ساحة (سعد الله الجابري) وهم يحملون علم سوريا وكذلك علمي روسيا وايران وصورا للرئيس السوري بشار الأسد، بحسب مراسل وكالة أنباء ((شينخوا)).
ورفع المحتفلون لافتات كتب عليها "صبرت حلب .. وصمدت حلب .. وانتصرت على قوى المؤامرة والعدوان" و"الجيش السوري رمز العزة الوطنية"، و"بدماء ابطالنا نكتب تاريخا ساطعا".
كما رددوا هتافات تحي الجيش السوري والقوات الرديفة التي شاركت في المعارك ضد فصائل المعارضة المسلحة التابعة لـ (جبهة النصرة) التي تغير اسمها لاحقا الى (جبهة فتح الشام) بعد فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة.
وتعد ساحة سعد الجابري هي الساحة الرئيسية في مدينة حلب وأطلق عليها البعض وصف (ساحة الموت) قبل سنة، ولاحقا (ساحة الشهداء).
وبدأ الاحتفال بعزف النشيد الوطني لسوريا، تلاه عرض عسكري لعناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي قبل أن تمر مجموعة من المواطنين وهم يحملون صور ذويهم من المدنيين والعسكريين الذي سقطوا خلال المعارك او بقذائف الهاون التي كانت تسقط على الاحياء الغربية من حلب.
وشارك في الاحتفالية عناصر من الجيش الروسي.
فيما حمل سوريون صورا لجنود روس سقطوا خلال المعارك في حلب وغيرها.
وقال محافظ حلب حسين دياب في كلمة بالمناسبة ان "انتصار حلب تحقق بفضل صمود وتضحيات أبنائها وتلاحمهم مع الجيش العربي السوري"، لافتا إلى أن "هذا النصر لم يكن حدثا عاديا وشكل تحولا استراتيجيا في الحرب على الإرهاب".
فيما أشار ممثل مركز التنسيق الروسي في حميميم الجنرال سيرغي تشيبتروف إلى أن النصر الذي تحقق على يد الجيش السوري وبدعم من القوات الروسية شكل "دحرا للشر المطلق المتمثل بالإرهاب"، لافتا إلى حرص روسيا على تقديم كل ما يلزم لدعم الشعب السوري.
وأعلن الجيش السوري فرض سيطرته على مدينة حلب بالكامل، في 22 من شهر ديسمبر عام 2016 بعد الانتهاء من إجلاء المسلحين من الاحياء الشرقية بموجب اتفاق بين الحكومة والمعارضة برعاية روسيا وإيران.
وكانت حلب تمثل المركز التجاري لسوريا قبل بدء الصراع في البلاد عام 2011.
وظلت المدينة منقسمة طوال أربع سنوات بين القوات الحكومية في الغرب والمعارضة في الشرق.
وجاء استعادة الجيش السوري السيطرة على حلب بعد هجوم عسكري واسع بدأه في منتصف نوفمبر 2016 بدعم جوي روسي على كامل الأحياء الشرقية.
ووصف الجيش السوري في حينه استعادة السيطرة على حلب بانه "تحول استراتيجي ومنعطف مهم في الحرب على الارهاب".
واعتبر مراقبون معركة حلب أكبر نصر تحققه القوات السورية خلال سنوات الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من ست سنوات.
وقال المواطن حسين إبراهيم لـ ((شينخوا)) إن "الوضع الان في حلب اختلف كليا عما كان عليه قبل عام ونحن اليوم نعيش بشكل آمن بفضل تضحيات الجيش السوري والقوات المتحالفة معه".
وتمنى ابراهيم ان "يكتمل المشهد ويحتفل السوريون مستقبلا بتحرير كامل محافظة حلب من الإرهاب وتحرير كامل الجغرافيا السورية من الإرهاب".
بينما قال الأربعيني أحمد بينما كان يقف بجانب الساحة يحمل علما انه "قبل سنة لم يكمن باستطاعة احد ان يقف دقيقة في هذه الساحة التي يتم فيها الاحتفال حاليا بسبب كثافة القذائف"، مضيفا "الان عادت الحياة الى طبيعتها".
وأشار احمد إلى أن هذه الساحة كان يطلق عليها "ساحة الموت" اثناء المعارك وسيطرة المسلحين على الاحياء الشرقية لكثرة سقوط الضحايا المدنيين فيها والسيارات المفخخة التي انفجرت فيها، ولكن الان يطلق عليها "ساحة الشهداء" تكريما لهم.
وقبل ساعات من بدء الاحتفال، عمدت عناصر من الجيش السوري وقوى الأمن والشرطة الى قطع الطرق المؤدية إلى ساحة الاحتفال والتي تقع في الاحياء الغربية من مدينة حلب.
وضربت القوات السورية طوقا أمنيا حول الساحة تحسبا لوقوع أي طارئ.
كما انتشرت وسط الساحة وبين المحتفلين عناصر أمنية تحمل أجهزة لكشف المتفجرات.
ويتزامن مرور عام على استعادة مدينة حلب، مع قيام الجيش السوري بعملية عسكرية في ريف حلب الجنوبي حيث لاتزال بعض القرى والبلدات تحت سيطرة مسلحي جبهة فتح الشام.
وتمكن الجيش السوري خلال الأشهر الأخيرة بفضل الدعم الروسي، من تحقيق تقدم على أكثر من جبهة قتالية واستعاد مناطق استراتيجية كانت تحت سيطرة تنظيمي الدولة الاسلامية المعروف اختصارا بـ(داعش) وفتح الشام.