حمص 16 مايو 2018 ( شينخوا) باتت محافظة حمص (وسط سوريا) خالية من الإرهاب والإرهابيين مع خروج آخر دفعة من المسلحين وعائلاتهم من بلدات الريف الشمالي لمحافظة حمص يوم الأربعاء، بحسب ما أكده محافظ حمص لمراسلي وكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وقال طلال البرازي محافظ حمص في تصريح لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إنه "مع تحرير منطقة تلبيسة والرستن والحولة، تصبح كل محافظة حمص بدون استثناء آمنة بكل مساحاتها شرق وغربا وشمالا وجنوبا" .
وأشار محافظ حمص إلى أن هذه المنطقة تعد نقطة الوصل ما بين محافظة حمص وحماة، لافتا إلى أن عودة الحياة الطبيعية لهذه المنطقة تعني "عودة الأمان والاستقرار لكافة هذه المناطق والمناطق المحيطة، وعودة الكثير من القدرات الاقتصادية والزراعية والصناعية والاجتماعية إلى حمص".
وأضاف البرازي إن "الطريق الدولي سيكون مفتوحا خلال أيام أمام المسافرين".
وخرجت الثلاثاء الدفعة السابعة من قافلة السيارات من مدينتين رئيسيتين وقرى محيطة بالريف الشمالي من محافظة، وعلى متنها 3950 مسلحا مع عائلاتهم إلى الشمال السوري .
وتشمل عملية الإخلاء أيضا المسلحين وعائلاتهم في الريف الجنوبي لمحافظة حماة وسط سوريا.
وغادر أكثر من 27 ألف مسلح مع عائلاتهم من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، منذ بدء عملية الإخلاء في تلك المناطق الأسبوع الماضي.
لكن مع خلو حمص الآن من المسلحين بالكامل، ما زال المسلحون في محافظة حماة يحتفظون ببعض المواقع في ريفها الشمالي.
وكانت مناطق الرستن وتلبيسة من المعاقل الرئيسية لمجموعات الإرهابية المسلحة وكانت من أول المناطق التي خرجت من تحت سيطرة الحكومة السورية في عام 2012 في ريف حمص الشمالي وحماة الجنوبي.
وتأتي عملية إخراج المسلحين وعائلاتهم في إطار اتفاق بوساطة روسية وقد اعتبرت نصرا عظيما للجيش بسبب الموقع الإستراتيجي لتلك المدن على الطريق الدولي الذي يربط دمشق العاصمة مع محافظتي حمص وحماة.
وتجمع مئات الأشخاص في الساحات والشوارع في مدينتي تلبيسة والرستن ورحبوا بوصول قوات الحكومة السورية.
وشوهدت سيارات الشرطة السورية في المدن وكذلك مركبات الشرطة العسكرية الروسية.
كما تم رفع العلم السوري على المباني البلدية في مدينتي الرستن وتلبيسة بواسطة قوات الأمن الداخلي وعناصر الجيش السوري.
وخلال الرحلة، رصدت ((شينخوا)) المسلحين وعائلاتهم وهم يصعدون الحافلات ، وقسما منهم يسلم أسلحته الثقيلة إلى السلطات السورية وسط إجراءات أمنية مشددة وتفتيش دقيق.
وحمل الأهالي في مدينة الرستن صور الرئيس السوري بشار الأسد والأعلام السورية الرسمية ورددوا هتافات تحيي الجيش السوري خلال مراسم رفع العلم السوري على مبنى البلدية، الذي دمر إلى حد كبير.
كما دخلت شاحنات محملة بالمساعدات إلى البلدات التي خرج منها المسلحون وعائلاتهم .
وكان الجيش السوري أعلن في وقت سابق من اليوم استعادة السيطرة على ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي وسط البلاد مع خروج آخر دفعة من المسلحين من المنطقتين إلى شمالي سوريا.
وقالت القيادة العامة للجيش السوري في بيان أذاعه التلفزيون الرسمي للدولة إن" قواتنا المسلحة وبالتعاون مع القوات الحليفة والرديفة أكملت تطهير 1200 كيلومتر مربع من ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي".
وأضاف البيان أن قوات الجيش "أعادت الأمن والأمان إلى 65 بلدة وقرية كانت تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية التي أُرغمت على الخروج من المنطقة بعد تسليم كل ما لديها من أسلحة ثقيلة ومتوسطة".
واعتبر تطهير ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي إنجازا تتجسد أهميته باقتلاع الإرهاب المسلح من تلك المنطقة الجغرافية الحيوية في المنطقة الوسطى.
وتم التوصل إلى اتفاق الإخلاء في حمص وحماة بين المسلحين والحكومة في أول مايو الجاري، لكن عملية الإخلاء بدأت في 8 مايو.
وتهدف اتفاقات الإجلاء المدعومة من قبل روسيا إلى كبح المعارك. وفي الوقت نفسه، يغادر المسلحون إلى معاقل أخرى في شمال سوريا من أجل تأمين مناطق أكثر حيوية في وسط وجنوب سوريا.
