محللون عرب:مع بروز "روح شانغهاي" ونموذج للتعاون... خبراء عرب يثمنون خطاب شي الرئيسي في قمة تشينغداو
بكين 13 يونيو 2018 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ يوم 10 يونيو الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون إلى دفع التعاون لتعزيز أساس السلام والأمن المشتركين في إطار "روح شانغهاي", وذلك في كلمة ألقاها خلال القمة الثامنة عشرة لمجلس رؤساء الدول الأعضاء بالمنظمة التي عقدت في مدينة تشينغداو الصينية، بحضور ممثلي ثماني دول هي روسيا، والصين، وقيرغيزستان، وقازاقستان، وطاجيكستان، وأوزبكستان، بالإضافة إلى الهند وباكستان.
وأرجع الرئيس شي، الذي ترأس القمة السنوية للمنظمة يوم الأحد، القوة التي تتحلى بها المنظمة إلى "روح شانغهاي"، التي تتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام مختلف الحضارات والسعي للتنمية المشتركة, وهو ما أعطي ثقة في القدرة على بناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية ولاقى اهتماما واسعا من وسائل الإعلام بالدول الأعضاء وبقية دول العالم, وكذلك تقدير وإعجاب خاص من العالم العربي الذي وصف قمة منظمة شانغهاى للتعاون بأنها "تتمتع بحيوية قوية وقوة تعاون عظيمة " وأعرب عن ثقته بأن المنظمة تقف أمام مستقبل مشرق.
واتفق محللون عرب في أن منظمة شانغهاي للتعاون أرست أساسا ثابتا للتعاون الإقليمي في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب, وهذا من شأنه أن يدفع السلام العالمي.
فقد أشاد سامى القمحاوي الصحفي بجريدة ((الأهرام ))المصرية والخبير في الشؤون الصينية، بكلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة منظمة شانغهاي للتعاون، مشيرا إلى أن اعتزام الدول الأعضاء في المنظمة تنفيذ اتفاقية لمكافحة الإرهاب سيساعد بشكل كبير في القضاء على الإرهاب والتطرف لأن أغلب دول المنظمة عانت من الإرهاب، وبالتالي من المهم جدا أن تتعاون هذه الدول فى مواجهة الإرهاب من خلال تبادل المعلومات ومحاربة الجماعات المتشددة والمتطرفة.
وأثني القمحاوي على تصريح الرئيس شي جين بينغ بشأن رفض عقلية الحرب الباردة ودعوته إلى تحقيق السلام للجميع، وقال إن هذا التصريح يأتي في إطار سياسة الصين القائمة على الربح المتبادل والتعاون المشترك. كما أشار القمحاوي إلى أن "منظمة شانغهاي للتعاون متأثرة بسياسة الصين التي تسعي دائما إلى الكسب المشترك لجميع الأطراف وأن هذا النوع من العلاقات الدولية المتطورة يناسب العصر ويحتاجه العالم للبقاء".
ومن جانبه، أكد الدكتور سليم حمادي المحلل السياسي والأستاذ بجامعة الجزائر, في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) أن خطاب الرئيس الصيني خلال القمة كان شاملا ودقيقا في الجوانب الاقتصادية وفي الأمن تحديدا وحظى باهتمام الدول الثماني الأعضاء بالمنظمة، مضيفا أن منظمة شانغهاي للتعاون تعد منصة ذات ثقل اقتصادي وسياسي.
وفي اجتماع مائدة مستديرة، أشاد شي بالمنظمة باعتبارها "نموذجا جديدا للتعاون الإقليمي"، وهو ما حظي بقبول واسع لدى الخبراء العرب.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي السوداني عبد الخالق محجوب إن "منظمة شانغهاي للتعاون تتيح فرصا كبيرة للتعاون الإقليمى وتعتبر تجمعا مهما من شأنه تعزيز التواصل بين الدول الأعضاء "، مضيفا أن "من شأن العمل المشترك بين دول المنظمة توسيع فرص التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري وإقامة مشروعات مشتركة في مجالات مهمة".
أما المحلل السياسى السوداني عبد الرحمن الأمين، فرأى أن "مجال التعاون الأمني يشكل واحدا من أكبر الاهتمامات الراهنة لدول المنظمة"، مشيرا في تصريح خاص لـ((شينخوا)) إلى أن "هذا التجمع الإقليمى يتيح فرصة لتنسيق المواقف في مجالات مكافحة الاٍرهاب وتبادل المعلومات".
وفي عيون الخبراء العرب, تبرز "روح شانغهاي" المعنى الجوهري لمنظمة شانغهاي للتعاون، حيث عبر المحلل السياسي العراقي صباح الشيخ عن وجهة نظره قائلا إن "روح شانغهاي" أصبحت نموذجا لشكل جديد من العلاقات الدولية يضم العدل والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين.
كما أثني محمود ريا الخبير اللبناني المتخصص في الشؤون الصينية ومدير موقع" الصين بعيون عربية", على "روح شانغهاي" قائلا إن هذه الروح ظهرت بشكل واضح خلال القمة الأخيرة لمنظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو، وهي روح "تتسم بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام مختلف الحضارات والسعي للتنمية المشتركة، وذلك كما وصفها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال القمة السابقة للمنظمة في العاصمة الأوزبكية طشقند عام 2016".
وتابع بقوله "في كلمته التي ألقاها في قمة تشينغداو, أكد الرئيس شي على هذه المفاهيم، معددا الإنجازات التي حققتها هذه المنظمة الإقليمية ـ الدولية منذ وجودها على مسرح الأحداث العالمية قبل ما يقارب العقدين، ومجددا التطلع إلى مستقبل مشرق للدول المنتمية إلى المنظمة والدول المراقبة والشريكة والعالم كله".
وأشار محمود ريا إلى أن الرئيس شي، في دعوته لـ"التماشي مع اتجاه العالم وتيار العصر لدفع تقدم الحضارة الإنسانية"، قدم فكرة واضحة عن كيفية السير نحو المصير المشترك للبشرية، وهو مصير بعيد عن روح الحرب الباردة. وشدد ريا على أن "هذه الروح العالمية الجديدة والمنفتحة والمفيدة لكل البشر، هي روح تنطلق من مبادئ منظمة شانغهاي للتعاون، ومن السياسة الخارجية الصينية وسياسة الإصلاح والانفتاح التي أطلقتها الصين والتي تتجسد في الاشتراكية ذات الخصائص الصينية"، مضيفا أن هذه القواعد المفيدة والملهمة ستنتج العالم الذي يسعى إليه كل البشر، وهو عالم سعيد متفائل متقدم ومتناغم يقوم على "تنمية ابتكارية ومنسقة وخضراء ومفتوحة وشاملة من أجل تحقيق تقدم اجتماعي واقتصادي منسق في مختلف الدول وحل المشكلات الناجمة عن التنمية غير المتوازنة" وذلك كما قال الرئيس شي.
ولخص الخبير محمود ريا وجهة نظر الخبراء العرب قائلا "لقد رسمت كلمة الرئيس شي في الاجتماع الثامن عشر لمجلس رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون في تشينغداو طريقا مختصرا وواضحا وسريعا وسهلا نحو التضامن الإقليمي في مختلف المجالات، بما يؤثر بإيجابية كاملة على العالم كله ويعِد بمجتمع عالمي متناغم ومتطور، بعكس العالم المتهور والمتفجر والمدمر الذي تهدد سياسات بعض القوى الدولية المهيمنة بالوصول إليه".