مقالة خاصة: مشاركة الرئيس الصيني فى المنتدى الاقتصادي الشرقي تضخ زخما جديدا لسلام واستقرار شمال شرق آسيا

2018-09-13 14:49:59|arabic.news.cn
Video PlayerClose

بكين 13 سبتمبر 2018 (شينخوا) تختتم اليوم (الخميس) الدورة الرابعة من المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك الساحلية الواقعة في أقصى شرق روسيا. وقد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة أمام الجلسة العامة للمنتدى، دعا فيها دول شمال شرق آسيا إلى اغتنام الفرصة التاريخية ومواكبة اتجاه العصر من أجل تعزيز التعاون في الشرق الأقصى الروسي وشمال شرق آسيا لتحقيق مستقبل أفضل للمنطقة.

ويرى الخبراء الصينيون أن المنتدى الاقتصادي الشرقي أصبح منصة هامة لجميع الأطراف لتعبئة الحكمة ومناقشة التعاون الإقليمي، ومن شأنه أن يجلب فرصا جديدة لتعميق التعاون الإقليمي في منطقة شمال شرق آسيا ويسهم في تعزيز الثقة السياسية بين بلدان المنطقة ويساعد على تعزيز السلام والاستقرار والأمن فى المنطقة.

-- خلق فرصة جديدة وتوسيع نطاق التعاون

قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي إن زيارة الرئيس شي جين بينغ ذات أهمية بالغة، حيث ساهمت في تعزيز الثقة المشتركة والصداقة وفي دعم التعاون الإقليمي متبادل المنفعة، موضحا أنها أعطت دينامية جديدة للعلاقات الصينية الروسية وفتحت آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي وضخت حيوية جديدة في العلاقات الدولية.

ومن جانبه قال شانغ يويه، الباحث بمعهد الدراسات الروسية في الأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة إن دول شمال شرق آسيا الست تمثل 23 في المائة من سكان العالم ويمثل إجمالي ناتجها المحلي 19 في المائة من الاقتصاد العالمي وتعتبر أحد المراكز الهامة للنمو الاقتصادي المستدام في العالم. وعلى الرغم من أن الشرق الأقصى الروسي غني بالموارد، إلا أن استكشافه بطيء نتيجة عوامل تاريخية وجغرافية وسياسية.

ولذلك، فإن المنتدى الاقتصادي الشرقي يعد بمثابة جسر لربط الشرق الأقصى الروسي بدول شرق آسيا، وسيوفر المزيد من الفرص لتعزيز التنمية الاقتصادية على أساس توطيد التعاون والتنسيق الاقتصادي والتجاري.

وخلال المنتدى، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الروسي فلاديمير بوتين برسم مسار التعاون البراغماتي في المرحلة المقبلة وذلك عبر تعزيز الربط بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأورآسيوي، وعبر توسيع التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والابتكار العلمي والتكنولوجيا والمالية، ومن خلال دفع تنفيذ المشروعات الكبرى على نحو مطرد، إلى جانب تعزيز البحث والتطوير بشكل مشترك في العلوم والتكنولوجيا الحديثة.

وأشار تشانغ ماو رونغ الباحث بمعهد الاقتصاد العالمي بالأكاديمية الصينية للعلاقات الدولية المعاصرة إلى أنه في ظل التغيرات الجديدة التي يشهدها الوضع الإقليمي، يوفر المنتدى الاقتصادي الشرقي منبرا هاما للتعاون بين البلدان في منطقة شمال شرق آسيا ويفتح الباب على مصراعيه أمام بلدان المنطقة للإسهام بحكمتها والسعي نحو تحقيق التعاون.

وأوضح أن المنتدى سيلعب دورا هاما في الربط بين مزايا الموارد في الشرق الأقصى واحتياجات دول شمال شرق آسيا، وسيفيد في تفعيل الحيوية والتنمية الاقتصادية للبلدان في الشرق الأقصى، ما يتيح فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية في المنطقة.

-- تعزيز الاستقرار والأمن الإقليميين

وإن "مشاركة الرئيس شي بصفته أول زعيم صيني يحضر المنتدى لا تضخ فقط زخما جديدا في تطوير التعاون الإستراتيجي الشامل بين الصين وروسيا، وإنما تشجع أيضا على تشكيل المزيد من التوافق السياسي وتعزيز العملية الجديدة للسلام والاستقرار والثقة المتبادلة في شمال شرق آسيا"، هكذا قال الخبير تشانغ ماو رونغ.

وأضاف تشانغ أن التعاون الاقتصادي يتطلب بيئة أمنية جيدة وثقة سياسية متبادلة. وفي الآونة الأخيرة، شهد الوضع في شمال شرق آسيا تغيرات إيجابية ودخلت القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية مرحلة جديدة، وأصبحت الوسائل الدبلوماسية والمفاوضات لتسوية النزاعات تحظى بإجماع لدى جميع الأطراف.

وقال إنه على الرغم من أن القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية ليست الموضوع الرئيسي في هذا المنتدى، إلا أن المنتدى يوفر فرصة نادرة للغاية لتبادل وجهات النظر بين الأطراف المعنية ويصب في صالح التنمية السلمية في شمال شرق آسيا.

هذا وقد شارك في المنتدى الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس المنغولي خالتما باتولغا ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس وزراء كوريا الجنوبية لي ناك- يون.

وقال شي فى كلمته إنه يتعين على البلدان في منطقة شمال شرق آسيا بناء ثقة مشتركة من أجل حماية السلام والهدوء في المنطقة وتعميق التعاون لتحقيق نتائج متبادلة المنفعة. كما ينبغي على تلك الدول التعلم من بعضها البعض من أجل دعم علاقات الصداقة التقليدية وبناء منظور طويل الأجل لتحقيق التنمية المتكاملة والمنسقة.

وأوضح وانغ يي أن الصين، باعتبارها دولة رئيسية في منطقة شمال شرق آسيا، قدمت لباقي بلدان العالم صورة مسؤولة وبناءة لبلد كبير من خلال المشاركة المستمرة في التعاون الإقليمي ومن خلال تعزيز الحوار والتواصل بين البلدان في المنطقة وخلق بيئة ودية ومتناغمة.

وفي هذا السياق، أشار شانغ يويه إلى أنه في ظل الاتجاه الحالي المناهض للعولمة والحمائية التجارية والأحادية، يسهم المنتدى الاقتصادي الشرقي في دفع البلدان في شمال شرق آسيا إلى تعزيز قدرتها على مقاومة المخاطر. ومن خلال الالتزام بمبدأ المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، يمكن للدول والمناطق تحسين ترتيبات التعاون الاقتصادي من ناحية وتعزيز التنسيق فى الشؤون السياسية من ناحية أخرى.

وأكد تشانغ ماو رونغ أن وتيرة التنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي تتسارع اليوم في شمال شرق آسيا، وهذا يشكل بدوره فرصة وتحديا في آن واحد، لافتا إلى أن المشاركة النشطة من جانب مختلف الأطراف في المنتدى الاقتصادي الشرقي أعطت إشارة إيجابية من شأنها المساهمة في توسيع نطاق الجغرافيا الاقتصادية لمختلف بلدان المنطقة.

الصور

010020070790000000000000011101421374651801