تحليل إخباري: خبراء: من غير المحتمل ان يؤثر مقتل خاشقجي على العلاقات السعودية الامريكية

واشنطن 30 أكتوبر 2018 (شينخوا) في ظل استمرار حالة الإرتباك التي مازال يحدثها التحقيق الجاري في قضية مقتل الصحفي السعودي في العالم، قال خبراء أمريكيون إنه من غير المحتمل ان يؤدي هذا الحادث إلى تغيير جوهري في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية.

وأختفى الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كاتب عمود في صحيفة ((واشنطن بوست)) منذ دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في الثاني من اكتوبر. واعترفت الرياض بان الصحفي (59 عاما) قتل داخل القنصلية وألقت القبض على 18 شخصا متورطين في القضية فى وقت لاحق.

وقال البيت الأبيض في بيانه الأخير يوم الاثنين إن إدارة ترامب "تدرس إختيارات مختلفة" بشأن هذه القضية وستكشف النقاب عنها في وقت لاحق.

ومنذ الكشف عن قتل خاشقجي، انتقدت واشنطن الطريقة التى تناولت بها السلطات السعودية هذه القضية، بينما التزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضبط النفس الى حد ما حيث لم يصدر عنه أي هجوم لفظي ضد الرياض.

وقال داريل ويست أستاذ كبير في مؤسسة بروكينغز لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن ترامب وكبير مستشاريه جاريد كوشنر داعمين قويين للسعودية، بينما يتبنى آخرون وجهة نظر مختلفة.

وأصبح الكونجرس الأمريكي غاضبا بشأن التحالف مع الرياض بعد هذه القضية، حيث دعا لفرض عقوبات وحظر بيع الأسلحة إلى المملكة السعودية.

وقال ديفيد بولاك باحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "من الواضح اننا نمر بفترة توتر وشكوك وضغوط."

وقال فورد أوكونيل، استراتيجي جمهوري وشخصية تلفزيونية معروفة إنه يتعين على واشنطن "اتخاذ موقف في هذه المرحلة."

وأضاف أوكونيل لوكالة أنباء ((شينخوا)) "العالم يتابع. وإذا لم يتخذ ترامب اجراء مناسبا بعض الشيء، فان هذا سيرسل رسالة لباقي العالم العربي."

وقال بولاك إنه هناك بالفعل بعض "الإمثلة" التى تبرهن على استنكار الولايات المتحدة لما حدث لخاشقجي، من بينها العقوبات الفردية والغاء بعض الاجتماعات الرسمية.

وأعلنت الإدارة الأمريكية الأسبوع الماضي اعتزامها إلغاء تأشيرات المسؤولين السعوديين المتورطين في قتل خاشقجي، أول خطوة عقابية ملموسة تتخذها الحكومة الأمريكية. ولكن تم انتقاد هذه الخطوة، حيث وصفت ا بانها رمزية للغاية وتحمل عواقب عملية ضئيلة.

وقال بولاك "في المجمل، أعتقد أن الإدارة تريد الحفاظ على العناصر الأساسية في هذه العلاقة."

وأيد واين وايت مسؤول سابق في الإدارة الأمريكية وجهة نظر بولاك. "من المحتمل ان ترامب مازال لديه أمل في تخطي قضية خاشقجي بدون حدوث ضرر خطير في العلاقات الامريكية السعودية."

ويعتقد خبراء أن الدور الحيوي الذي تقوم به الرياض في استراتيجية واشنطن الشاملة لاحتواء إيران سيجعل إدارة ترامب مترددة بشأن إبعاد نفسها عن حليفتها.

وقال وايت الذي عمل في السابق نائبا لمدير مكتب استخبارات الشرق الأوسط التابع للإدارة الأمريكية "أي خطط أمريكية لمواجهة إيران بالقوة تعتمد بشكل كبير على السعودية بسبب القاعدة العسكرية واعادة التزويد بالوقود وحقوق الطيران وأمور أخرى."

وذكر بولاك "التغير في المناخ (المتعلق بالعلاقات الامريكية السعودية) سيضيف تعقيدات أخرى للجهود التي تبذلها الحكومة الأمريكية لتطويق وعزل ومواجهة إيران، ولكن هذا لن يغير النهج الأساسي."

وأشار ويست "نتيجة لعملية القتل والتستر عليها، سيكون من الصعب استخدام السعودية لتلبية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط."